تفاؤل بدعم ماكرون لعلاقات فرنسا التجارية مع العالم العربي
توقعات متفائلة بدعم إيمانويل ماكرون للعلاقات التجارية بين فرنسا والعالم العربي
رأى خبراء اقتصاد ومحللون عرب أن فوز إيمانويل ماكرون بالرئاسة الفرنسية سيسهم في دفع العلاقات التجارية بين فرنسا والعالم العربي، ما قد يعزز العلاقات العربية الأوربية، فيما عبر بعضهم عن ارتياحه لعدم فوز مرشحة اليمن ماريان لوبان .
ورحب قادة عدة دول عربية بفوز إيمانويل ماكرون بالرئاسة الفرنسية، وأرسلوا إليه رسائل تهنئة معبرين عن استعدادهم لتعزيز وتطوير علاقاتهم بفرنسا.
وحسب آخر إحصاءات، فقد حقق التبادل التجاري بين فرنسا ودول الخليج، 18 مليار يورو في 2015، وتعد الإمارات السوق العربية المميزة لفرنسا بحجم تبادل 4.9 مليار يورو، رغم صدارة المملكة العربية السعودية ب 8 مليارات يورو.
ويبلغ حجم التجارة البينية لمصر مع فرنسا 2 مليار يورو في 2016 وفقا لبيانات وزارة التجارة والصناعة.
وقال جمال بيومي الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب في تعليق لـ"بوابة العين": إن العلاقات الاقتصادية العربية الفرنسية كانت مهددة في حال فوز المرشحة اليمينية ماريان لوبان، حيث كان على أولويات برنامجها الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، الشريك الاقتصادي الرئيسي للدول العربية وخاصة الخليج.
وتوقع بيومي أن يمضي ايمانويل ماكرون نحو تحسين علاقاته بالاتحاد الأوروبي، والاستفادة القصوى من شركائه الاقتصاديين.
وتضاعف حجم التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي خمس مرات خلال العقدين الماضيين، حيث بلغ أكثر من 155 مليار يورو وفقا للأمانة العامة لدول مجلس الخليج العربي.
وقال بيومي إن الإنشاءات أهم قطاعات التعاون مستقبلا بين فرنسا والدول العربية، حيث تهتم فرنسا بالبنى التحتية، ولها تاريخ اقتصادي كبير في دول عربية وأفريقية، وكذلك النقل والمواصلات ومشروعات الأنفاق ومحطات الكهرباء.
وتابع: "فرنسا حققت طفرة في مجال التسليح، وعقدت صفقات كبيرة مع دول عربية، أعتقد أنها ستقوم بتطوير تلك التعاقدات في ضوء رئاسة ماكرون المتفق من خلال تصريحاته على الشراكة في مواجهة الإرهاب".
وكان الناتج الاقتصادي الفرنسي سجل نمواً معدله 1.1% في عام 2016، أي أقل من توقعات الحكومة التي كانت ترمي إلى نسبة 1.5% ، وهي النسبة نفسها المتوقعة للنمو في العام الحالي 2017.
ومن جانبه توقع المحلل الاقتصادي الدكتور مدحت نافع لـ"بوابة العين" أن ينعكس فوز ماكرون إيجابا على الاقتصاد الفرنسي المرحلة المقبلة، خاصة وأنه تولى مهام وزارة الاقتصاد في وقت سابق.
وقال نافع: "سيظهر ذلك سريعا على تعاملات الفوركس، حيث ارتفع اليورو ليحقق ١ دولار و١٠ سنت متوقعا أن ينعكس ذلك على الاتحاد الأوروبي بشكل عام".
ويضيف، أن ماكرون لديه موقف داعم لدول الشرق الأوسط في مواجهة الإرهاب، لافتا إلى أن ماكرون أقرب إلى سياسة هولاند خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط متوقعا استمرار التعاون بين فرنسا ودول المنطقة بشكل عام، بينما سيكون هناك نوع من الجفاء تجاه الجانب الروسي.
وخيم على عدد من القطاعات في فرنسا خلال الأشهر الأخيرة مناخات حملات الانتخابات الرئاسية التي فرضت حالة انتظار وترقب، ستستمر إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المنتظرة في يونيو المقبل، حيث يأمل الرئيس الجديد من خلالها في الحصول على أغلبية برلمانية تساعده في تمرير إصلاحات تعيد إلى الاقتصاد تنافسيته المفقودة نسبياً، أمام ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية والصين واليابان.
وقال تقرير لصحيفة "إندبندنت" البريطانية: "سيقع على عاتق ماكرون 3 قضايا كبرى وهي الأمن القومي والاقتصاد وآثار الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي".
وتضيف: "كوزير مالي سابق في الحكومة الفرنسية، جعل ماكرون الاقتصاد يشكل جزءاً كبيراً من برنامجه الانتخابي، وهذه القضية بالتأكيد تشغل بال العديد من الناخبين، فبينما أشارت الإحصاءات إلى حدوث انتعاش جيد بعض الشيء في الآونة الأخيرة، لا يزال معدل العمالة ثابتاً عند حوالي 10%".
aXA6IDMuMTM5Ljg3LjExMyA= جزيرة ام اند امز