فلوريدا تستعد للفرز اليدوي لحسم مقعدي الحاكم و"الشيوخ"
رئيسة الهيئة المشرفة على الانتخابات في ميامي أكدت لـ"العين الإخبارية" أن إجمالي الأصوات التالفة وعدد المصوتين يؤخر النتائج النهائية.
كعادة فلوريدا في أغلب الانتخابات الأمريكية، يستمر تعليق النتيجة النهائية بها حتى بعد حسم العملية الانتخابية برمتها على المستوى الوطني للولايات المتحدة.
ففي الوقت الذي حسمت فيه معركة التجديد النصفي للكونجرس بمجلس النواب للديمقراطيين وحسم الشيوخ للجمهوريين ما زالت النتيجة معلقة في ولاية "الشمس المشرقة"، على مقعدي الشيوخ بين الجمهوري ريك سكوت والديمقراطي بيل نيلسون، وحاكم الولاية بين الجمهوري دي سانتيس والديمقراطي إندرو جيلوم.
وفي الوقت الذي سادت فيه التوقعات بالبدء في عملية فرز يدوي للأصوات، توقع البعض الآخر أن تستمر المعركة القانونية بين الحزبين الأزرق والأحمر إلى ما بعد إعلان نتائج الفرز اليدوي.
وكانت اللجنة المشرفة على الانتخابات في عدد من المقاطعات بولاية فلوريدا أعلنت فرز الأصوات مرتين حتى الآن "إلكترونيا".
وكان إعلان فوز الجمهوريين سكوت ودي سانتيس بعد الفرز الإلكتروني قد تسبب في حالة من البلبلة بأنحاء الولاية، لا سيما أن هامش الفوز كان ضئيلا للغاية، بشكل يمكن أن يطلب معه المرشحان الديمقراطيان إعادة الفرز، حيث يسمح القانون بطلب ذلك إذا كان هامش الفوز أقل من 0،25%.
ونظرا لأن هامش الفوز يكون غالبا ضيقا في فلوريدا فإن لجان الإشراف على الانتخابات بالولاية تفعل خاصية إعادة الفرز تلقائيا عندما يكون الهامش 0.5% أو أقل، لكن الفرز اليدوي يتطلب أن يكون الهامش 0.25% أو أقل، إلا أنه حتى اللحظة لم يتم إعلان إجمالي الأصوات في بعض المقاطعات مثل مقاطعة بروارد، وهو ما يصعب معه تحديد الهامش، هل هو أقل أو أكثر من 0،25%؟
النتائج الأخيرة
ووفقا لآخر إعلان من هيئة الإشراف على الانتخابات في فلوريدا على مقعد مجلس الشيوخ بالولاية فإن الجمهوري ريك سكوت يتفوق على السيناتور الديمقراطي بيل نلسون، بعد التأكد من 99% من الأصوات، حيث حصد سكوت 4094881 صوتا بنسبة 50.1%، بينما نال نيلسون 4079813 صوتا بنسبة 49.9%.
وعلى مقعد الحاكم، تم التأكد من صحة 99% من الأصوات، وجاء الجمهوري دي سانتيس في المقدمة بـ4072907 أو 49.6%، بينما حصل الديمقراطي جيلوم على 4036706 بـ49.2%.
وكان الديمقراطي جيلوم أقر بهزيمته في الانتخابات مساء الثلاثاء الماضي بعد النتائج الأولية، لكنه الآن أصبح أكثر دعماً لإعادة فرز الأصوات يدويا، ويرجع ذلك إلى تقلص الفارق بينه وبين دي سانتيس إلى 36201 صوت فقط.
وأعلنت حملة جيلوم، مساء أمس الخميس، أنه بعد انتهاء عملية الفرز أول مرة تبين وجود عدد أكبر من المعلن عنه للبطاقات غير المحسوبة لأسباب مختلفة، والحملة تريد فقط أن تضمن احتساب كل صوت في فلوريدا.
مشاكل حسابية
من جانبها، أوضحت كريستينا وايت المشرفة على الانتخابات في مقاطعة ميامي بولاية فلوريدا، لـ"العيـن الإخبارية"، أن تأخر النتائج النهائية حتى الآن يأتي بسبب مشاكل حسابية في بعض المقاطعات مثل بروارد، التي تضم كتلة تصويتية كبيرة، حيث ما زال إجمالي عدد الأصوات هناك غير متطابق مع أصوات المرشحين والأصوات الباطلة ولذلك فإن عملية إعادة الفرز مستمرة حتى الآن.
وأشارت كريستينا إلى أن ورقة الاقتراع كان بها عدد كبير من الخيارات، وأن العد الإلكتروني لا يحتسب الأصوات التي لم تظلل 17 اختيارا على الأقل، مشددة في النهاية على أن العملية الانتخابية عملية حسابية ويجب أن تخرج الأرقام متطابقة حتى لا تنتاب المرشحون أو المشاركون في العملية الانتخابية أي شكوك.
زرقاء أم حمراء؟!
من جهته، قال ستيف سيميونيديس، مدير حملة المرشح الديمقراطي إندرو جيلوم في مدينة تامبا، لـ"العين الإخبارية"، إن المعركة بالنسبة لمرشحه لم تنتهِ بعد، والديمقراطيون يريدون فقط احتساب كل صوت صحيح، وعلى الأقل التأكد من أن الأصوات غير الصحيحة لم يتم احتسابها لسبب وجيه، لافتا إلى أنه مع عملية تصويتية لأكثر من 8 ملايين صوت وفارق أقل من 4% في حال جيلوم و2% بالنسبة لنلسون فإن الخطأ المؤثر الذي قد يقلب النتيجة وارد.
وعلى الجانب الآخر، أوضح أرماندو إيبرا، رئيس تجمع الشباب الجمهوري في مقاطعة ميامي لـ"العيـن الإخبارية"، أن الديمقراطيين يعلمون أكثر من غيرهم أن المرشحين الجمهوريين فازا بالفعل، وأن فلوريدا حمراء هذه المرة أيضا.
وأكد أنه عندما يكون الفارق 2000 أو 3000 صوت فإن الخطأ المؤثر قد يكون واردا، لكن مع فارق 15000 صوت على مقعد الشيوخ وفارق أكبر من 30 ألف صوت على مقعد الحاكم فهذا مضيعة للوقت، داعيا الديمقراطيين إلى الاعتراف بهزيمتهم.
مشاهد معركة 2000
وسوف تعيد عملية إعادة فرز الأصوات يدويا مرة أخرى في فلوريدا إلى الأذهان مشاهد معركة الانتخابات الرئاسية في فلوريدا سنة 2000، التي تسببت في تعليق النتيجة النهائية للفائز في الانتخابات أكثر من شهر، على الرغم من أنها كانت الأعنف والأكثر جدلا، بعد خوض المرشحين الرئاسيين حربا قانونية امتدت للمحكمة الفيدرالية العليا، وأسفرت عن فوز بوش الابن في نهاية المطاف بعد فرز يدوي شاق لملايين الأصوات، بفارق 537 صوتا تقريبا فحسب.
والفرز اليدوي لم يكن العنصر الوحيد المشترك بين معركة 2000 الرئاسية ومعركة الكونجرس 2018، حيث استدعت حملة المرشح الديمقراطي لمنصب حاكم الولاية جيلوم، المحامي المعروف باري ريتشارد، وتعاقدت معه لتمثيلهم أثناء عملية إعادة الفرز، وهو المحامي نفسه الذي مثٌل حملة الجمهوري جورج بوش الابن، خلال إعادة فرز الأصوات عام 2000 أثناء المعركة على أصوات فلوريدا.
aXA6IDE4LjIyNC42My4xMjMg جزيرة ام اند امز