«العين الإخبارية» تكشف كواليس التغييرات الحكومية في السودان
بشكل مفاجئ ومثير للتكهنات أنهت الحكومة السودانية عمل وزير الخارجية علي الصادق، قبل استئناف مرتقب لمفاوضات حل الأزمة الدائرة بالبلاد.
وأعفى وزير شؤون مجلس الوزراء المكلف عثمان حسين وفقا لقرار اطلعت عليه "العين الإخبارية"، علي الصادق من مهام وزير الخارجية، وجرى تكليف وكيل الوزارة الحالي، حسين عوض بالمهمة.
أسباب الإقالة
وحسب مصادر سياسية تحدثت لـ"العين الإخبارية" فإن رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان يعتزم تشكيل "حكومة حرب" خلال الأيام المقبلة، لإدارة البلاد خلال المرحلة الحالية التي تشهد تدهورا مريعا في المجالات كافة.
ووفقا للمصادر، فإن البرهان يرغب في "وجود عناصر قوية في الحكومة الجديدة لتنفيذ خطط الجيش خلال المرحلة الحالية دون عراقيل".
كما أشارت مصادر دبلوماسية لـ"العين الإخبارية" إلى أن أداء وزارة الخارجية منذ اندلاع الحرب "كان ضعيفا ودون الطموحات، خاصة في ظل التجاذبات الإقليمية والدولية، بشأن الحرب وتداعياتها وتعدد المنابر لحل الأزمة في البلاد".
وحسب المصادر الدبلوماسية، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، فإن الوزير علي الصادق "محسوب على تنظيم الإخوان بالسودان، الأمر الذي انتقدته جهات إقليمية ودولية، بالإضافة إلى دوره في تقويض جهود السلام".
وحسب المصادر الدبلوماسية التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، فإن الوزير علي الصادق "كان محط انتقادات دولية وإقليمية لدوره في تقويض جهود السلام، وكذلك اعتباره من أبرز رجال النظام السابق المحسوب على الإخوان، وقربه من علي كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية المطلوب للولايات المتحدة".
ولفتت المصادر إلى أن الضغوط الدولية قد تكون قد أسهمت في تنحية الصادق من المشهد السياسي، تزامنا مع تحركات دبلوماسية أمريكية على خط الأزمة، وإعلان واشنطن استئناف محادثات السودان في السعودية، خلال الفترة المقبلة.
الوزير الجديد
في المقابل، شغل وزير الخارجية الجديد حسين عوض، منصب القائم بأعمال وكيل الوزارة اعتبارا من نهاية العام السابق، بعد إعفاء السفير دفع الله الحاج من المنصب.
كما كان سفيرا لبلاده في كمبالا ولوساكا ومندوبا لها لدى منظمة الكوميسا، وغطى عددا من الدول في إطار التمثيل الدبلوماسي غير المقيم.
عوض عمل أيضا دبلوماسيا بسفارات السودان في الرياض والكويت ولندن ومقديشو، وشارك في عدد من المؤتمرات واللجان والمنابر الدولية والإقليمية والثنائية.
بالإضافة إلى ذلك، عمل وزير الخارجية المكلف مديرا عاما للعلاقات والقضايا الدولية وعدد من الإدارات المتخصصة والبحوث.
الوزير الجديد دبلوماسي مهني تخرج في جامعة الخرطوم شعبة العلوم السياسية والجغرافيا عام 1982، وحاصل على الماجستير والدبلوم العالي، فيما نال دراسات من جامعات ومعاهد عالمية، والتحق بالخارجية عام 1984.
إنهاء تكليف حكام ولايات
من جانب آخر، قال التلفزيون الرسمي إن وزير شؤون مجلس الوزراء المكلف عثمان حسين قرر أيضا إنهاء تكليف والي كسلا محمد موسى عبدالرحمن، ووالي القضارف محمد عبدالرحمن محجوب.
وتحدث القرار الوزاري عن تكليف اللواء متقاعد محمد أحمد حسن بمنصب والي ولاية القضارف، وهو من القيادات العسكرية المعروفة وتولى في السابق منصب معتمد محلية "باسندة" المحاذية لحدود ولاية القضارف مع إقليم "أمهرة" الإثيوبي، وكان أحد الناجين من حادثة الطائرة التي أودت بحياة والي القضارف السابق ميرغني صالح.
ووفقا للقرار، تم تكليف اللواء متقاعد الصادق محمد بمنصب والي ولاية كسلا، بعد إنهاء تكليف محمد موسى.
وجاء قرار إعفاء محمد موسى بعد رفضه تدخلات الإدارة الأهلية في الشأن التنفيذي، ما جلب عليه انتقادات من زعيم قبيلة الهدندوة محمد الأمين ترك المسؤول الأول عما يعرف بـ"المقاومة الشعبية المسلحة"، وصلت إلى إعلانه عدم تنفيذ قرارات الوالي.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 14 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء.
وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا، في أزمات يشعر العاملون في المجال الإغاثي بالعجز حيالها بسبب رفض منحهم تأشيرات دخول وفرض رسوم جمركية باهظة على المواد الغذائية، إضافة إلى نهب المخازن وصعوبة الوصول إلى العالقين قرب جبهات القتال.
وقبل أيام، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن السعودية ستستضيف خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة مفاوضات جديدة لوضع حد للحرب في السودان التي دخلت عامها الثاني.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg جزيرة ام اند امز