حقائب سوداء ورشى وتزوير.. 5 قضايا تجسد تغلغل الفساد في كرة القدم
رغم أن التنافس الشريف هو أهم المبادئ الرياضية، فإن تاريخ كرة القدم يزخر بالعديد من فضائح التزوير والرشوة وانتهاك قواعد النزاهة.
وفيما يلي تستعرض "العين الرياضية" أشهر فضائح التزوير والرشوة التي شهدتها كرة القدم عبر تاريخها.
الحقائب السوداء
شهدت بداية التسعينيات من القرن الماضي صراعا مثيرا بين ريال مدريد وبرشلونة على لقب الدوري الإسباني، وكان يستمر حتى الجولة الأخيرة من الموسم.
حقق برشلونة لقب الليجا في موسم 1991-1992 بفارق نقطة وحيدة عن غريمه ريال مدريد الذي حل وصيفا، مستفيدا من خسارة الأخير بنتيجة 2-3 أمام تينيريفي في الجولة الختامية، وتكرر الأمر في النسخة التالية من المسابقة، بعد سقوط الريال 0-2 أمام نفس الفريق في آخر جولة أيضا.
وكشفت الصحف الإسبانية وقتها، بناء على تصريحات لعدد من لاعبي تينيريفي، عن دفع برشلونة أموالا لتحفيز الفريق المنتمي لجزر الكناري، من أجل تعطيل ريال مدريد ومساعدة الفريق الكتالوني على نيل اللقب، وأطلق عليها "الحقائب السوداء".
ريال مدريد نفسه اعتاد دفع هذا النوع من الأموال لتحقيق نفس الأغراض وقام بذلك في عدة مواسم، أبرزها حين دفع سانتياجو برنابيو، الرئيس الأسطوري للنادي، 20 ألف بيزيتا (عملة إسبانيا القديمة)، للجار أتلتيكو مدريد، من أجل الفوز على سبورتنج خيخون الذي كان ينافس الريال على الهبوط في موسم 1947-1948.
جدير بالذكر أن قوانين العقوبات الرياضية في إسبانيا تطبق عقوبات قاسية على اللاعبين الذين يثبت حصولهم على أموال للتأثير على نتائج المباريات، قد تصل إلى السجن.
ومنذ التسعينيات يظهر كل فترة الحديث عن "الحقائب السوداء" في الدوري الإسباني، وذلك كلما كان الصراع محتدما بين القطبين على لقب الليجا، لكن دون أي دليل ملموس يكفي لفتح التحقيقات.
توتونيرو
شهد عام 1980 فضيحة مدوية هزت أرجاء إيطاليا، بإدانة عدة أندية ولاعبين وإداريين بالتورط في تلاعب بنتائج المباريات في الدرجتين الأولى والثانية، ويعني لفظ "توتونيرو" المراهنات غير القانونية، فيما تعرف المراهنات القانونية باسم "توتوكالتشيو".
التحقيقات أثبتت تورط عدد هائل من اللاعبين والإداريين في التلاعب بالنتائج، وعوقب ميلان ولاتسيو بالهبوط من الدرجة الأولى إلى الثانية، فيما عوقبت بعدة أندية في الدرجتين بخصم نقاط من رصيدها.
ومن بين عشرات اللاعبين والمسؤولين الذين تم معاقبتهم، كان باولو روسي، أسطورة الكرة الإيطالية السابق.
كالتشيوبولي
كارثة جديدة عصفت بالكرة الإيطالية عام 2006، تتعلق أيضا بالتلاعب بالنتائج، ولكن لأغراض رياضية لا تتعلق بالمراهنات.
أظهرت الشرطة الإيطالية تسجيلات للمكالمات الهاتفية بين مسؤولين من إدارات عدة أندية مع الحكام للتأثير على نتائج المباريات، وكان أبرز المتورطين لوتشيانو مودجي، المدير السابق لنادي يوفنتوس، الذي عوقب بالإيقاف مدى الحياة.
تم توقيع عقوبات صارمة بحق عدة أندية ثبت تورطها في فضيحة الكالتشيو بولي، والتي عرفت أيضا باسم "مودجي بولي" نسبة إلى لوتشيانو مودجي، وهي ريجينا وفيورنتينا ولاتسيو، إلا أن العقاب الأقسى والأشهر تم توقيعه على يوفنتوس، بطل الدوري الإيطالي في تلك السنة، الذي سحُب منه لقب ذلك الموسم ومُنح إلى إنتر ميلان.
وتقرر تهبيط الأندية الـ4 المتورطة من الدرجة الأولى إلى الثانية، مع خصم نقاط منهم، إلا أن العقوبة خففت على ريجينا وفيورنتينا ولاتسيو ليستمر بقاؤهم في "السيري آ" فيما نفذ يوفنتوس وحده عقوبة الهبوط ولعب موسم 2006-2007 في الدرجة الثانية، قبل أن يحقق عودة سريعة إلى دوري الأضواء في الموسم التالي.
لقب تاريخي ملطخ بالعار
تملك فرنسا لقبا وحيدا في دوري أبطال أوروبا مسجل باسم أولمبيك مارسيليا، وحققه في موسم 1992-1993 على حساب ميلان الإيطالي، في أول نسخ المسابقة بشكلها ومسماها الحالي بعد تغيير النظام القديم.
وبعد أقل من شهر على تحقيق لقب الأبطال التاريخي، كشفت الشرطة الفرنسية عن تورط برنارد تابييه، مالك مارسيليا وقتها، في رشوة عدد من لاعبي فريق فالنسيان، لتسهيل فوز فريق الجنوب الفرنسي بلقب الدوري المحلي.
وبعد ثبوت تلك الادعاءات، قرر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم سحب لقب الدوري من أولمبيك مارسيليا، وهبوط الفريق إلى دوري الدرجة الثانية.
وفي عام 2006 اعترف جان جاك إديليه، لاعب مارسيليا السابق، أن مخالفات النادي لم تقتصر على فضيحة الدوري فقط، بل إن كل لاعبي الفريق تعاطوا منشطات قبل مواجهة ميلان في النهائي الأوروبي، الذي انتهى بفوز الفريق الفرنسي بهدف دون رد.
فيفا جيت
لم يكن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعيدا عن الفساد، بل أحاطت به الشبهات لفترات طويلة، قبل أن يسقط مسؤولوه في قبضة العدالة، فيما عُرف بقضية "فيفا جيت".
وألقي القبض في مايو/أيار من عام 2015 على مجموعة من مسؤولي الفيفا بتهم متنوعة ما بين الابتزاز والتزوير وغسل الأموال والرشوة، تحت إشراف مكتب التحقيقات الفيدرالي في أمريكا "FBI".
وضمت قائمة المتهمين في القضية كل من جوزيف بلاتر الرئيس الأسبق للفيفا، والذي أُقصي من منصبه في وقت لاحق مع 40 مسؤولا آخرين، ونيكولاس لويز، رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية السابق "كونميبول"، وجاك وارنر، نائب رئيس الفيفا السابق.
وأعلنت وزارة العدل الأمريكية أن الفيفا سيحصل على تعويض بقيمة 201 مليون دولار أمريكي، ستُجمع من الأموال المغتصبة من قبل مسؤوليه السابقين.
وأشار جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا الحالي، إلى أن تدخل الـFBI في 2015 ساهم في تغيير منظمة الفيفا من "منظمة سامة" إلى "هيئة إدارة رياضية عالمية تحظى بالتقدير والثقة".
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTc2IA== جزيرة ام اند امز