نجوم صاموا مبكرا.. انطفاء شعلة الشغف يحرم العالم من كانتونا

نجوم صاموا مبكرا هو تقرير تقدمه "العين الرياضية" خلال شهر رمضان الكريم عن نجوم انتهت مسيرتهم مبكرا رغم البداية الواعدة لأسباب عدة.
حين يتألق لاعب كرة قدم بإنجازات فردية وجماعية، أو أي رياضي آخر، فإنه يتوقع له أن يحقق المزيد في مشواره، لكن في لحظة ما يحدث توقف وصيام مفاجئ لا يوازي البداية المذهلة.
وقد يحدث هذا التوقف بسبب الموت، وأحياناً يتراجع المستوى لأسباب شخصية كالسهر وعدم الالتزام المرتبط بالنظام الغذائي أو الانضباط.
وهناك نجوم كرة قدم يتورطون في أزمات أخلاقية يكون لها تأثير كبير عليهم، وربما هناك فاجعة أو حادثة تعوق التفوق وتنهي المسيرة مبكرا، وآخرون يتوقف لديهم الشغف مبكراً مثل حالة الفرنسي إيريك كانتونا.
إيريك كانتونا
مثّل قرار اعتزال إيريك كانتونا نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي في عام 1997 مفاجأة مدوية لعشاق كرة القدم العالمية والشياطين الحمر.
وقرر كانتونا تعليق حذائه في سن مبكرة، وقت كان في الثلاثين من عمره، في فترة كان خلالها هو أهم وأفضل نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ".
وخلال فترة تمثيل مانشستر يونايتد بين 1992 و1997 حقق كانتونا 4 ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، ولقبين لكأس إنجلترا و3 ألقاب للدرع الخيرية، وقبلها حقق الدوري والدرع الخيرية مع ليدز يونايتد في عام 1992.
وشهدت مسيرة فتى مانشستر يونايتد الموهوب التتويج بالدوري الفرنسي مع أولمبيك مارسيليا في 1989 و1991 والكأس المحلية مع فريق كريتيل في 1990.
وعلى صعيد منتخب فرنسا حقق إيريك كانتونا كأس أوروبا للشباب "تحت 21 عاما" في 1988.
أسباب اعتزال كانتونا
مثل يوم 25 يناير/ كانون الثاني 1995 تاريخاً فارقاً في مسيرة إيريك كانتونا الكروية، حين اعتدى على ماتيو سيمونز، وهو مشجع لفريق كريستال بالاس، في مباراة خارج الديار بملعب "سيلهارست بارك".
وأطلق كانتونا ركلة بقدم على طريقة لعبة "كونغ فو" في صدر المشجع بعدما تعرض للطرد قبلها لركل ريتشارد شو مدافع أصحاب الأرض، والذي وضعه تحت رقابة لصيقة على مدار اللقاء.
أما سر اعتداء كانتونا المشين على المشجع فكان عبارة "اذهب إلى فرنسا أيها الوغد الفرنسي"، والتي رد عليها مهاجم يونايتد السابق ليس فقط بالركلة ولكن بسلسلة من اللكمات أتبعتها.
وغاب كانتونا عن الملاعب لمدة 9 أشهر قبل أن يعود في 1 أكتوبر/ تشرين الأول في كلاسيكو إنجلترا ضد ليفربول.
وخاض كانتونا مباراته الأخيرة في 11 مايو/ أيار 1997 ضد وست هام يونايتد ثم أعلن بعدها بـ5 أيام اعتزال كرة القدم.
وفسر كانتونا في تصريحات حديثة في سبتمبر/ أيلول 2023 أسباب الاعتزال المبكر بالقول: "لقد خشيت شيئاً واحداً وهو الفراغ.. أكره الفراغ.. لقد فقدت الشغف وانطفأت النار بداخلي، لذلك اعتزلت".
وأتبع: "حاولت إشعال النار بداخلي من جديد لكني أدركت أنها النهاية.. لقد أعجبت باللاعبين الذين لعبوا حتى الأربعين لكنها النسبة لي كانت النهاية".
ومن جانبه، قرر إيميه جاكيه مدرب منتخب فرنسا في تسعينيات القرن الماضي عدم الاعتماد على إيريك كانتونا بعد تجربة زين الدين زيدان بدلا منه في فترة الإيقاف، مؤكداً أن المنتخب بات يؤدي بشكل أفضل بدونه.
وكون جاكيه منتخب فرنسا الذي توج بكأس العالم 1998 على أرض الديوك عبر استبعاد جان بيير بابان وإيريك كانتونا اللذين كانا من أهم نجوم كرة القدم الفرنسية في مطلع عقد التسعينيات.
كانتونا بعد الاعتزال
من جانبه، اختار إيريك كانتونا مسارات أخرى بعد تعليق حذائه، فخاض تجربة في كرة القدم الشاطئية وأصبح قائداً لمنتخب بلاده في 1997.
وقد شارك كانتونا سنة 2002 في النسخة الافتتاحية لكأس العالم للكرة الشاطئية في برايتون الإنجليزية، وكان له دور في انتشار اللعبة وتطورها.
لكن قبل الاعتزال كانت وجهة كانتونا وشغفه الذي لم ينطفأ قد تحولا من كرة القدم إلى التمثيل، فقام ببطولة فيلمين في 1995 أحدهما "11 رجال ضد 11" وشارك فيه بشخصية لاعب كرة قدم، ثم مثل شخصية "ليونيل" في "السعادة داخل الملعب".
وتوالت أعمال كانتونا السينمائية فيما بعد واتجه كذلك إلى الأفلام الوثائقية حيث شارك في مجموعة منها، أحدها كان عن تاريخ مانشستر يونايتد بعنوان "التاريخ الرسمي".