زميل هاميلتون السابق حرمه من خطف عرش شوماخر
زميل لويس هاميلتون السابق أضاع عليه فرصة مزاحمة مايكل شوماخر أسطورة الفورمولا 1 على عرش الأكثر تتويجا بلقب البطولة
توج البريطاني لويس هاميلتون سائق فريق مرسيدس، الأحد، بلقبه السادس في بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات، وهو اللقب الذي كان من الممكن أن يحمل الرقم 7، لولا الألماني نيكو روزبيرج زميله السابق في الفريق.
وجاء هذا اللقب الثالث على التوالي لهاميلتون في البطولة ليجعله ينفرد بالمركز الثاني على لائحة الأكثر تتويجا في الفورمولا 1، خلف الألماني الأسطوري مايكل شوماخر حامل الرقم القياسي في التتويج بالبطولة بـ7 ألقاب، وكان من الممكن لهاميلتون أن يزاحمه على عرشه، الأحد، ويتساوى معه في الألقاب لولا روزبرج الذي حرمه في 2016 من لقب إضافي، بتتويجه بطلا للعالم بفارق 5 نقاط فقط عن البريطاني، بعد منافسة امتدت حتى المرحلة الأخيرة في أبوظبي.
وفاجأ روزبرج وقتها الكثيرين بقراره الاعتزال بعد 5 أيام فقط من اللقب العالمي الأول والوحيد في مسيرته الاحترافية، وحينها علق هاميلتون على الأمر بالقول: "الرياضة ستفتقده بالطبع لكنني أتمنى له الأفضل، لكني على الأرجح الشخص الوحيد الذي لم يفاجأ (بالاعتزال) لأنني أعرفه منذ وقت طويل، لكن هذه هي رياضة السيارات".
وأضاف بعبارة تحمل في طياتها معاني عدة "هذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها خلال 18 عاما، لذا لم يكن مفاجئا بالنسبة إلي أن يقرر التوقف"، متابعا "لديه عائلة للتركيز عليها، يريد إنجاب المزيد من الأطفال، والفورمولا تستهلك الكثير من الوقت، وبالطبع سأفتقد المنافسة معه".
ثأر غائب.. ورد قوي
لم يمنح الألماني الذي اعتزل وهو في الحادية والثلاثين من العمر فرصة للبريطاني ليثأر منه في الموسم التالي، لكن هاميلتون عوّض بما لا يقارن، وتوج بطلا للعالم في 2017، 2018، و2019، رفع رصيده إلى 5 ألقاب بألوان مرسيدس (مع 2014 و2015)، تضاف إلى لقب أول مع ماكلارين (2008)، في ثاني موسم له فقط في الفئة الأولى.
وفي تصريحات سابقة عن اعتزال روزبرج، شدد البريطاني "لن أقول إن الأمر أزعجني، لكن بالطبع من المؤسف أنه لن يسمح لي بالمنافسة ضده واستعادة ذلك (فرصة التتويج باللقب)، لكن هذا قراره وأنا أحترم هذا القرار، أي الابتعاد متى تمكنت وأنت في القمة".
لكن هاميلتون شدد، ومنذ 3 أعوام، على أن مقاربته ستكون مختلفة "فأنا أحرزت لقب بطولة العالم في العامين الماضيين (2014 و2015)، وأؤمن دائما بقدراتي وما يمكنني أن أقوم به".
وتابع "إذا فزت مجددا فإنني سأحصل على فرصة جديدة، وأنا أحب التسابق، وأحب أن يتحداني منافسون مختلفون".
وصنع هاميلتون لنفسه اسما بين عظماء رياضة المحركات لا سيما الفورمولا 1 التي تعد الأصعب نظرا للسرعة الفائقة التي توفرها السيارة، وتعقيداتها التقنية والميكانيكية والطبيعة التنافسية الشديدة التي تعرف عن نخبة من السائقين يتمكنون من الجلوس خلف مقودها.
بات اسم هاميلتون يتردد إلى جانب آخرين، مثل مواطنه جاكي ستيوارت والبرازيلي الراحل إيرتون سينا والفرنسي ألن بروست والنمساوي نيكي لاودا الرئيس غير التنفيذي لمرسيدس الذي توفي هذا العام.
لم ينتظر هاميلتون طويلا ليفرض نفسه في رياضة لا ترحم، سواء على صعيد التنافس الشرس أو المتطلبات البدنية لكل سباق، فهو عنيد، صلب، ومتفرد بقراراته، وهي صفات مضافة إلى موهبته، أسهمت في تحقيقه "عاصفة" في موسمه الأول مع اقترابه من إحراز اللقب، لا سيما بعدما صعد إلى منصة التتويج 9 مرات متتالية في سباقاته الـ9 الأولى.
روزبرج يناوش هاميلتون مجددا
كان هاميلتون دائم الحركة على الحلبة وخارجها. متقلب المزاج، حاد الطباع أحيانا، ومنافسا لا يعرف حدودا أو خوفا، حتى من زميل يحمل لقب بطولة العالم مرتين: في عامه الأول مع مكلارين، تنافس مع فرناندو ألونسو، وخرج منتصرا برحيل الإسباني عن الفريق بنهاية الموسم.
وبعد 9 أعوام، كان الدور على روزبرج الذي جمعته صداقة بهاميلتون خلال فترات المراهقة والشباب، وباعدت بينهما منافسة في الفريق وعلى الحلبة، ورغم ذلك فإن اعتزال روزبرج لم يخمد نار الندية بينه وبين هاميلتون.
فالألماني لم يبتعد كليا عن رياضة الفئة الأولى، وإن غاب عن الحلبات، فهو ينصرف في الوقت الراهن إلى قناة خاصة به على موقع "يوتيوب"، يعلق من خلالها على السباقات ومجرياتها والسائقين وما إلى ذلك، إضافة إلى مساهمة تحليلية عبر شبكة "سكاي سبورتس" البريطانية، كما حضر اسمه مرارا في المؤتمرات الصحافية للبريطاني خلال عام 2019.
على هامش جائزة المجر، رأى روزبرج أن السائق الشاب لريد بول الهولندي ماكس فيرستابن هو الأفضل على الحلبات وليس هاميلتون، غامزا من قناة الأخير باعتباره أن قدرات السائقين تتراجع بعد سن الـ32.
وسئل هاميلتون عن رأيه في ذلك، فأجاب "لم يسبق لي أن رأيت المدونة (العائدة لروزبرج)، ولا أعرف من يتابعها، لكنها لا تؤثر على ما أقوم به".
وتابع "لا أكترث، لكن هذا رأيه، وسواء كان صحيحا أم خاطئا، فإنني لا أهتم فعلا، وكل ما عليكم القيام به هو النظر إلى نتائجي على مدى الأعوام، وهي نوعا ما تتحدث عن نفسها، لذا من الطبيعي أن يكون ثمة أشخاص لم يصيبوا النجاح الذي حققته، وربما يريدون التقليل من شأنه، ولا بأس بذلك".
عاد هذا التوتر إلى السطح مجددا على هامش جائزة إيطاليا الكبرى، وشمل فيرستابن مجددا، فقد رد الهولندي بشكل ساخر على آراء لروزبرج، معتبرا أنه يتعمد إثارة الجدل لجذب متابعين، وأنه كان من الأجدر به الاستمرار في الرياضة في حال كان يحتاج إلى المال، وأبدى هاميلتون عبر مواقع التواصل تأييده لما أدلى به فيرستابن.
وعندما سئل عن تعليق إضافي في مؤتمر صحافي، أجاب: "للأسف، السائقون السابقون يصبحون غير ذوي أهمية عندما يعتزلون، وفي نهاية المطاف يحاولون استغلال الأضواء المحيطة بأشخاص آخرين للبقاء في دائرة الضوء، لكن للأسف هذه هي الرياضة على ما أعتقد".