تراجع بثمن باهظ.. انسحاب فورد من السباق الكهربائي يكبدها 19.5 مليار دولار
أعلنت شركة فورد موتور أنها ستُقلّص خططها لإنتاج السيارات الكهربائية، وستتكبّد بسبب ذلك خسارة قدرها 19.5 مليار دولار من أرباحها لتغطية تكاليف تغيير استراتيجيتها بشكل جذري.
ويُعدّ هذا الإعلان بمثابة اعتراف من فورد بأنها بالغت في تقدير الطلب على السيارات التي تعمل بالبطاريات، وقلّلت من شأن استمرارية السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل، ، وفق ما أفادت صحيفة واشنطن بوست.
كما قامت شركات صناعة السيارات الكبرى الأخرى، بما في ذلك جنرال موتورز وستيلانتيس، بتغيير خططها مؤخرًا، وركزت بشكل أكبر على سيارات محركات الاحتراق الداخلي والسيارات الهجينة.
ويُعزى ابتعاد صناعة السيارات الأمريكية عن السيارات الكهربائية أيضًا إلى تغيير في السياسات الحكومية منذ تولي الرئيس ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني.
فقد خفّضت إدارته الحوافز الحكومية للسيارات الكهربائية، بينما شجّعت استخدام الوقود الأحفوري.
وفي هذا الشهر، أعلنت الإدارة عن خطط لتخفيف معايير كفاءة استهلاك الوقود بشكل كبير، مما سيقلل من حافز شركات صناعة السيارات لإنتاج السيارات الكهربائية.
وقال مسؤولون تنفيذيون في فورد إن التغييرات التي أُعلن عنها يوم الاثنين ستؤثر على المصانع في عدة ولايات، ولكنها ستُساهم في نهاية المطاف في خلق آلاف الوظائف.
وأعلنت شركة فورد أن مصنعًا جديدًا في ولاية تينيسي، كان من المتوقع أن ينتج شاحنة بيك أب كهربائية، سيُنتج بدلاً من ذلك طرازًا يعمل بالبنزين.
كما ستلغي الشركة خططها لإنتاج شاحنة نقل تجارية كهربائية، وستُركز بدلاً من ذلك على بناء طرازات جديدة تعمل بالبنزين وأخرى هجينة في ولاية أوهايو.
وأضافت فورد أن شاحنة F-150 Lightning، وهي نسخة كهربائية من شاحنة البيك أب الشهيرة فئة F التي تُصنع في ولاية ميشيغان، لن تكون مركبة كهربائية بالكامل.
وبدلاً من ذلك، ستُجهز بمولد كهربائي احتياطي يعمل بالبنزين، قادر على إعادة شحن بطاريتها عند نفاذها، وفقًا لما ذكرته فورد. وكانت فورد قد أوقفت إنتاج Lightning في أكتوبر الماضي.
وأكدت فورد التزامها بتصنيع شاحنة بيك أب كهربائية متوسطة الحجم في ولاية كنتاكي، بسعر يقارب 30 ألف دولار، أي ما يعادل تقريبًا سعر المركبات المماثلة التي تعمل بالبنزين.
ويمكن استخدام تقنية هذه الشاحنة، التي ستُطرح في الأسواق عام 2027، في أنواع أخرى من المركبات.
ومع ذلك، يُعد هذا الإعلان تراجعًا ملحوظًا من جانب فورد عن إنتاج المركبات الكهربائية بالكامل، على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأصرّ جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، على أن الشركة ستظل قادرة على منافسة شركات صناعة السيارات الصينية التي تحظى سياراتها الكهربائية بسمعة طيبة، والتي تكتسب حصة سوقية متزايدة في آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
ورغم أن هذه السيارات ممنوعة فعلياً من دخول الولايات المتحدة بموجب الرسوم الجمركية، إلا أن مسؤولي صناعة السيارات يقرّون بأنه لا يمكن منع دخول هذه السيارات أو التكنولوجيا المستخدمة فيها إلى الأبد.
وقال فارلي في مقابلة يوم الإثنين، في إشارة إلى شركات صناعة السيارات الصينية، "إنهم لا يعرفون شيئاً عن عملاء الشاحنات في الولايات المتحدة، أما نحن فنعرف ما يحتاجون".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز