قفزات بأسعار الدقيق والسكر.. هجمات الحوثي البحرية تصيب قوت اليمنيين
قفزت هجمات مليشيات الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر بأسعار السلع الأساسية في اليمن إلى مستويات قياسية.
كذلك ضرب الارتفاع في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية مثل السكر والأرز والسمن وزيت الطباخة في ظل تناقص المخزونات الموجودة بالفعل وانتهائها، إثر الهجمات الحوثية البحرية ما يهدد بدخول اليمن في مجاعة وشيكة.
وأثرت الهجمات الحوثية المباشرة في البحر الأحمر على ارتفاع تأمينات السفن التجارية وتكاليف شحنها، إلى حد كبير، وبشكل غير مسبوق في تاريخ الشحن البحري.
أسعار مرتفعة
انعكس زيادة أسعار ارتفاع المواد الغذائية الأساسية، والسلع الاستهلاكية على معاناة المواطنين، ليفاقم معاناتهم المعيشية، حيث شكا عدد من سكان مدينتي تعز وعدن في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، من الارتفاع الذي وصفوه بالجنوني بأسعار المواد الغذائية.
وقال بائع متجول يدعى "أحمد علي" إن هناك ارتفاعا ملحوظا في الأسعار مقارنة عما كانت عليه في الشهر الماضي، خاصة الدقيق والسكر، والأرز، والزيت، والفاصوليا.
وأجرت "العين الإخبارية" جولة خاطفة في أسواق مدينتي تعز وعدن، حيث وجدت أن سعر قيمة كيس الدقيق عبوة (50كم) وصل إلى 43 و44 ألف ريال يمني (سعر بيع الدولار الواحد 1647 ريالا يمنيا) بعد أن كان سعره خلال الفترة الماضية 34 ألفا، أي بفارق زيادة 10 آلاف ريال يمني.
فيما سجل سعر كيس بُر السعيد الأكثر شهرة عبوة (50كم)، 41 ألفا، وسعر كيس السكر عبوة (50 كم) 70 ألف ريال، والزيت عبوة (20 لتر) سعرها 41 ألف ريال يمني.
تعميق الأزمة الاقتصادية
الهجمات الحوثية في البحر الأحمر عمّقت من أزمات الاقتصاد اليمني، لأن عرقلة حركة الملاحة البحرية، ووضع صعوبات وعوائق أمام حركة تدفق الواردات إلى اليمن، زادت من معاناة الاقتصاد اليمني.
ووفقا للخبير الاقتصادي اليمني وفيق صالح فإن هجمات مليشيات الحوثي ضد السفن التجارية في بحري العرب والأحمر وباب المندب، فاقم من المشكلات التي يعاني منها الاقتصاد اليمني خاصة القطاع الخاص، وقطاع الاستيراد التجاري.
وأضاف صالح لـ"العين الإخبارية" أن "الارتفاع الحاصل مؤخراً في السوق المحلية مُتأثر بعدّة أسباب، أبرزها ارتفاع أقساط التأمين على السفن الواصلة إلى الموانئ اليمنية بعد الهجمات الحوثية، وارتفاع تكلفة النقل البحري".
وإضافة إلى جملة الأسباب السابقة، أشار صالح إلى أن من العوامل الأخرى التي أدت إلى الارتفاع الحاصل تتعلق بتدهور قيمة الريال اليمني، وارتفاع مستوى التضخم في الاقتصاد الوطني.
جميع هذه الأسباب عملت -بحسب وفيق- على ارتفاع أسعار السلع في الأسواق المحلية، وزادت من تدهور الوضع المعيشي الذي يعيشه اليمنيون منذ 9 سنوات بسبب الحرب الحوثية.
تداعيات الهجمات الحوثية
من جهته، يقول الخبير الاقتصادي اليمني فارس النجار، لـ"العين الإخبارية"، إن أبرز تداعيات الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر، ارتفاع نسبي ومتفاوت بين قائمة كبيرة من السلع الأساسية، خاصة بعد ارتفاع تكاليف الشحن البحري.
وأضاف أن تكلفة شحن السفينة 40 قدما إلى ميناء عدن تضاعف بنسبة 100%، حيث وصل إلى 7000 دولار أمريكي، بعد أن كان تكلفة شحنها لا تتجاوز 3500 دولار أمريكي.
بينما السعر ارتفع أكثر من الضعف في ميناء الحديدة، والذي بلغ 9000 دولار، فقط على الحاويات الـ40 قدما، بالإضافة إلى تكلفة التأمين والتي ارتفعت فعليا 200%، خلال الفترة الماضية. كما يقول النجار.
وأشار إلى أن ذلك سوف يتسبب بارتفاع السلع والخدمات، في ظل وجود تضخم كبير في قيمة صرف العملة الوطنية، وفي ظل وجود عجز في موازنة الدولة، نتيجة توقف صادرات النفط بفعل الهجمات الحوثية.
وأكد أن الأسعار في السلع بدأت تزيد خلال الشهر الجاري بنحو 8-10%، منوها أن بعض السلع وصل الارتفاع إلى 25% للسلعة الواحدة في ظل تناقض المخزون السلعي.
وكانت الحكومة اليمنية قالت إن المخزون السلعي خاصة المواد الأساسية يتناقص بصورة كبيرة؛ لعدم وصول الكثير من السفن التي أحجمت عن السير في البحر الأحمر وخليج عدن إثر الهجمات التي تقوم بها المليشيات الحوثية، وهو ما سيؤثر تأثيرا كبيرا على السلع.
وقال برنامج الغذاء العالمي في تقرير صدر الأسبوع الحالي إنه "مع استمرار تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر، يواجه زيادة في تكاليف الشحن بالإضافة إلى تأخيرات محتملة في التسليم".
aXA6IDE4LjE5MC4yMTkuMTc4IA== جزيرة ام اند امز