يحق لنا كسعوديين الفخر والاعتزاز بكل إنجاز على شبر من أراضينا الطاهرة.
فما نراه ونشهده، من قرارات تنمية استراتيجية عبر رؤية ثاقبة، يساعدنا في إعلاء هذا الصرح الشامخ، الذي أسسه الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله.
لقد كان يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى في 30 جمادى الآخرة 1139هـ/1727م، وهو يوافق يوم 22 فبراير من كل عام، أما توحيد المملكة فكان في 21 جمادى الأولى 1351 هـ/الموافق 23 سبتمبر 1932م.. وبالتالي فقد بلغ عمر الدولة السعودية منذ قيامها إلى الآن 300 عام، لذا صدر الأمر الملكي بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوما لذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية.
تاريخيا، استطاع الإمام محمد بن سعود تأسيس الدولة السعودية الأولى وفق سياسة ارتكزت على الوحدة ونشر العلم وتعزيز الثقافة، وذلك برؤيته الملهمة وقدرته وفطنته الرامية إلى التأثير والوصول بالدولة إلى هذا العهد.
إن يوم التأسيس يُعد من أعظم الأيام عند الشعب السعودي الكريم، فهو يوم البداية الحقيقية لدولة عظيمة راسخة تأسست على قواعد متينة.. إنها المملكة العربية السعودية، دولة التّوحيد والنَّصر المؤزَّر.
ويوم التأسيس يومٌ غالٍ على قلوب مواطني المملكة، تتزيّن فيه مناطقها بلونها الأخضر المميز، وتمتلئ شوارعها ومدنها كافةً بعبارات حب هذه الأرض الطاهرة النقية انتماءً وولاءً لوطن يعانق الخلود.
هذه العاطفة الجارفة تجاه بلدنا لا بد أن ننقلها كأمانة روحية لأجيال قادمة، وذلك عن طريق مناهجنا الدراسية، وحكاياتنا للصغار، فالشعور الوطني ليس شعاراتٍ تُردّد دون إلمام وجداني بها وتصديق أفعال تترجمها على أرض الواقع.. إنما هي دروس واجبة التعلم والنقل لأبنائنا وأحفادنا جيلا بعد جيل.
إن مَن شاهد المملكة بالأمس ويراها اليوم يعرف كم التغيير الكبير الذي حدث ويحدث على أرضها، بل لا أبالغ إن قلت إن هناك تغييرا بين غمضة عين وانتباهتها في بلدنا الطيب المعطاء.. وبين لحظة التأسيس القديمة وبين لحظة إعلاء بناء دولتنا أكثر فأكثر خلال عصرنا الذي نحياه، كثير من الإنجازات والمحطات والقادة التاريخيين.
لقد كان الاهتمام الأوليّ لقيادة الدولة منصبا على خدمات المواطن في جميع المجالات، هذا ما كان يشغل القيادة السعودية، وعلى رأسها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لذا حققا حياة آمنة للشعب السعودي وأجياله اللاحقة، فضلا عن الرفاه والرخاء ووضع الإنسان موضع الأولوية المطلقة لدى الوطن وقيادته، فكانت الأوامر والقرارات الملكية مميزة وحكيمة في مواضعها وتوقيتاتها، تستهدف رفعة هذه الدولة ومواطنيها في شتى الميادين.
لتكن قدوتنا تلك القيادة، بحبها غير المحدود لشعبها وبلدها، وسعيها الدؤوب لإبراز الإرث التاريخي لهذه الدولة الشامخة وجهود المؤسسين الكبار في إرساء قواعد وطن قوي خالد، وفي ذلك حقيقة ومعانٍ سامية وتواريخ تُلهِم العقول والقلوب قيما ثابتة ودلالات.
من يوم التأسيس نرى غدنا قويا برَّاقا كما كان ماضينا مفعما بالوحدة والإيمان والعزم القوي.. لنعتز بهذا الإرث العريق في الجزيرة العربية، وهي مناسبة تُؤكد رسوخ وثبات الدولة لسعودية وتخطّيها الزمن بصعابه ومشاقّه نحو رخاء جديد..
دام عزك يا وطن!
لنفخر بأنفسنا وأرضنا وبلادنا وقيادتنا الرشيدة الملهمة.. لنفخر بهذا الحب لبلدنا، الذي يجري هواه فينا مَجْرى النَّفَس.. فمهما كتبنا لن نوفيه حقّه، فهو بمكانة الروح فينا، نحمله داخل وجداننا أينما ذهبنا.. ننقل تعاليمه إلى أبنائنا كجينات راسخة.. ليعلم كل منا ماذا فعل ملوك الدولة السعودية على مدار تاريخها من أجل تراب هذا الوطن الغالي، ليصل إلى ما وصل إليه من مكانة إقليمية وعالمية.
وفي ذكرى يوم التأسيس نقول دائما: حفظ الله بلادنا وقيادتنا، ومنحنا في كل يوم سعادة وعيدا وتقدما.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة