«الشارقة للتراث» يستكشف ذاكرة الإنسان في الحكاية الشعبية الإماراتية

عقد معهد الشارقة للتراث جلسة حوارية بعنوان «الحكاية الشعبية ذاكرة الإنسان وصوت المكان»، تناولت الحكاية الشعبية كوسيلة لنقل القيم وتعزيز الهوية.
نظّم معهد الشارقة للتراث صباح الثلاثاء جلسة حوارية بعنوان «الحكاية الشعبية ذاكرة الإنسان وصوت المكان»، بمشاركة الدكتورة عائشة الغيص، وحمدة البلوشي، وعائشة غابش، مدير إدارة الفعاليات والأنشطة في المعهد، وأدارت الجلسة إسراء الملا، مدير المدرسة الدولية للحكاية التابعة للمعهد، وذلك بحضور جمعٍ من الأكاديميين والمهتمين بالتراث والثقافة.
وهدفت الجلسة، التي تأتي عبر المدرسة الدولية للحكاية، إلى استكشاف عمق الحكاية الشعبية الإماراتية ودورها في بناء الهوية ونقل القيم من جيل إلى آخر، بوصفها أحد أعمدة الموروث الشفهي في المجتمع، وتسليط الضوء على المرأة ودورها في حفظ الحكاية ونقلها عبر الأجيال.
السرد الشعبي مرآة الإنسان وحكمة الجدّات
أكدت الدكتورة عائشة الغيص أن الحكاية الشعبية الإماراتية ما زالت تحتفظ ببريقها وقدرتها على التعبير عن وجدان الإنسان، مشيرةً إلى أنها انعكاس لتجارب الناس وعاداتهم ومعتقداتهم، ووسيلة فاعلة لحفظ القيم والأخلاق في الذاكرة الجمعية.
وأضافت أن الجدّات كُنَّ أولى الراويات وأهم المربيات، فالحكاية التي كانت تُروى في المجالس القديمة حملت في طيّاتها الحكمة والموعظة، وغرست في نفوس الأطفال مفاهيم الخير والجمال والصدق. وأشارت إلى أن أعمالها الأدبية تسعى إلى تقديم تلك «الحكمة» بلغة قريبة من عالم الطفل، ليبقى التراث حيًّا في وعي الأجيال الجديدة.
الحكاية وسيلة تربوية تنسج وجدان الطفل
ومن جانبها، أوضحت حمدة البلوشي أن الحكاية الشعبية تُعَدّ من أقدم وسائل التعليم القيمي في المجتمع، إذ تشكل نافذة لغرس القيم وتوسيع الخيال، وتمنح الطفل مفاتيح لفهم ذاته ومحيطه.
وبيّنت أن الجدّات أسهمن في تشكيل وعي الصغار من خلال السرد الدافئ الذي يحمل مشاعر الأمان والانتماء، مؤكدة أن المربين اليوم مطالبون بإحياء هذا الدور بأساليب حديثة تحافظ على الجوهر التربوي للحكاية.
تجربة إماراتية في نشر الحكاية عالميًا
أما عائشة غابش، فأشادت بالدور الريادي للمعهد في توثيق الحكايات الشعبية ونشرها محليًا ودوليًا، عبر مشروعات بحثية وإصدارات نوعية تُعرّف العالم بثراء التراث الإماراتي.
وتحدثت عن تجربتها في تأليف قصة «الباحث الصغير» الصادرة عن المعهد، والتي جمعت بين المعرفة والمتعة بأسلوب مبسّط يخاطب عقل الطفل وخياله، مؤكدة أن الهدف من هذه التجارب هو تعزيز وعي الجيل الجديد بأهمية التراث السردي وربطه بالقيم الإنسانية الأصيلة.
وفي ختام الجلسة، أعربت إسراء الملا عن تقديرها لمداخلات المشاركات، مؤكدة أن الحكاية الشعبية ستظل جسرًا بين الأجيال، ومصدرًا لإلهام المبدعين في حفظ الذاكرة الثقافية وصون الهوية الإماراتية.