مطعم عائم في مقديشو.. واحة سلام تقهر الإرهاب
عبدالقدير محمد إبراهيم وهو مقاول صومالي (48 عاماً) بنى مركباً من طابقين وحوّله إلى مطعم حيث يمكن للزبائن التمتع بالهواء البحري
يتلذّذ أحمد يوسف بوجبة من ثمار البحر الطازجة على متن مركب محاط بمياه فيروزية حُوّل إلى مطعم عائم ويكاد الشاب لا يصدّق أنه في مقديشو.
على مسافة قريبة عند شاطئ "ليدو" الرملي الأبيض يلعب أطفال بالكرة فيما يتنزه سكان محليون أو يسبحون في المياه بمنأى عن أسماك القرش الكثيرة فيها.
ورغم الهجمات الكثيرة التي تنفذها حركة الشباب الإرهابية يسمح تحسن نسبي في الوضع الأمني لشاطئ ليدو الذي كان مركزا للسهر قبل انطلاق الحرب الأهلية عام 1991 باستعادة بعض من نشاطه.
وفي يناير/كانون الثاني، بنى عبدالقدير محمد إبراهيم، وهو مقاول صومالي (48 عاماً)، مركباً من طابقين وحوّله إلى مطعم حيث يمكن للزبائن التمتع بالهواء البحري والتلذذ بثمار البحر والشعور بحياة طبيعية.
ويروي أحمد يوسف، وهو زبون منتظم: "أحياناً أشعر بأنني لست في مقديشو، فهنا هدير الموج والمحيط الجميل فيما أتلذذ بمنتجات البحر على المركب، آمل أن تفتح أماكن أخرى كهذه في المستقبل".
وحاول صاحب "لانتيرنا"، الذي كان مقيماً في إيطاليا وعاد إلى بلاده الآن، إطلاق مشاريع عدة في مقديشو من بينها وكالة سفريات، لكن من دون أن ينجح.
وأوضح إبراهيم: "عندما رأينا أن ثمة دولاً متطورة لديها مطاعم على متن مراكب للسياح أتتنا فكرة إقامة مطعم حيث يمكن للناس تمضية بعض الوقت وبات لدينا الآن مطعم عائم في مقديشو".
وبسبب ضيق المكان، لا يتسع المركب للمطبخ، لذا يتقدم الزبائن بطلبياتهم قبل يومين ليحضر الطعام على اليابسة وينقل إلى المركب.
وللمحيط نزواته أحيانا ما يضطر الزبائن إلى التمسك بأطباقهم -على ما يؤكد إبراهيم- وعندما تكون المياه هادئة يبحر المركب قبالة شواطئ مقديشو.
وأضاف: "لقد بنيت المركب مع أصدقاء لي وهو يتسع لـ40 شخصاً في الوقت الراهن، لكن أنوي زيادة قدرة الاستيعاب لتصل إلى 50 شخصاً".
وتابع إبراهيم: "البحر قاتم اللون ليلاً وما من مركب آخر في المياه على شاطئ ليدو، لذا سميته (لانتيرنا) أي المصباح بالعربية".
aXA6IDMuMTQ1LjEwNS4xNDkg
جزيرة ام اند امز