لقد قدّمت راية زايد في ظل الاتحاد، بالإضافة إلى التجربة التنموية ذات الطابع العالمي، تضحيات كبيرة لنصرة الحق وانتشال المظلوم
العَلَم هو ذلك الرمز المعبِّر عن الانتماء والحب للوطن، الذي تحت رايته تُقدَّم التضحيات، ففي المعارك يحرص الجنود على بقاء العلم مرفوعاً، مَن يحمله يتقدم الصفوفَ ليجد خلفه من هو على استعداد تام لحمله عند الحاجة، لما يمثّله ذلك من جوانب معنوية ووطنية يحرص الجميع على صيانتها.
علم الاتحاد يستحقّ تحديد يوم للاحتفاء به، فتحت رايته تتطور تجربة تنموية رائدة، وتحت رايته أيضاً تتم حماية الوطن الغالي، بل والمساهمة في حماية الأشقاء وإعادة الحق إلى نصابه وتقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين للكساء والغذاء والتعليم والصحة.
من هنا جاء قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، باعتبار اليوم الثاني من نوفمبر يوماً لعَلَم الإمارات، يُرفع فيه، في المدن والقرى والمزارع والواحات والشواطئ.. ليعبّر عن ملحمة الاتحاد وقوته، وتمسّك المواطنين ببقاء رايته خفاقةً وعاليةً.
عَلَم الإمارات بالذات يحمل الكثير من المعاني التي يستحقّ معها تخصيص يوم للاحتفاء به، فهو أولاً راية المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فهو من اختاره وحدد ألوانه الزاهية وتصميمه؛ ليصبح على ما هو عليه الآن، وثانياً هو علم دولة الاتحاد، التجربة الوحدوية العربية الوحيدة الناجحة، والنموذج التنموي الراقي والمميز إقليمياً وعالمياً، و ثالثاً يعبِّر عن القوة والقيادة الناجحة والعمل الذي تجاوز كل مصاعب الماضي؛ متطلعاً نحو المستقبل بثقة وتفاؤل.
لقد أثارت كل تلك المعاني والحقائق أعداء النجاح وقوى الظلام، فحاولوا التقليل منه، ومن ثم إضعاف الولاء للوطن ورايته، فحاولت جماعة «الإخوان المسلمين» الإرهابية أثناء هيمنتها على وزارة التربية والتعليم في ثمانينيات القرن الماضي منع الطلبة من تحية العلم الصباحية، بفتاوى علمائهم التي تحمل معاني سياسية لنقل الولاء إلى رايتهم السوداء، علماً بأن الفرق بين الرايتين كالفرق بين النور والظلام، فالإماراتية تعبّر عن الانتماء لأرض الآباء والأجداد، وعن الطموح لبناء وطن جميل يوفّر الحياة الكريمة للجميع ويسير وفق روح العصر متطلعاً لحجز مقعد متقدم في البناء العالمي الجديد، بناء التقنيات والروبوتات والإعلام الحديث.. في حين تعبّر الراية الإخوانية عن الولاء للمرشد القابع في مكان بعيد عن الوطن، يرفع راية تحمل الدمار والخراب مستغلةً الدين لتحقيق غايات سياسية.
لقد قدّمت راية زايد في ظل الاتحاد، بالإضافة إلى التجربة التنموية ذات الطابع العالمي، تضحيات كبيرة لنصرة الحق وانتشال المظلوم ومساعدة المحتاج، وذلك منذ أول يوم قام زايد وإخوانه الحكام برفع علم الاتحاد في دبي بتاريخ 2 ديسمبر 1971، لتستمر مسيرة البناء والتنمية والعطاء والمساعدات الإنسانية يتقدمها جميعاً وفي كل الأحوال علم دولة الإمارات الذي أينما رفرف، يرفرف معه الخير والتقدم.
هكذا هو الحال في اليمن، حيث يضحي عيال زايد تحت علم الاتحاد لنجدة المظلوم، وإعادة الحق لأهله والمساهمة في بناء دولة شقيقة حاولت أيادٍ أجنبية خبيثة العبث بأمنها واستقرارها وثروتها، وهكذا أيضاً تجد علم الاتحاد أينما وُجِدت مشاريع التنمية والإغاثة في مختلف مناطق العالم للمساهمة في البناء ومحاربة الفقر والأمراض، حيث تأتي المبادرة العالمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والهادفة إلى استئصال شلل الأطفال، كمثال حي للأعمال الإنسانية المساهمة في إنقاذ ملايين الأطفال حول العالم من هذا الوباء الخطير.
ونظراً لذلك فإن علم الاتحاد يستحق تحديد يوم للاحتفاء به، فتحت رايته تتطور تجربة تنموية رائدة وتحت رايته أيضاً تتم حماية الوطن الغالي، بل والمساهمة في حماية الأشقاء وإعادة الحق إلى نصابه، وتقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين للكساء والغذاء والتعليم والصحة.
واليوم فإن مدن وقرى الإمارات أجمل وأكثر إشراقاً، وهي تكتسي براية زايد، علم الاتحاد ليظل خفاقاً وعالياً، كما هي دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة