هل أصبحت كرة القدم لعبة «روبوتية» مملة؟

مع التطورات السريعة التي تشهدها كرة القدم، يتجدد الحديث حول مدى جاذبيتها للمشاهدين.
وظهرت تحذيرات مؤخراً من انصراف أعداد كبيرة من المشجعين من الأجيال الجديدة، عن متابعة كرة القدم، لأسباب مختلفة، من بينها غياب عامل الإثارة.
من بين الانتقادات أن لاعبي كرة القدم أصبحوا أشبه بـ"الروبوتات"، غير قادرين على التفكير المستقل أو التحرر من برمجتهم، بسبب الاعتماد المفرط على التكتيكات المعقدة.
هذا ما دفع غاري نيفيل، أسطورة مانشستر يونايتد والمحلل التلفزيوني حالياً، للقول إن الديربي بين يونايتد والسيتي قبل أيام، الذي انتهى بالتعادل السلبي "منظم للغاية، مخطط له جيداً، وممل للغاية".
لكن وفقاً لتحليل نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن كرة القدم أصبحت أقل مللاً من أي وقت مضى، وهي حقيقة توضحها عدة أرقام من الدوري الإنجليزي الممتاز.
كرة القدم ليست مملة
شهد الموسمان السابقان أكبر عدد من الأهداف على الإطلاق في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، بالنظر في أرقام المواسم التي تنافس فيها 20 فريقاً كما هو الحال في الوقت الراهن.
وفي موسم 2022-2023 تم تسجيل 1084 هدفاً، ثم 1246 هدفاً في الموسم الماضي (2023-2024).
بالمعدل الحالي، فإن الموسم الجاري في طريقه لتسجيل حوالي 1118 هدفاً، قبل 10 مواسم بالتمام والكامل، لم يُسجل سوى 975 هدفاً.
وفيما يتعلق بكيفية تسجيل الأهداف، ففي الوقت الحالي، يدرك المدربون أن فرص التسجيل من مسافة 25 ياردة أقل بكثير من تمرير الكرة إلى منطقة أكثر خطورة.
وقبل 20 عاماً، كان ما يقرب من نصف التسديدات في الدوري الإنجليزي الممتاز تُنفذ من خارج منطقة الجزاء، أما الآن، فالنسبة أقل من الثلث.
كذلك أصبحت أيام الاستحواذ الجماعي على الكرة من الماضي، وانخفض معدل التمريرات في المباراة الواحدة هذا الموسم إلى أقل من 900 تمريرة لأول مرة منذ موسم 2016-2017.
وتحسن مستوى كل الفرق تقريباً في الضغط، لدرجة أن حتى مانشستر سيتي لم يعد قادراً على تمرير الكرة من الخلف كما كان يفعل سابقاً، كانت نسبة استحواذه على الكرة تتجاوز 70%، أما الآن فهي 60% فقط.
ومن ناحية أخرى فإن الأخطاء التي تؤدي إلى التسديدات والأهداف في أعلى مستوياتها على الإطلاق، وهذا يعني أن الفرق مُضطرة للتغيير.
الهجمات المرتدة، أو ما تُسميه أوبتا "الهجمات السريعة"، أصبحت في ازدياد، شهدت هذا الموسم عدداً أكبر من الهجمات المرتدة، وتضاعف عددها في موسم 2017-2018.
الفوارق تتلاشى
تنوع أساليب اللعب وجرأة فرق وسط الترتيب تسبب في منافسة شرسة على المقاعد الأوروبية، على سبيل المثال، نوتنغهام فورست على وشك إنهاء الموسم ضمن الـ4 الأوائل، وقد يحصد أستون فيلا مقعداً أوروبياً للموسم الثاني على التوالي، كما أن فولهام وبرايتون ليسا خارج المنافسة أيضاً.
كان الفارق بين الفرق التي احتلت المركزين الرابع والعاشر في 3 من المواسم الخمسة بين نسختي 2013-2014 و2017-2018 لا يقل عن 30 نقطة، ولم يتجاوز الفارق 20 نقطة إلا مرة واحدة منذ ذلك الحين.
أما في الوقت الحالي، بعد انتهاء الجولة 32، فالفارق بين نيوكاسل (الرابع)، وبورنموث (العاشر) هو 9 نقاط فقط.
ولأول مرة منذ ربع قرن، لم يكن هناك سوى فريق واحد من الفرق الستة الكبرى في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي (مانشستر سيتي).
وعندما فاز فولهام على ليفربول في الجولة قبل الماضية من البريميرليغ، كانت هذه هي المرة الـ51 هذا الموسم التي يحقق فيها فريق ما فوزاً بعد تأخره، وهذا هو الموسم الخامس فقط منذ انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز -في 1992- الذي يشهد 50 انتصاراً على الأقل بهذه الطريقة انتفاضة.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNi4xMjAg جزيرة ام اند امز