صاحبة أول مطعم مصري في فيرجينيا: مأكولات بلدي سر نجاحي
دينا دانيال، جعلت الأكل المصري منافسا قويا للوجبات الأوروبية المختلفة في ولاية فيرجينيا بأمريكا بعد افتتاحها مطعما مصريا عام 2107.
سافرت منذ 14 عاما إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حاملة معها حلم أن تصبح "سيدة أعمال"، مما دفعها بأن تتجه إلى مجال آخر بعيدا عن العقارات التى عملت بها في بداية حياتها العملية، وقررت أن تكون صاحبة أول شاحنة طعام مصرية في تشيرش بولاية فيرجينيا.
دينا دانيال، حولت مسار عملها في الولايات المتحدة الأمريكية إلى نشر المأكولات المصرية، مستغلة نشاطها السابق الذي بدأته في القاهرة بمجال الطعام عندما افتتحت مطعما لبنانيا في ضاحية مصر الجديدة بالقاهرة أواخر التسعينيات من القرن العشرين، واستطاعت أن تدخر منه أموالا تساعدها على السفر للولايات المتحدة الأمريكية.
"العين الإخبارية" التقت المصرية دينا دانيال، للوقوف على تفاصيل قصة نجاحها في الولايات المتحدة، والصعاب التي اعترضت مسيرتها.
لماذا غادرت القاهرة؟
بعد تخرجي في الجامعة بالقاهرة أوائل التسعينيات، بدأت العمل في شركة تسويق عقاري سكني، لكن لم أستمر طويلا، وشعرت بأنني قادرة على تغيير مجالي تماما، فقمت بافتتاح مطعم لبناني في حي مصر الجديدة (شمال شرق القاهرة) عام 1997، كأول مشروع أبتدئ به، وبفضل نجاحه، تمكنت من ادخار ما يكفي من المال للانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام ٢٠٠٤، لنسخ مشروعي بالولايات المتحدة، ولكن الأمر لم ينطلق فور سفري لأنني عملت في مجال آخر حتى تركته عام 2012، وقررت افتتاح مطعم مصري في المدينة التي أعيش فيها بولاية فيرجينيا.
كيف جاءتك فكرة افتتاح المطعم المصري في أمريكا؟
بعد تركي لعملي عام 2012 اكتشفت أن المدينة التي أعيش فيها تضم العديد من المطاعم الشرق أوسطية، لكن دون أن يكون بينها مطعم مصري واحد، لذا قررت أن أخوض التجربة الصعبة وأقدم أوراق عملي للجهات المسؤولة حتى أحصل على التراخيص اللازمة وأتمكن من الوقوف بشاحنة طعام مصري في فيرجينيا.
وبالفعل بعد 3 أشهر حصلت على جميع التصريحات التى تمكني من تنفيذ أول خطوة لمشروعي، وبدأت العمل يوميا من 5 صباحا إلى 9 مساء، وتحسن الأمر تدريجيا في عدد ساعات العمل بعد توظيفي لعدد من المساعدين، فبدأت أحصل على قسط من الراحة وسط اليوم على أن أعود مجددا للعمل.
وبعد أيام قليلة كونت الكثير من الزبائن المنتظمين، وكتبت عني العديد من الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية تقارير جيدة، الأمر الذي جعلني أشعر بالنجاح من خلال مأكولات بلدي الحبيبة مصر.
وبعد 4 سنوات، افتتحت في يوليو/تموز ٢٠١٧، أول مطعم يدعى "Fava Pot"، أقدم من خلاله الكشري والكفتة والسمان المحشو بالفريك والمكرونة بالبشاميل والملوخية والفلافل.
هل واجهت صعوبات في افتتاح المطعم؟
بالطبع واجهت العديد من الصعوبات في بداية الأمر، فلا يمكن تحقيق النجاح بسهولة، عندما بدأت العمل بشاحنة الطعام عام 2013، لم يكن الأمريكيون يعرفون شيئًا عن الطعام المصري، فنجاحي استغرق وقتا طويلا حتى تمكنت من جذب زبائن يأتون خاصة لتناول الطعام المصري، فكنت أتخلى عن الطعام مجانًا في بعض الأحيان، وأعمل في الشارع في درجة حرارة 20 تحت الصفر، وفي بداية الأمر اعتدت أن أبدأ يومي في الساعة 5 صباحًا، واعتدت على القيام بكل شيء، بدءًا من التنظيف والتجهيز وشراء المخزون والطهي، وكنت أجد نفسي منهكة تماما لا أقوى على الحركة في نهاية اليوم، من كثرة المجهود الذي يبذل، لكن في نهاية المطاف حين كنت أرى أن مطعمي أصبح بيتا لهم أشعر بالسعادة الغامرة.
هل لاقت المأكولات المصرية قبولًا من جانب الأمريكيين؟
طبعا، كان الأمر في البداية شيئا، وأصبح الآن شيئا آخر، فالأمريكيون بولاية فيرجينيا أصبحوا عاشقين للمأكولات والوجبات المصرية التى أقدمها من خلال مطعمي، خاصة أنه المطعم المصري الوحيد في فيرجينيا، فهم الآن يتصلون بي ليل كل يوم لتجهيز غداء اليوم التالي لهم، فالأكل المصري أصبح مشهورا للغاية.
ألا تخططين لافتتاح فروع أخرى لمطعمك؟
لا أعتقد ذلك على الأقل في الوقت الحالي، فأنا حاليا أشعر بالراحة في ولاية فيرجينيا، ولا أريد أن أتركها مستقبلا، لأن من الصعب تكرار تجربتي مرة أخرى في ولاية ثانية، خاصة أن عملي استغرق مني مجهودا خارقا من أجل تحقيق ذاتي في مدينتي التى أعيش فيها وبها عدة مطاعم شهيرة صعب أن تكسب زبائنها بأكلات غير معروفة بالنسبة لهم، فأنا عملت في عام 2013 وانتظرت وقتا طويلا حتى أرى نتائج مجهودي وعرقي، فكل هذه الأمور صعب تكرارها في مدينة أخرى، الأمر الذي أسعى إليه الآن هو الحفاظ على مكانتي وسط المطاعم القوية التى تنافسني.