آلاف الرجال يفرون من أوكرانيا.. 3 طرق للهرب من التجنيد الإجباري
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، عبر آلاف الرجال الحدود الأوكرانية بشكل غير قانوني الحدود هربا من التجنيد الإجباري.
ومن المتوقع أن تتزايد محاولات الفرار من البلاد بعد اعتماد أوكرانيا مؤخرا تدابير التعبئة الشاملة الجديدة، التي تمنع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا من المغادرة، وتسمح للجيش باستدعاء المزيد من الجنود وفرض عقوبات أكثر صرامة على التهرب من التجنيد.
وأشارت صحيفة الغارديان البريطانية، إلى أنه منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، في فبراير/ شباط عام 2022، يُعتقد أن أكثر من 20 ألف رجل فروا من البلاد لتجنب التجنيد الإجباري، بعضهم سبح وغرق أثناء محاولتهم عبور حدود أوكرانيا إلى رومانيا.
وفي أبريل/نيسان، ذكر أندريه ديمتشينكو، رئيس خدمة حرس الحدود الحكومية الأوكرانية، أن ما لا يقل عن 30 رجلاً أوكرانياً لقوا حتفهم أثناء محاولتهم العبور، على الرغم من أن العدد الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير، حيث من غير المرجح أن يتم انتشال بعض الجثث على الإطلاق.
وذكرت الصحيفة أن القوات المسلحة الأوكرانية تُعاني من نقص شديد في الجنود، وهو ما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في شهر أبريل/نيسان الماضي، على قانون مثير للجدل خفض سن الخدمة العسكرية من 27 إلى 25 عامًا.
وأشارت إلى أنه بموجب المبادئ التوجيهية الجديدة، يمكن أن يفقد المتهربين من التجنيد رخص القيادة الخاصة بهم، وتجميد حساباتهم المصرفية ومصادرة ممتلكاتهم.
وفي مقابلة مع الصحيفة أشار البعض، مثل دميترو، الذي يعمل مصورا، أنه تواصل مع أصدقائه، الذين فروا عبر الإنترنت ووعدوه بتسهيل هروبه مقابل رسوم باهظة تبدأ من 8000 يورو.
أما أندريه، وهو عامل في مجال تكنولوجيا المعلومات يبلغ من العمر 23 عامًا من أوديسا، فذكر أنه تلقى رسالة تحتوي على معلومات تفصيلية حول كيفية مغادرة البلاد، وحددت طريقين للهروب: الأول يتضمن عبور الحدود المولدوفية باستخدام جواز سفر مزور، بينما الخيار الآخر يتيح إدراج أندريه ضمن فئات الفنانين، وهي فئة يُسمح لها أحيانًا بالخروج من البلاد.
كما كشفت مقابلات الغارديان مع خمسة رجال كانوا يختبئون في المنزل لتجنب التجنيد الإجباري عن مجموعة متنوعة من الأسباب للقيام بذلك.
وأعرب الكثيرون عن خوفهم من الهلاك في معركة تميزت بقتال خنادق مروع ومعدل وفيات وحشي. وذكر آخرون رفضهم للتجنيد الإجباري بسبب ما اعتبروه تدريبًا غير كافٍ قبل إرسالهم إلى الخطوط الأمامية. واختار البعض تجنب التجنيد لأسباب عائلية معقدة.
وقال ميخايلو، وهو مدرب رياضي من ماريوبول يعمل في كييف، إن والديه ما زالا يعيشان في المدينة الساحلية التي استولت عليها روسيا في ربيع عام 2022 بعد حصار وحشي.
وتظهر استطلاعات الرأي أنه لا يزال هناك عدد كبير من الرجال المستعدين للتعبئة، لكن قانون التجنيد الإلزامي في أوكرانيا يخاطر بتقسيم المجتمع الأوكراني، الذي يعاني بالفعل من إرهاق الحرب.
وينتقد العديد من الجنود الأوكرانيين على الجبهة، أو أولئك الذين عادوا بعد إصابتهم، التهرب من الخدمة العسكرية، بحجة أن هذه الممارسة تضعف المجهود الحربي لبلادهم مع تحقيق القوات الروسية تقدمًا عبر جبهات متعددة.
وعبر رومان، الذي خرج من الخدمة بعد أن أصابت قذيفة ساقه اليمنى، أمام مقهى في كييف متكئًا على عكازة، عن خيبة أمله عندما سمع قصصًا عن رجال يختبئون أو يحاولون الفرار من البلاد.
ومضى قائًلا: "أتفهم أن الناس خائفون، لكننا ببساطة بحاجة إلى مجندين جدد لمواصلة القتال، إذا لم نكن نحن فمن سيحمي هذا البلد؟".