اللهب يأكل ما تبقى من السياحة.. "سلاحف تركيا" بلا زوار
قبل أن تنجو السياحة التركية من الدمار الذي خلفته جائحة كورونا، اصطدمت بكارثة أخرى أجلت التعافي لفترة طويلة بحسب توقعات خبراء.
وبعد عام على الدمار الذي خلفته جائحة كوفيد-19 بقطاع السياحة التركي، وجهت أسوأ حرائق غابات في الذاكرة الحية ضربة جديدة للقطاع، الذي يمثل نحو 5% من الاقتصاد التركي.
وتعتبر السياحة أحد أهم مصادر الدخل لتركيا خاصة من النقد الأجنبي، إذ شهدت البلاد تذبذبا في وفرة الدولار منذ 2018 على خلفية أزمة هبوط الليرة، وتفاقمها توقف عجلة السياحة العالمية خلال العام الماضي، وتراجعها خلال العام الجاري.
جاء أول إلغاء حجز سياحي لرحلات كان ينظمها أوزكان سالجوك قبالة الساحل الجنوبي لتركيا، عندما اندلعت حرائق في الغابات القريبة، حيث اعتاد على اصطحاب الزائرين لمشاهدة السلاحف.
ففي 10 أيام دمرت الحرائق عشرات الآلاف من الأفدنة في غابات بالأقاليم المطلة على البحر المتوسط وبحر إيجه، كما لقي 8 أشخاص حتفهم وفر آلاف الأتراك والسائحين.
ودفع تخفيف قيود كوفيد-19 على السفر هذا الصيف إلى التفاؤل بانتعاش قطاع السياحة التركي لكن حرائق الغابات خيبت آمال سالجوك وآخرين في منطقته.
وقال سالجوك "لدي حجزان آخران ليوم السبت لكنني لا أتلقى أي حجوزات جديدة. وأضاف "أشعر بخوف شديد من استمرار الحرائق. نستيقظ على رماد يسقط على منازلنا وقواربنا".
وقال بولنت بولب أوغلو، رئيس اتحاد أصحاب الفنادق المطلة على بحر إيجه الجنوبي "لا توجد حجوزات جديدة بسبب حرائق الغابات وتم إلغاء الحجوزات الحالية. الفنادق خاوية ويطلب النزلاء إنهاء الإقامة فيها مبكرا".
ويوجه قرار بريطانيا يوم الأربعاء الإبقاء على تركيا في "القائمة الحمراء" لمرض كوفيد-19 لمدة ثلاثة أسابيع أخرى ضربة جديدة للسياحة التركية.
ووفقا لرويترز، قال وزير السياحة التركي محمد نوري أرصوي اليوم الجمعة إن تركيا ملتزمة بأهدافها الرامية إلى جذب 25 مليون سائح هذا العام وتحقيق عائدات قيمتها 20 مليار دولار، وهو رقم يقل كثيرا عن 34.5 مليار دولار حققتها البلاد عام 2019 قبل الجائحة.
حرائق الغابات في تركيا
وواصلت أطقم الطوارئ التركية محاولات إخماد أسوأ حرائق شهدتها البلاد خلال سنوات لليوم العاشر على التوالي، الجمعة.
وقال مكتب الاتصالات الرئاسي اليوم إن 12 حريقا ما زالت مشتعلة وخارج نطاق السيطرة.
تشتعل أسوأ الحرائق على طول الخط الساحلي الجنوبي والغربي لتركيا في مناطق أنطاليا ومارماريس وبودروم وميلاس.
وقالت السلطات المحلية إن ألسنة اللهب حاصرت العديد من الضواحي في المساء في ميلاس، ولكن جرى إجلاء السكان بالفعل من منازلهم، والحرائق هناك مشتعلة على نحو خارج عن السيطرة.
واندلع أكثر من مئتي حريق غابات الأربعاء الماضي عبر العديد من الولايات في أسوأ حريق شهدته البلاد خلال 13 عاما، وما زالت الكثير من الحرائق مشتعلة بكثافة غير مسبوقة.
وبحسب التقديرات، لقي 8 أشخاص على الأقل حتفهم وأتت الحرائق على مئة ألف هكتار على الأقل من الغابات والحقول.
وقالت السلطات المحلية إنه في مارماريس وحدها أتت الحرائق على أكثر من 16 ألف هكتار.
ضربة كورونا المزدوجة
لا تزال تركيا تواجه ضغوط نقدية ناجمة عن استمرار ضعف العملة المحلية (الليرة) مقارنة مع النقد الأجنبي، منذ أغسطس/آب 2018.
انهارت صناعة السياحة الوافدة إلى تركيا خلال النصف الأول من العام الجاري، مع استمرار تسجيل البلاد معدل إصابات مرتفعا بفيروس كورونا، وعجزها عن خفض النسب، على الرغم من حملات التطعيم.
وأظهرت بيانات هيئة الإحصاءات التركية، أن السياحة الوافدة إلى تركيا خلال النصف الأول 2021، تراجعت بنسبة 68.2% إلى 4.066 ملايين سائح، مقارنة مع 12.76 مليون سائح في الفترة المقابلة من 2019.
ولم تنشر هيئة الإحصاء التركية أرقام السياحة الوافدة خلال النصف الأول من العام الماضي، بسبب توقفها كليا مع تفشي جائحة كورونا عالميا، اعتبارا من أبريل/نيسان 2020، واستئنافها بشكل جزئي بنهاية العام الماضي.
السياحة في تركيا النصف الأول
وخلال النصف الأول 2021، بلغ إجمالي إيرادات السياحة الوافدة إلى تركيا بحسب البيانات الرسمية، نحو 3 مليارات دولار أمريكي، مقارنة مع 7.98 مليارات دولار في النصف الأول 2019، بينما لم تنشر أرقام النصف الأول 2020.
وخلال كامل العام الماضي، بلغ إجمالي السياحة الوافدة إلى تركيا، 15.8 مليون سائح، معظمهم زاروا تركيا منذ مطلع 2020 حتى منتصف أبريل/نيسان 2020، قبل إعلان وقف حركة الطيران، بإيرادات 12 مليار دولار.
بينما بلغ عدد السياحة الوافدة إلى تركيا خلال العام 2019، نحو 51.86 مليون سائح، فيما بلغ مجمل إيرادات السياحة الوافدة في ذلك العام، 34.52 مليار دولار، بحسب البيانات الرسمية.
ولا تزال تركيا تواجه ضغوطات نقدية ناجمة عن استمرار ضعف العملة المحلية (الليرة) مقارنة مع النقد الأجنبي، منذ أغسطس/آب 2018، إذ بلغ سعر الصرف اليوم 8.36 ليرة لكل دولار واحد، قريبا من أدنى مستوياته التاريخية.
aXA6IDMuMTM4LjM2LjE2OCA= جزيرة ام اند امز