مجلة أمريكية ترصد أساليب إيران الأربعة لزعزعة المنطقة
لا يعتبر البرنامج النووي التهديد الوحيد الذي تشكله إيران ولكن هناك سياسات إيرانية أخرى تهدد الأمن الإقليمي والعالمي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة الماضي، أن بلاده لن تصدق على خطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران، التي يشار إليها عادة بـ"الاتفاق النووي الإيراني".
ومنذ إبرام الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لهذا الاتفاق المثير للجدل في عام 2015، وهو يتعرض لانتقادات هائلة، حيث يرى المعارضون أن الاتفاق ليس كافياً لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، ما يهدد أمن المجتمع الدولي بأكمله.
وفي تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية، قالت إنه مع إعلان ترامب لاستراتيجيته تجاه إيران، كانت مكافحة العدوان الإيراني إحدى عناصرها من أصل أربعة عناصر، الذي يهدد الاستقرار الإقليمي ويضر بالحلفاء الأمريكيين.
نيوزويك حددت 4 طرق تستخدمها إيران لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بعيداً عن برنامجها النووي، وهي:
1- تأجيج الحروب بالوكالة:
لدى إيران تاريخ طويل من دعم الجماعات المتمردة وتقويض الحكومات الإقليمية المعترف بها رسمياً.
ففي اليمن، تدعم إيران المتمردين الحوثيين الانقلابيين على الحكومة الشرعية، ونفذ الحوثيون هجمات ضد الولايات المتحدة وسفن تابعة لحلفائها في البحر الأحمر باستخدام أسلحة زودتهم بها، ووصل الأمر إلى أن ظهر أن هددت باتخاذ إجراء عسكري ضد السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية.
2- تهريب الأسلحة:
تمكنت إيران من استغلال معركة العراق ضد تنظيم داعش الإرهابي وعدم الاستقرار الذي نتج عن ذلك، وأسست بنية تحتية لوجيستية ووسائل مواصلات لنقل الجنود والأسلحة عبر العراق إلى قواتها في حروبها بالوكالة في سوريا ولبنان واليمن.
وقال أحد الضباط الأمريكيين بحسب التقرير، إن إيران زودت المقاتلين الحوثيين بترسانة فتاكة من الأسلحة تم استخدامها في مهاجمة سفن حلفاء أمريكا في البحر الأحمر، فضلاً عن أن تجنيد طهران لآلاف اللاجئين الأفغان كقوات مسلحة متطوعة للمحاربة ضمن صفوف الرئيس السوري بشار الأسد.
3- دعم الأنظمة غير الشرعية:
منذ بداية الحرب الأهلية السورية وهي دموية ووحشية. قتل فيها ما يزيد عن نصف مليون سوري، وتشرد ملايين بسببها. ودعم إيران للأسد يعتبر أحد العناصر المهمة لنجاة نظامه. أرسلت قيادات عسكرية كبيرة، ونشرت المئات من جنود الحرس الثوري، وقدمت التمويل والاستخبارات والتدريب والاتصالات والأسلحة إلى الأسد، برغم الانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي ارتكبها. ويشمل حلفاء إيران دول مثل روسيا التي تحارب بجانبها مع الأسد في سوريا، بالإضافة إلى فنزويلا التي تنهار بسبب حكومة فاسدة معادية للغرب. ناهيك عن أن دعم إيران للسلطة الفلسطينية شجع على زيادة الإرهاب.
4- دعم وتمويل الجماعات الإرهابية:
من أبرز شرور إيران هو تمويل الإرهاب حيث تدرجها وزارة الخارجية الأمريكية في المركز الأول بقائمة الدول الراعية للإرهاب.
فمنذ سنوات تدعم إيران جماعات معادية للغرب مثل حزب الله، بالإضافة إلى الجماعات التي تحارب بالوكالة في العراق وسوريا واليمن، ما أدى إلى تأجيج الصراعات الإقليمية المستمرة.
ففي لبنان، يبث حزب الله أخباراً مؤيدة لإيران، فضلا عن دعم نظام الأسد في سوريا، إلى جانب دعم طهران لطالبان في أفغانستان.
واختتمت نيوزويك تقريرها بأن منع إيران من الحصول على قدرات نووية مهم، لكنه ليس التهديد الوحيد الذي تشكله إيران للمنطقة، حيث إن نفوذ إيران آخذ في التوسع، وبدلاً من إبطائه أو منعه، جعلت شروط الاتفاق النووي أسهل لزعزعة استقرار الشرق الأوسط. وربما يكون رفض ترامب للاتفاق نقطة تحول في نفوذ إيران المدمر.