«الببوش».. طبق شهي يتقنه التونسيون
بعد نزول الأمطار مباشرة في فصل الربيع، يصبح طبق "الببوش" أو الحلزون الأشهى لدى التونسيين.
ويشهد الوضع الجوي في تونس سقوط أمطار في عدد من محافظات الشمال والوسط والجنوب بنسبة تتراوح بين 30 و50 مم. وهذا الطقس مناسب لطهي هذا الطبق اللذيذ.
ويُعتبر "الببوش" أكلة شعبية تُفضلها العديد من العائلات التونسية، وبعدما كانت تعد أكلة الفقراء، تحولت اليوم إلى وجبة مفضلة لدى كثيرين، وباتت من بين أشهر الأطباق التي توفرها المطاعم والفنادق التونسية".
ويتم جمع الحلزون عن طريق التقاطه من الطبيعة فور نزول الأمطار لطهيه أو بيعه في الأسواق.
هذا الطبق اللذيذ يتم إعداده عن طريق تنظيف الحلزون بالماء مرات عدة لتنزع عنه ما علق فيه من أتربة، ثم وضعه في إناء وسكب عليه قليلا من مادة السميد (قمح مطحون) ليأكله الحلزون ومن ثم تنظف أمعاءه.
وبعد يومين أو 3 أيام تضع الحلزون في قدر من الماء معه قليل من أعشاب إكليل الجبل وورق الغار، ثم يتم غليه ربع ساعة تقريبا حتى تتغير رائحته ويصبح أنظف ولا يتطلب وقتا كبيرا في الطهي.
وفي الأثناء تحضر مستلزمات الحساء وهي كأس من الزيت النباتي، ومعجون طماطم، وفلفل أحمر مطحون، وملح وتوابل، وبصل وثوم، وورقتان من نبتة الغار.
وتوضع مكونات الحساء على نار عالية، ثم يضاف الماء تدريجيا حتى غليانه، ثم تسكب حبات الحلزون وتحرك الخليط بين الفينة والأخرى.
وقال الشيف محمد صالح شاطر متخصص في أصل المطبخ التونسي، إن التونسيين لا يزالون متمسكين بالعادات الأمازيغية ومن بينها هذا الطبق الذي يطبخه التونسيون غالبا مع الكسكسي.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية " أن البعض يفضّل طهيه في أطباق على غرار الكسكسي والشكشوكة والمرق.
وأضاف أن الحلزون يعتبر واحداً من بين أقدم الرخويات التي تم استهلاكها من قبل الإنسان قديماً باعتبار ما يتضمنه من فوائد غذائية كبيرة، حيث قد أثبتت عدة دراسات أنه يمكن أن يزوِّد الجسم بقدر مهم من الفيتامينات والسعرات الحرارية، لاحتوائه على قيم غذائية عالية مثل البوتاسيوم، والصوديوم، والحديد، والفسفور، والزنك، وفيتامين بـ6، وفيتامين د، وفيتامين س.
وأوضح أن الحلزون يعد ثروة غذائية محدودة الاستهلاك محليا بالرغم من مذاقه اللذيذ، مشيرا إلى أن تونس تؤمن 12% من المنتج العالمي أي ما يعادل خمسين ألف طن سنويا.
ويبلغ عدد مشاريع تربية الحلزون في تونس أكثر من خمسين مشروعاً أنشئت منذ عام 2003 وارتفع عددها بالأساس خلال السنوات الأخيرة من قبل بعض الشباب وخصوصاً النساء منهم.ويتم ترويج المنتج في السوق الداخلية وتصديره أيضاً إلى دول أوروبية، حيث شركات صنع مواد التجميل.