هزة "خليج عدن" الأرضية تفتح جدل التنبؤ بالزلازل مجددا.. ما رأي الخبراء؟ (خاص)
وجد مؤيدو نظرية التنبؤ بالهزات الأرضية في الزلازل التي وقعت مؤخرا بمنطقة خليج عدن، فرصة مناسبة لإعادة الترويج للنظرية، التي تربط بين اصطفاف الكواكب في السماء والقمر في مرحلة البدر، وحدوث تأثيرات جاذبية على الأرض، تؤدي للزلازل.
واشتهرت تلك النظرية التي يتبناها متنبئ الزلازل الهولندي "فرانك هوغربيتس"، بعد وقوع زلزال تركيا وسوريا، بسبب "تغريدات" تنبأ فيها بحدوث زلازل، بالتزامن مع حدوث اصطفاف للكواكب.
ثم ما لبثت تلك النظرية أن فشلت في تفسير حدوث زلازل في أوقات لم تشهد اصطفاف كواكب، مثل زلزال مدينة الغردقة المصرية في 15 أبريل/ نيسان الماضي، وجاءت الزلازل الأخيرة في خليج عدن، لتعطي مؤيدي النظرية فرصة لمحاولة إعادة إحيائها من جديد.
وشهد خليج عدن الواقع بين الساحل الجنوبي للجزيرة العربية "اليمن" و"الصومال" في القارة الأفريقية، زلزالين السبت خلال ساعتين، كان أحدهما بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر، والآخر بقوة 4.6 درجة.
جاء وذلك بعد أيام من تغريدة لمتنبئ الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس حذر فيها من هزة أرضية شديدة، وصفها بـ"الهائلة" خلال الأسبوع الأول من يونيو/ حزيران، وذلك بسبب هندسة كوكبية حرجة، ناتجة عن التقارب ما بين كواكب الأرض والمريخ ويورانوس، بالتزامن مع اكتمال القمر، وهو وضع ينتج عنه نشاط زلزالي كبير جدا، بحسب تعبيره.
واعتبر مؤيدو تلك النظرية من متابعي هوغربيتس على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي حدوث تلك الزلازل تدعيما لها، غير أن الرافضين لها ذكروهم بفشلها في التنبؤ بزلازل أخرى.
ويميل أغلب العلماء إلى رفض تلك النظرية، وقالت سوزان هوغ، العالمة في برنامج مخاطر الزلازل بهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية لـ "العين الإخبارية"، إن "المناطق النشطة زلزاليا مثل منطقة (خليج عدن)، ليس من المستبعد أن تشهد حدوث زلازل من حين لآخر.
ويُصنف خليج عدن ضمن مناطق النشاط الزلزالي الكثيفة، نتيجة لموقعة الذي يمثل أحد الأحزمة الزلزالية الرئيسية، كما أنه يعتبر من أكثر المناطق من حيث كثافة النشاط الزلزالي ويتصدر مناطق النشاط الزلزالي من حيث المقادير وعدد الهزات، وسبق أن حدث به زلازل، في أوقات لم يكن بها أي اصطفاف كوكبي، وليس معنى حدوث تلك المصادفة، أن نعطي مصداقية للحديث عن التنبؤ بالزلازل، كما تؤكد هوغ.
ووصفت هوغ تغريدة هوغربيتس التي سبقت زلازل عدن الجديدة بـ"الغامضة"، مثلها مثل التغريدات السابقة، وقالت: "هذه هي لعبة يمارسها المتنبئون الهواة، فهم يطلقون العديد من التنبؤات الغامضة، ولا يعترفون بأخطائهم، ويدعون النجاح عندما تحدث الزلازل".
وأضافت: "سأعيد ما سبق وأكدته في أكثر من مناسبة تعليقا على نظرية التنبؤ بالزلازل، وهو أنه من العبث الإشارة إلى أن الكواكب الأخرى لها تأثير كبير على الفوالق على الأرض، وضغوط المد والجزر من الكواكب الأخرى ضئيلة للغاية، ولا يمكن أن تتسبب في حدوث زلازل كبيرة".
ولفتت إلى أنه يمكن أن تحدث زلازل صغيرة، وليست مؤثرة، ولكن بسبب المد والجزر الذي تحدثه الأجرام السماوية الكبيرة (القمر والشمس)، وليس بسبب كواكب بعيدة مثل المريخ وزحل.
ويتفق شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، مع الرأي السابق، مشيرا في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى أنه دائما ما توجد فرصة لحدوث زلازل في الأماكن ذات الفوالق النشطة، ومن ناحية أخرى، فإن النظرية فشلت في تفسير لماذا تحدث الزلازل يوميا في أنحاء الكرة الأرضية دون حدوث ظواهر كونية.
وتحدث الزلازل بسب حركة الصفائح "التكتونية" في القشرة الأرضية وتصادمها أو انزلاقها على خطوط الصدع المتشكلة على حافات الصفائح من الحركة الذاتية داخل الكرة الأرضية نفسها، وقوة الجاذبية التي تحدثها اصطفاف الكواكب أضعف بكثير من القوى "التكتونية" التي تسبب هذه الحركة، بحسب الهادي.
aXA6IDMuMTM4LjE3MC42NyA= جزيرة ام اند امز