قمة فلوريدا.. قطار الحرب التجارية يقترب من محطته الأخيرة
المؤشرات تؤكد أن قمة الرئيسين الأمريكي والصيني في فلوريدا ستشهد التوصل لاتفاق بين الطرفين ووضع الخطوط العريضة لإنهاء الحرب التجارية.
تتجه أنظار العالم صوب ولاية فلوريدا الأمريكية في السابع والعشرين من مارس/آذار الجاري، حيث تعقد القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، للتباحث حول القضايا والملفات الاقتصادية الشائكة والخلافية بين البلدين.
- واشنطن تقترح عقد قمة أمريكية صينية بفلوريدا لإنهاء الحرب التجارية
- رويترز: أمريكا والصين تضعان ملامح اتفاق لإنهاء الحرب التجارية
وتشير دلائل المفاوضات التجارية الجارية، أن تشهد القمة التوصل إلى اتفاق رسمي بين الطرفين، ووضع الخطوط العريضة لإنهاء الحرب التجارية المستمرة لأكثر من 7 أشهر، والتي أحدثت هزات بأسواق المال العالمية.
وتتبادل الدولتان صاحبتا أكبر اقتصادين في العالم، فرض رسوم جمركية على بضائع بمئات المليارات من الدولارات، ما تسبب في إبطاء النمو الاقتصادي العالمي وعرقلة سلاسل الإمداد وعمليات التصنيع.
وتزايدت خلال الفترة الأخيرة التطمينات الصادرة عن المسئولين الأمريكيين بشأن الحرب التجارية مع الصين، حيث أعلنت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض مؤخرا عن أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين يحتاج إلى اجتماع مباشر بين الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني بولاية فلوريدا، متوقعة التوصل إلى اتفاق مرضٍ للطرفين.
وأكدت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعكف على تقييم الاحتمالات المختلفة للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، مضيفة أن الاتفاق النهائي يعتمد على اجتماع ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ "شخصيا".
ومن جانبه، قال تيد مكيني وكيل وزارة الزراعة الأمريكية لشؤون التجارة وخدمات الزراعة الخارجية "إن مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين تسير على ما يرام، وهناك في الوقت الحالي الكثير من المباحثات التي تتم عبر شبكة الفيديو كونفرانس الرقمية".
وكان الرئيس الأمريكي قد وصف المباحثات التي أجراها وفد تجاري أمريكي بالصين في فبراير/شباط الماضي بالـ"مثمرة جدا"، وقال "عاد المفاوضون التجاريون للتو من الصين؛ حيث كانت الاجتماعات حول التجارة مثمرة جدا"، وإن المحادثات التجارية مع الصين تسير بشكل جيد جدا، وأنها تقترب بواشنطن لأول مرة على الإطلاق من التوصل إلى اتفاق تجاري حقيقي مع بكين".
وتطالب الولايات المتحدة بأن تجري الصين تغييرات كبيرة في قوانينها وممارساتها لحماية الملكية الفكرية الأمريكية وإنهاء النقل القسري للتكنولوجيا إلى الشركات الصينية، وكبح دعم صناعي سخي وفتح السوق المحلية أمام الشركات الأمريكية.
وبدأت الولايات المتحدة بالفعل في إعداد 6 مذكرات تفاهم بشأن قضايا أساسية هي النقل القسري للتكنولوجيا، السرقة الإلكترونية، حقوق الملكية الفكرية، الخدمات، العملة، الزراعة والقيود غير الجمركية على التجارة.
وتغطي تلك المذكرات القضايا الأشد تعقيدا التي تؤثر على العلاقات التجارية بين البلدين، وتهدف من وجهة النظر الأمريكية إلى إنهاء الممارسات التي دفعت ترامب من البداية إلى فرض رسوم على الواردات الصينية.
وفي حالة عدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين لإنهاء الحرب التجارية، من المنتظر أن ترفع الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على سلع مستوردة من الصين بقيمة 200 مليار دولار بنسبة 25%، مقارنة بـ10% حاليا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يحقق المطالب الأمريكية المتمثلة في فرض الصين قيودا على نقل التكنولوجيا وتطبيق حقوق الملكية الفكرية على نحو أفضل.
وتظل أسواق المال العالمية تعاني من التأثيرات السلبية لاستمرار الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، فيما تشهد بين الحين والآخر أداء إيجابيا حينما تصدر أية تعليقات أو تصريحات مسؤولين بالبلدين تشير إلى احتمال التوصل إلى اتفاق بين البلدين ينهي الخلافات، وهو ما يساهم بالتالي في إحداث نوع من الاستقرار في الاقتصاد العالمي.