فيضانات وحرارة وغبار وجراد.. رباعية التغيرات المناخية تفتك باليمن
تغيرات مناخية ذات تأثير عميق على الأمن الغذائي في اليمن تهدد بانخفاض غلة المحاصيل وزيادة ندرة الغذاء.
وحذرت نشرة الإنذار المبكر عن الأرصاد الجوية الزراعية الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من رباعية فتاكة في اليمن وتتمثل بالفيضانات وارتفاع الحرارة والغبار والجراد التي تتكاثر بالاجزاء الشرقية للبلاد.
وبحسب المنظمة فإن الفيضانات في الأسبوع الماضي، أثرت على معظم المحافظات اليمنية، وخاصة في مديرية مودية بمحافظة أبين حيث تضررت 80 أسرة، مما أدى إلى نقص شديد في الغذاء والمأوى.
وتوقعت المنظمة أن تستمر مخاطر الفيضانات في الأسبوع المقبل حيث من المتوقع هطول أمطار غزيرة ومن المرجح أن تؤثر على نحو 5 آلاف و800 شخص في لحج والضالع وإب وأبين وصعدة وحجة والمحويت وصنعاء وريمة وذمار.
وحذرت المنظمة القاطنين في مستجمعات المياه في حوض وادي تبن وحوض وادي بنا وحوض وادي حرض ووادي مور وسردود ووادي سهام وحوض وادي زبيد، ناصحة بإخراج المواشي والأشخاص من المناطق المنخفضة المعرضة للفيضانات.
كما أوصت بتقوية الملاجئ الضعيفة خاصة للنازحين داخلياً في هذه المناطق التي تهددها الفيضانات.
حرارة مرتفعة
في درجات الحرارة، توقعت المنظمة أن تستمر بالارتفاع في معظم المناطق الغربية والساحلية من البلاد ومن المرجح أن تتراوح بين 60-80 بحيث تكون أكثر سخونة من المعتاد.
وأشارت إلى أن ارتفاع الحرارة سيكون ضارا بالثروة الحيوانية مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والقضايا الصحية، داعية إلى تربية الماشية في حظائر لتجنب التعرض لدرجات حرارة عالية للغاية.
ولفتت إلى أن "تعرض المحاصيل لفترات طويلة لدرجات حرارة عالية للغاية لا يؤثر فقط على الكمية ولكن أيضاً على قيمتها الغذائية على هذا النحو يوصى بحصاد المحاصيل الجاهزة وسقي حدائق الخضراوات في الصباح الباكر".
وأكدت أن التعرض لدرجات حرارة عالية للغاية يمكن أن يكون له آثار ضارة على صحة الإنسان مع ارتفاع درجات الحرارة، وقد لا تتمكن آلية التبريد الطبيعي للجسم من العمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى أمراض مرتبطة بالحرارة مثل السكتة الدماغية والإرهاق.
كما يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة أيضا إلى تفاقم الظروف الصحية الحالية، خاصة بالنسبة للفئات الضعيفة مثل كبار السن والأطفال والمصابين بأمراض مزمنة.
وحذرت المجتمعات في شرق حضرموت والمهرة وعدن والمنطقة الساحلية الغربية الممتدة بما في ذلك سهل تهامة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل البقاء في الظل، وتجنب الأنشطة الشاقة خلال ساعات الذروة، لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة.
غبار وجراد
في السياق، توقعت المنظمة "زيادة الظروف المغبرة حيث يؤدي التعرض المستمر لكل من البشر والماشية لجزيئات الغبار في الهواء إلى مشاكل في الجهاز التنفسي، مما يسبب السعال وصعوبات في التنفس".
وأشارت إلى أن الغبار يمكن أن يؤدي إلى مشكلة خاصة للإنسان والحيوان الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي الموجودة مسبقاً، كما يستقر الغبار في المناطق الداخلية للحيوانات، مما قد يؤدي إلى تهيج الجلد والالتهابات.
وأشارت إلى أن الظروف المتربة تؤثر أيضا "على جودة علف الحيوانات والمياه، حيث يمكن أن تلوث جزيئات الغبار هذه الموارد، مما يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي وانخفاض كمية المغذيات".
ودعت المنظمة "مالكي الماشية لاتخاذ تدابير لتقليل الغبار في بيئة حيواناتهم، مثل توفير تهوية مناسبة وتنظيف مناطق معيشتهم بانتظام".
وعن الآفات رصدت المنظمة الجراد الصحراوي الناضج وغير الناضج المعزول في المناطق الداخلية من اليمن بالقرب من الحزم في محافظة الجوف (شمالي شرق) ولكن لم يلاحظ أي جراد صحراوي في أي مكان آخر في الأسابيع الماضية.
وتشير التوقعات إلى تكاثر انفرادي محتمل في أجزاء من مأرب وعتق وامتداده إلى حضرموت، ومن المرجح أيضا أن يزداد أعدد ديدان الحشد الخريفية مع استمرار أنشطة هطول الأمطار في معظم أنحاء غرب اليمن، وفقا لذات المصدر.
aXA6IDMuMTM1LjIyMC4yMTkg جزيرة ام اند امز