اليوم العالمي للمياه.. 5 أسباب تفرض على الكوكب حماية «الموارد العذبة»

يواجه العالم اليوم أزمة مياه عالمية، تؤثر على جميع مناحي الحياة. ولزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على المياه العذبة، وُضع اليوم الدولي للمياه العذبة والذي يوافق يوم 22 مارس/آذار من كل عام؛ لرفع الوعي بأهمية قضايا المياه، وكفرصة لتبادل الخبرات والنقاشات.
ويشغل الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة "المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي"، والذي يعني بالحفاظ على المياه من الهدر وتوفيرها وتأمين وصولها نظيفة للبشر في كافة أنحاء العالم؛ خاصة تلك البلاد التي تعاني بالفعل من ندرة المياه.
لماذا المياه العذبة؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الحفاظ على المياه العذبة ضرورة لا بد منها، نذكر:
1- تراث ثقافي وحضاري
بعدما كان الإنسان هائمًا في البراري، يبحث عن صيد سمين، إلى أن استقر على ضفاف الأنهار العذبة، هناك قامت الحضارات الإنسانية؛ حتى إنّ الأنهار مقدسة في بعض الحضارات، مثل الحضارة المصرية القديمة التي كانت تُقدس نهر النيل الذي ساهم في الارتقاء بالشعب المصري منذ قديم الزمان. بل وكانت تُقام المدن والقرى وتصبح مأهولة بالسكان في المناطق التي تحتوي على مياه عذبة تُلبي احتياجات الإنسان. وقد ركزت مشاريع الهندسة المدنية المبكرة على توفير إمدادات المياه للازمة للشرب والري، وحُسن إدارة المياه.
2- التنوع البيولوجي
تُشكل المياه العذبة نحو 0.01% من المياه حول العالم، وتُمثل 0.8% من مساحة سطح الأرض. وعلى الرغم من هذا، إلا أنّ تلك النسبة الضئيلة تضم نحو 100 ألف نوع من الأنواع البيولوجية الموصوفة، وهو ما يقرب من 6%. تلك الأنواع تُمثل موردًا طبيعيًا قيمًا من عدة نواحٍ اقتصادية وثقافية وعلمية وتعليمية. مع ذلك؛ فهذا التراث البيئي الطبيعي يعاني من أزمة، حتى إنّ هناك "اتفاقية التنوع البيولوجي"، وتدعو للحفاظ على التنوع البيولوجي في المياه العذبة مع الأنواع الأرضية الأخرى.
3- الاقتصاد والحياة الاجتماعية
تُمثل المياه العذبة العمود الفقري لقطاع الزراعة والصناعة والطاقة وأغلب القطاعات تقريبًا، وتعتمد عليها اقتصادات الدول المختلفة حول العالم. لذلك؛ تتأثر اقتصادات العديد من الدول بسبب ندرة المياه. من جانب آخر، مع قلة توافر المياه العذبة النظيفة، قد تنشأ الصراعات بين المجتمعات وداخلها، ما يتسبب في زعزعة الاستقرار والسلام بين الدول.
4- الطاقة
تقريبًا كافة جوانب قطاع الطاقة يحتاج إلى المياه من أجل توليدها؛ حيث تحتاج الطاقة إلى كميات كبيرة من المياه العذبة. على سبيل المثال؛ تحتاج محطات الطاقة الحرارية والنووية والطاقة الكهرومائية إلى المياه من أجل توليد الكهرباء والتدفئة.
5- التغير المناخي
أثبتت العديد من الدراسات أنّ التغيرات المناخية تؤثر على دورة المياه، ويتجلى هذا في انتشار ندرة المياه العذبة التي نشهدها اليوم في العديد من دول العالم، منها دول عربية. لذلك؛ فإنّ جهود التخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة، من شأنها تقلل من وطأة تلك الأزمة المائية. من جانب آخر، يجب تعزيز جهود التكيف مع ندرة المياه من خلال نشر الوعي حول ترشيد استهلاك المياه العذبة.
لن تتحقق التنمية المستدامة التي تصبو إليها شعوب العالم بدون تعزيز جهود الحفاظ على المياه العذبة. لذلك، يُمثل اليوم الدولي للمياه العذبة فرصة جيدة لإعادة نشر الوعي حول المشكلات المتعلقة بالمياه العذبة.
aXA6IDMuMTQ0LjE1My4yMDQg جزيرة ام اند امز