"فوربس" تفضح صفقة مشبوهة بين "الخطوط القطرية" وشركة إيطالية غامضة
النظام القطري يواصل ممارساته في انتهاك كافة المواثيق والتعهدات الدولية باستخدم طرق غير مشروعة.
كعادته يواصل نظام الحمدين انتهاك كل المواثيق والتعهدات الدولية التي تعهد بالالتزام بها في اتفاقات دولية، عبر استخدام طرق غير مشروعة للتحايل والتخلص من التزاماته سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي.
ومؤخرا قامت قطر بانتهاك قواعد المنافسة العادلة في الأجواء الأمريكية -اتفاقية "السماوات المفتوحة"- ومخالفة التعهدات التي قطعتها على نفسها للولايات المتحدة مطلع العام الجاري، الأمر الذي دفع مسؤولي شركات الطيران الأمريكية لضم أصواتهم إلى المشرعين بالكونجرس في هجومهم العنيف على قطر لمواصلتها انتهاك اتفاقية "السماوات المفتوحة" عبر استخدام شركة إيطالية كغطاء لأنشطة الناقل الجوي الوطني (الخطوط القطرية) في أجواء الولايات المتحدة.
ستكون "أضحوكة صناعة الطيران في العالم"، هكذا وصفت مصادر متخصصة في شؤون "قطر" خلال حديثهم لمجلة "فوربس" الأمريكية، مؤكدين أن مواصلة الدوحة لدعم تلك الشركة الإيطالية الخاسرة يزيد من احتمالات تكبدها خسائر أكبر في الفترة المقبلة، وأكد المسؤولون، وبينهم الرئيس التنفيذي لشركة "دلتا إيرلاينز" إد باستيان، أن "الخطوط القطرية" التي تمنى بخسائر فادحة جراء مقاطعة الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) منذ يونيو/حزيران 2017 بسبب دعمها للإرهاب، استغلت شركة إيطالية تحمل اسم "إير إيطاليا"، للتحايل على التعهدات التي قطعتها على نفسها للولايات المتحدة مطلع 2018 بوقف محاولاتها لانتهاك قواعد المنافسة العادلة في الأجواء الأمريكية.
وتدهور اقتصاد قطر بمختلف قطاعاته بعد أن قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين جميع العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل وحركة الطيران مع قطر في الخامس من يونيو الماضي لدعمها الإرهاب.
"باستيان" قال في تقرير "فوربس" إن المساعدات الحكومية القطرية تتدفق على الشركة الإيطالية الغامضة منذ أكثر من عام في تحايل واضح على الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة، وهو ما يضع آلافاً من فرص العمل المخصصة للأمريكيين في خطر.
وتابع، الرئيس التنفيذي لشركة "دلتا إيرلاينز": "الخطوط القطرية تستغل ملكيتها لـ49% من أسهم هذه الشركة الإيطالية الموشكة على الإفلاس لانتهاك تعهداتها بموجب تسوية يناير/كانون الثاني 2018، والتي تقضي بعدم إضافة ما يعرف برحلات "الحرية الخامسة" إلى المطارات الأمريكية"-مصطلح حول الحق الذي تمنحه دولة ما لطائرات دولة أخرى لإنزال وأخذ ركاب أو بضائع قادمة من دولة ثالثة خلال رحلة تربط بين مطارات في الدولتين الأوليين-.
وعلى مدار الشهور الماضية، فتحت "القطرية" عبر الشركة الإيطالية خطوطاً جوية تصل إلى عدة مدن أمريكية، من بينها نيويورك، ميامي، لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، رغم أن ذلك محظور عليها بموجب تعهدات في إطار اتفاقية "السماوات المفتوحة".
وفضح "باستيان" التعاون المشبوه بين الشركتين، قائلاً: "القطرية" تعكف حالياً على تقديم ما استحوذت عليه مؤخراً من طائرات جديدة قيمتها مليارات الدولارات إلى الشركة الإيطالية، بما يشمل طرازا مثل بوينج 787 و737، كما أنها تخطط لنشر طائرات أكبر من طراز بوينج مثل تلك المنتمية لطراز 777 وأيضاً إيرباص آيه 350 إس وضمها لأسطول شركة "إير إيطاليا".
الانتقادات الموجهة للدوحة لم تقتصر على مسؤولي "دلتا آيرلاينز"، بل شملت الرئيس التنفيذي لشركة "يونيتد إيرلاينز" أوسكار مونوز، الذي أكد أن "إير إيطاليا" ليست إلا نسخة إيطالية من الشركة "القطرية"، منذ الاستحواذ على نصف أسهمها تقريباً عام 2017.
واستعرضت مجلة فوربس المؤشرات التي تؤكد التطابق الكامل بين خطط الشركتين فيما يتعلق بمحاولات تعزيز رقعة الوجود القطري في أجواء أمريكا، مشيرة إلى أن الشركة الإيطالية سارعت بعد دخول الناقل الوطني القطري شريكاً إلى تبني استراتيجية الشركة القطرية القائمة على إقامة مركزٍ لها في أمريكا مع التوسع السريع في الخدمات المخصصة للسوق هناك، عبر الاستعانة بكثير من الطائرات الجديدة التي تم شراؤها بأموال السلطات الحاكمة في قطر.
كما ألمحت "فوربس" إلى تصاعد مخاوف صناعة الطيران الأمريكية من مطامع "القطرية" التي لا تنتهي بعد إعلان الشركة الإيطالية في وقت سابق من الشهر الجاري عن خططها التوسعية المزمعة العام المقبل في الولايات المتحدة، وتشمل هذه الخطط تسيير رحلات من ميلانو إلى كلٍّ من شيكاغو ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، وهو ما يعقب إطلاق الشركة الإيطالية مسارين ملاحيين من المدينة الإيطالية نفسها إلى نيويورك وميامي خلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2019.
وأشار التقرير إلى تقديم الشركة الإيطالية بإيعاز من المسؤولين القطريين عروضاً مخفضة على رحلاتها إلى الولايات المتحدة من مقاصد بعيدة مثل الهند، وهو ما يتضمن رحلات من نيودلهي إلى نيويورك ذهاباً وعودة بما لا يتجاوز 900 دولار فقط، خلال يناير/كانون الثاني المقبل.
لكن مراقبين يؤكدون أن الرهان القطري على الشركة الإيطالية كحصان طروادة لاختراق الأسواق الأمريكية، ربما لن يؤتي ثماره في ظل استمرار الخسائر التي تمنى بها الشركة الإيطالية، رغم الدعم السخي الذي تتلقاه من نظام الدوحة، والذي بلغ حجمه 24 مليار دولار منذ مطلع العام، حيث كشفت مصادر مطلعة في صناعة الطيران عن أن الخسائر التشغيلية للشركة الإيطالية في العام المالي الذي انتهى في مارس/آذار 2018 بلغت قرابة 1.4 مليار دولار.
وقالت "فوربس" إنه من المتوقع أن تتزايد الخسائر بحلول نهاية العام المالي الجاري، وهو ما سيتماشى مع ما منيت به الشركة الإيطالية على مدار الأعوام الماضية من أضرار مادية فادحة بلغت 52 مليون يورو (59.1 مليون دولار) في 2015 و46 مليون يورو (52.3 مليون دولار) في 2016، ثم 57 مليون يورو (64.8 مليون دولار) في 2017.
كما شنت "فوربس" هجوماً ضارياً على أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية، الذي اتهمته بأنه أحد أكثر الشخصيات المتلونة والمتقلبة في عالم صناعة الطيران في العالم، مشيرة إلى أنه أدلى قبل شهور بـ"تصريحات مشينة"، ألمح فيها إلى أن المرأة غير قادرة على تولي مناصب رفيعة في شركات الطيران العالمية.
كما أبرز التقرير إطلاق الباكر تهديدات جوفاء مؤخراً بالانسحاب من تحالف "وان وورلد" -عالم واحد- الجوي، الذي يضم 13 من كبريات شركات الطيران العالمية، مؤكدا أن إقدام "القطرية" على تنفيذ تهديداتها سيكبدها مزيداً من الخسائر، التي سببتها مقاطعة "الرباعي العربي" وأفقدتها 11% من شبكة خطوطها و20% من إيراداتها خلال 6 أشهر .
واختتمت "فوربس" تقريرها بالإشارة إلى أن "الخطوط القطرية" تحولت إلى "أضحوكة" في عالم صناعة الطيران بعدما خسرت مليارات الدولارات عبر ضخ استثماراتها في شركات طيران أوروبية فاشلة على غرار الشركة الإيطالية.
وأشارت إلى أن استهتار الدوحة بالنزيف المالي الذي تتعرض إليه بفعل خططها الحمقاء على هذا المضمار، يجعلها تكرر أخطاء الماضي، وتستهزئ بمنافسيها وتتجاهل الاتفاقيات، وهو ما قد يهدد "القطرية" بخسارة مزيد من أسواقها الخارجية خلال الشهور المقبلة.
aXA6IDMuMjEuMTIuODgg جزيرة ام اند امز