ردّ الجميل.. مكافأة أمريكية تغير حياة مترجم أفغاني
كان المترجم الأفغاني السابق "مبارك" قبل سنوات يكتفي بعمله مع القوات الأمريكية، كمترجم؛ لكن ارتباطا وثيقا مع قادة عسكريّين غيّر حياته.
"أحد أفضل الرجال"؛ هكذا وصف الكولونيل في مشاة البحرية الأمريكية راندي هوفمان المترجم الأفغاني السابق، الذي عمل معه إلى جانب ابن عمه مأمور مقاطعة ساراسوتا، كورت هوفمان.
وطبقًا لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، فإن مبارك (الذي حجبت اسمه الأول) النائب الحالي بمكتب مأمور مقاطعة ساراسوتا، والحاصل على الجنسية الأمريكية الآن، نال هذه المكافأة بعدما أنقذ حياة الكولونيل هوفمان عشر مرات على الأقل؛ أثناء عمله كمترجم في أفغانستان.
بداية القصة
التقى الكولونيل هوفمان مبارك لأول مرة في أفغانستان عندما كان بعمر 23 عاما ويعمل مترجما.
وقال الكولونيل، الذي خدم بـ8 جولات في أفغانستان وكان جزءًا من أحد أوائل فرق العمليات الخاصة التي ذهبت إلى هناك بعد غزو هذا البلد، عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول، إن مبارك كان يتمتع بمهارات جيدة جدا في اللغة الإنجليزية، وأنه عمل أولًا كمترجم، لكن لاحقا "علمنا أن له قيمة أكبر بكثير".
وقال مبارك، الذي ولد في شمالي أفغانستان، لـ"فوكس نيوز": "والدي شجعني أنا وأشقائي الآخرين على التواصل مع قوات التحالف، لاسيما الأمريكيين الموجودين بولايتنا وتقديم المساعدة لهم من خلال الترجمة."
وأضاف الكولونيل هوفمان أنه فيما لا يقل عن عشر مرات "لم تنقذ قرارات مبارك حياتي فحسب، بل أنقذت أيضًا حياة جميع (أفراد) القوات الخاصة الأفغانية الأخرى والقوات الخاصة العسكرية الأمريكية".
"عندما أقول أنقذ حياتي، ما أعنيه بذلك أنه اتخذ قرارات يوميا وبالتأكيد في مواقف بعينها منعتني وآخرين من الذهاب إلى منطقة كان من الممكن أن نقتل فيها"، يقول الكولونيل الأمريكي.
وفي حديثه لـ"فوكس نيوز"، لفت مبارك إلى أن الجيش الأمريكي عامله "بالضبط كباقي أفراد الفريق... لم يكن هناك مجال للتردد. لم يكن هناك مجال للتفكير فيما إذا كان يجب أن أساعد أم لا. إن كنت أنا، لتوقعت نفس الشيء من باقي الفريق".
باب الهجرة والعمل
وهاجر مبارك إلى الولايات المتحدة عام 2009 بتأشيرة هجرة خاصة بعد خدمته بالجيش الأمريكي. وعمل ليلًا، وكان يذهب إلى الجامعة، قائلًا إنه تمكن من الحصول على الشهادة الجامعية ثم أكمل للحصول على درجة الماجستير.
وقرر مبارك أنه يريد مواصلة عمله بالخدمة. وهذه المرة، أخذه الطريق إلى مكتب مأمور مقاطعة ساراسوتا.
وقال المأمور هوفمان "أرسل مبارك رسالة بريد إلكتروني لي. وأرسلت له المعلومات. كان يبحث لدى وكالات أخرى، ولحسن الحظ اختارنا."
وأشار إلى أنه "التحق بالأكاديمية وتخرج في المرتبة الأولى على صفه، كما فاز بجائزة اللياقة البدنية."
وبالنسبة لمبارك، كان قرار اختيار العمل بوكالة إنفاذ القانون سهلًا، مبررا ذلك بالقول: "أن تكون عضوا بمكتب مأمور ساراسوتا، فهي فرصة ممتازة بالنسبة لي. أسعد يوم في حياتي هو عندما أتلقى مكالمة، وأذهب، وأتحدث مع عائلتي، وأتمكن من حل مشاكلهم".
فرصة للعائلة
ومع انطلاق عمله بوكالة إنفاذ القانون، تدهور الوضع الأمني في موطن مبارك بسرعة، مع انسحاب القوات الأمريكية، وعلم الرجل الأفغاني الأصل أن عائلته قد تواجه انتقام طالبان بسبب خدمته مع قوات التحالف، لذا بدأ مجددا الانضمام إلى القوات مع الكولونيل هوفمان لمساعدة عائلته على الهروب.
وساعد الكولونيل هوفمان، الذي كان يعمل بالفعل إلى جانب آلاف من المقاتلين المخضرمين على إخلاء الأمريكيين والحلفاء الأفغان العالقين في أفغانستان، 33 فردا من عائلة مبارك على الهروب إلى الولايات المتحدة.
والآن مع وجود معظم أفراد عائلة مبارك في الولايات المتحدة، فتح المأمور هوفمان صفحة "جو فاند مي" للمساعدة في إعادة توطينهم.
وقال الكولونيل الذي قاتل لردّ الجميل إلى مبارك وعائلته: "سيكون هناك العديد من الصراعات أمام عائلته. لدينا 33 فردا من العائلة أربعة منهم يتحدثون الإنجليزية، أما البقية فلا".
ويأمل مبارك أن تنضم له عائلته في فلوريدا، ويخبرهم عن أمريكا والفرص الموجودة في هذا البلد.