مؤشر مخاطر الحرارة الحضرية في فلوريدا... ما هو وما استنتاجاته؟

سيواجه الأفراد في فلوريدا مخاطر متزايدة بشكل خاص بسبب الحرارة وهطول الأمطار والفيضانات بسبب تغير المناخ على مدى الثلاثين عامًا القادمة.

 وقد تتغير هذه المخاطر، حتى عام 2050 وما بعده، اعتمادًا على مدى الخفض في الانبعاثات في المستقبل القريب.

الجزر الحرارية

في حين أن اتجاهات الحرارة يتم تحديدها في المقام الأول من خلال خط العرض والتعرض لأشعة الشمس والارتفاع والمناخ، إلا أن هناك عددًا من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم تأثيرات الحرارة، مما يؤدي إلى إنشاء ما يعرف بالجزر الحرارية.

يمكن أن تختلف درجات الحرارة القصوى أثناء النهار داخل الجزيرة الحرارية بما يصل إلى 7 درجات عن الحي أو المدينة المحيطة، والأهم من ذلك أن هذه المناطق لديها قدرة ملحوظة على الاحتفاظ بالحرارة خلال الليل، مما يؤدي إلى تفاقم تكلفة التبريد للمنازل والشركات الموجودة في جزيرة حرارية. ووفقًا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، تكون درجات الحرارة أثناء النهار في المناطق الحضرية أعلى بمقدار 1-6 درجة فهرنهايت في المتوسط منها في المناطق الريفية، في حين يمكن أن تكون درجات الحرارة أثناء الليل أعلى بما يصل إلى 22 درجة فهرنهايت مع انطلاق الحرارة تدريجيًا من المباني والأرصفة.

• تقليص الوقود والركاب.. خيار الطائرات الأمريكية لمواجهة الحرارة الشديدة
• الحرارة الأعلى منذ 1000 عام "تذيب" أكبر جزيرة في العالم

 هذا، وتشمل الأسباب الشائعة لتأثير الجزيرة الحرارية، على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي:

- مواد البناء:

المواد التي يصنعها الإنسان مثل الأسفلت والخرسانة والزجاج تحبس وتعكس الحرارة، مما يتسبب في إشعاع الحرارة في المناطق المبنية بكثافة بهذه المواد حتى بعد غروب الشمس.

- تخطيط المدن:

يمكن للطريقة التي يتم بها ترتيب المباني وتباعدها عبر منطقة ما أن تخلق جيوبًا من العزل تحبس الحرارة وتمنع تدفق الهواء الذي قد يطلقها، مما يؤدي إلى تفاقم الحرارة.

- المسافة إلى الماء والغطاء النباتي:

على عكس المواد التي يصنعها الإنسان، تمتص الأشجار والنباتات والمسطحات المائية الحرارة من ضوء الشمس وتخفض درجة حرارة الهواء المحيط. من المرجح أن تتعرض المناطق البعيدة عن الماء والنباتات لتأثيرات الجزر الحرارية.

- الأنشطة البشرية:

يؤدي تشغيل المركبات، واستخدام تكييف الهواء، والأنشطة الصناعية، إلى إطلاق الحرارة كمنتج ثانوي، مما يعني أن المناطق التي تكثر فيها هذه الأنشطة ستشهد تأثيرات أكثر شدة للجزر الحرارية.

مخاطر الحرارة الأرضية

تمثل الحرارة الشديدة مصدر قلق متزايد يواجه المدن في جميع أنحاء العالم. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الجزر الحرارية الحضرية UHIs ، لها تأثيرات على استهلاك الطاقة، وارتفاع انبعاثات ملوثات الهواء والغازات الدفيئة.

هذا، ومن المتوقع أن يرتفع متوسط درجات الحرارة في المناطق الحضرية بمقدار (1.9 -4.4) درجة مئوية بحلول عام 2100 بسبب الاحتباس الحراري. وبالتالي، ستؤدي الظروف الأكثر سخونة إلى زيادة تواتر الموجات الحارة ومدتها وكثافتها.

 ويمثل ذلك مشكلة خاصة؛ لأن الدراسات تظهر التآزر بين موجات الحر والجزر الحرارية الحضرية. وفي هذا الصدّد، تجُدر الإشارة إلى أنه حاليًا، يقيم حوالي 83% من سكان الولايات المتحدة في مناطق الجزر الحضرية، ومع النمو المستمر، من المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم 89% بحلول عام 2050.

وفي الوقت نفسه، فإن استمرار التحضر سيؤدي أيضًا إلى ارتفاع درجات الحرارة. وبشكل إجمالي، يُشير هذا إلى أنه من المرجح أن تتسبب الحرارة الشديدة في حدوث وفيات سنويًا في الولايات المتحدة أكثر من غيرها من المخاطر المرتبطة بالطقس (مثل الفيضانات والأعاصير والأعاصير)، بالإضافة إلى التسبب في أمراض مثل ضربة الشمس والإرهاق الحراري والجفاف، فإن الحرارة الشديدة تزيد من حالات دخول المستشفى والوفيات بين الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. لذلك، مع تزايد التهديد الناجم عن الحرارة الشديدة في المناطق الحضرية، أصبح الحد من الآثار الصحية المرتبطة بالحرارة أمرًا ضروريًا.

هل تعاني مدينة فلوريدا من مخاطر الحرارة؟

تتعرض مدينة فلوريدا لخطر شديد من الحرارة. ويرجع ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة، ولأن 100% من المنازل في مدينة فلوريدا لديها عامل الحرارة القصوى، الأمر الذي له تأثير مضاعف على مؤشرات الحرارة، أو درجات الحرارة 'المحسوسة'، مما يزيد من احتمال حدوث تأثيرات صحية محفوفة بالمخاطر. ومن ثمَّ، فمن المهم فهم أنماط الحرارة المتغيرة في مدينة فلوريدا؛ حيث إن موجة الحر التي تتكون من 3 أيام متتالية أو أكثر، تتجاوز التعريف المحلي لـ 'اليوم الحار'؛ وذلك لأن درجة حرارة 'اليوم الحار' لمدينة فلوريدا تبلغ نحو 107 درجة فهرنهايت. قبل 30 عامًا، كان احتمال حدوث موجة حارة لمدة 3 أيام أو أكثر في مدينة فلوريدا ضعيف ويصل إلى 7%؛ إلا أنه أصبح من المتوقع أن تشهد 30 يومًا فوق 107 درجة فهرنهايت خلال 30 عامًا.

مؤشر مخاطر الحرارة الحضرية في فلوريدا.. ما هو؟

تم تصميم مؤشر مخاطر الحرارة الحضرية بحيث 'يمكن للمدن أن يكون لها هدف قابل للقياس لتقليل الحرارة، فهو يحدد ويفحص خصائص الجزيرة الحرارية الحضرية، يتم حساب المؤشر على أنه فرق إيجابي في درجة الحرارة مع مرور الوقت بين منطقة التعداد الحضرية والنقاط المرجعية الريفية القريبة في اتجاه الريح على ارتفاع مترين فوق مستوى سطح الأرض؛ حيث يعاني الناس من الحرارة. يتم الإبلاغ عن المؤشر بالدرجات العلمية يوميًا على مقياس مئوية. وبالتالي فإن الدرجة-الساعة تجمع بين شدة الحرارة ومدة الحرارة في مقياس رقمي واحد.

لإجراء تحويل تقريبي إلى إجمالي عدد الدرجات فهرنهايت في اليوم، قم بتقسيم المؤشر على 24 ساعة وضرب النتيجة في 1.8 درجة. على سبيل المثال، إذا كان المؤشر 120 درجة ساعة في اليوم، فإن متوسط فرق درجة الحرارة التقريبي بين المناطق الريفية والحضرية في تلك المنطقة هو 9 درجات فهرنهايت. وتتلقى المناطق التي لديها فروق أكبر في درجات الحرارة على مدى فترات أطول مقارنة بالمناطق غير الحضرية المحيطة بها درجة أعلى للمؤشر، مما يدل على مكان ظهور الجزر الحرارية بشكل مكثف في جميع أنحاء الولاية.

تتمتع بعض أجزاء الولاية بدرجات حرارة أعلى بكثير، لكن هذه المناطق لا تحتوي بالضرورة على جزر الحرارة الحضرية الأكثر كثافة. وذلك لأن المناطق الريفية تكون أيضًا شديدة الحرارة، وبالتالي فإن الفرق بين المناطق الريفية والحضرية قد لا يكون كبيرًا. وبالتالي فإن هذه الخرائط لا تعكس إجمالي الحرارة في كل منطقة، بل تعكس فقط الزيادة في درجة الحرارة الناتجة عن الجزيرة الحرارية الحضرية نفسها. على سبيل المثال، يبلغ متوسط درجة الحرارة في الصيف في فريسنو حوالي 84 درجة فهرنهايت، ويبلغ متوسط تأثير الجزيرة الحرارية الحضرية 4 درجات فهرنهايت، وهي زيادة متواضعة نسبيًا على خلفية حارة. في المقابل، يكون متوسط درجة الحرارة في الصيف في أونتاريو أقل بحوالي 78 درجة فهرنهايت، في حين أن تأثير الجزيرة الحرارية أكبر؛ حيث يبلغ متوسطه 9 درجات فهرنهايت فوق الخلفية.

تُعُّد الحرارة الشديدة أحد الشواغل المتزايدة على الصحة العامة التي تواجه المدن، وبالتالي فإن المؤشرات المركبة (CI) مفيدة في تحديد السكان المعرضين للخطر وتوجيه الموارد. ومع ذلك، فإن تقييمات مخاطر الحرارة تتجاهل بانتظام مكونات المؤشرات المركبة الأساسية مثل الوزن والتجميع واستكشاف الروابط مع النماذج الأخرى. تم التحقق من صحة النماذج مع بيانات الوفيات المرتبطة بالحرارة؛ حيث أظهر مؤشر مخاطر الحرارة الحضرية في فلوريدا (FUHRI) مدى تأثير الترجيح والتجميع على مخرجات النموذج. يمزج مؤشر جنوب شرق فلوريدا HVI (SFHVI) بين أربعة وعشرين مؤشرًا للتعرض الجسدي والحساسية والقدرة على التكيف باستخدام أوزان إحصائية غير شائعة لإزالة التداخل، ثم تمت مقارنة نتائج SFHVI إحصائيًا ونوعيًا بعشرة نماذج تستخدم طرقًا بديلة.

وكانت المناطق الحضرية ذات البيئات المادية المتدهورة، والظروف الاجتماعية والاقتصادية، والصحة، والموارد الأسرية معرضة للخطر بشكل خاص. وكانت المناطق الريفية والزراعية أيضًا معرضة للخطر، مما يعكس الظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحة والموارد المجتمعية.

تقييم مخاطر الحرارة

تدعم النتائج مواصلة استكشاف الطرق غير التقليدية لتعزيز تقييم مخاطر الحرارة الشديدة مع التأكيد على أهمية مقارنة المؤشرات المركبة المتعددة. على الرغم من درجة مؤشر مخاطر الحرارة الحضرية في فلوريدا وتباين الأداء، كان هناك في كثير من الأحيان اتفاق حول المناطق الجغرافية المعرضة للخطر؛ ومع ذلك، فإن الاتساق لا يضمن الدقة في تحديد المجالات التي تحتاج إلى التكيف والتخفيف.

يجب على صانعي القرار توخي الحذر في تفسير المؤشرات المركبة وحتى ذلك الحين، يجب تحسين النماذج بشكل مستمر باستخدام أحدث بيانات الصحة العامة والأساليب المرغوبة المتاحة.

aXA6IDMuMTUuMjI4LjE2MiA=

جزيرة ام اند امز