إنفوجراف.. البشمركة: مؤامرة إيرانية وراء دخول الحشد الشعبي لكركوك
قادة البشمركة يتحدثون عن مؤامرة إيرانية على كردستان تورط فيها قادة أكراد لتسهيل دخول الحشد الشعبي إلى كركوك لإسقاط مشروع الاستقلال
اتهمت قيادات في قوات البشمركة الكردية كلا من إيران وقوات الحشد الشعبي وقيادات بحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بتدبير مؤامرة لإسقاط مشروع استقلال إقليم كردستان وإخضاعه إلى سلطة الحكومة المركزية في بغداد، الأمر الذي تنظر له السلطات العراقية باعتباره حقا يعززه الدستور.
وجاءت الاتهامات بعد أن بدأت القوات العراقية ومليشيا الحشد الشعبي (شبه النظامية)، اليوم الاثنين، عملية عسكرية بكركوك، مكنتها من السيطرة على أكبر قاعدة عسكرية في المحافظة إلى جانب مطار كركوك ومنشآت نفطية، بعد انتهاء مهلة منحتها بغداد لأربيل لتسليم مواقع في المحافظة المتنازع عليها.
وقالت قيادة قوات البشمركة، في بيان اعتمد لغة غير مسبوقة، إن "مليشيا الحشد الشعبي التابعة للحرس الثوري الإيراني وبقيادة إقبال بور، القيادي بالحرس الثوري، شنت هجوماً موسعاً وبأسلحة أمريكية متطورة، دبابات إبرامز وغيرها على مناطق كركوك وأطرافها، في إعلان واضح للحرب ضد شعب كردستان".
وأضافت قيادة البشمركة في البيان الذي أصدرته ظهر الاثنين، وحصلت "بوابة العين" على نسخة منه، أن "الحكومة العراقية ومليشياتها وعناصر مسلحة تابعة لوحدة القدس في الحرس الثوري الإيراني هي التي شنت الهجوم على كركوك، انتقاماً من شعب كردستان بعدما عبر وبشجاعة عن مطلبه في نيل الحرية، جاؤوا للانتقام من أهالي كركوك الذين شاركوا وبسخاء وجرأة في الاستفتاء".
ومرر إقليم كردستان مشروع استقلال عن الحكومة المركزية في بغداد في استفتاء شعبي الشهر الماضي، شمل محافظة كركوك غير التابعة لمناطق الحكم الذاتي، وجاءت نتيجته بتأييد الانفصال بنسبة تجاوزت الـ93%.
وتابع بيان قيادة البشمركة قائلا إنه "للأسف قام بعض مسؤولي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بدعم تلك المؤامرة ضد شعب كردستان، لقد قاموا بخيانة كبيرة وتاريخية ضد كردستان وبحق شهدائها، سلموا مناطق كانت تخضع لإشرافهم ودون قتال لمسلحي الحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني".
وعكس انسحاب القوات الكردية من مواقعها في كركوك مع بدء العملية العسكرية وجود اختلاف في موقف بعض القيادات الكردية من التعامل مع الحكومة العراقية والاستجابة لدعواتها بتمكين القوات العراقية والحكومة الاتحادية ببغداد من إدارة كركوك والمنشآت النفطية فيها.
واتهم بلاغ قيادة البشمركة الحكومة العراقية بــ"التآمر مع الحرس الثوري الإيراني ضد كردستان وقوات البشمركة.. المسؤول الأول لهذه الحرب المفروضة علينا هي حكومة العبادي"، وتوعد البيان بالرد على تلك الخطوة ما ينذر بانزلاق العراق إلى حرب مفتوحة.
من جانبه، قال المحلل السياسي الكردي، ريبوار كريم، لـ "بوابة العين"، "كل شيء واضح، إيران ضغطت على الحكومة العراقية وعلى أسرة جلال الطالباني، زوجته وابنه وهما من يديران حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بعد وفاة الطالباني، بهدف تمرير مخطط السيطرة على مناطق خاضعة لسيطرة الكرد، مثل كركوك، طوزخورماتو، وغيرها".
وأضاف: "قاسم سليماني (قائد مليشيا فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني) حسم الأمور مع أسرة الطالباني، بهدف ضرب استفتاء كردستان وسلطة الإقليم وإنهاء كل شيء بتسليم كردستان لبغداد".
وزار سليماني أربيل السبت الماضي بهدف إبلاغ موقف بلاده من الأزمة بين أربيل وبغداد لحكومة إقليم كردستان.
وترفض بغداد وطهران وأنقرة الاعتراف بنتائج الاستفتاء الذي يخشى من أن يعزز طموحات استقلال الأقليات الكردية في إيران وتركيا.
وتوقع كريم تغير قواعد اللعبة "في حال صمدت البشمركة في كركوك حتى الغد ومنعت المليشيات العراقية من السيطرة على المدينة".
وأفاد مصدر كردي مطلع، طلب عدم تعريفه، أن مخطط الاستيلاء على مناطق بينها محافظة كركوك الغنية بالنفط "موسع ووضع بشكل مُحكم، وإن شرط نجاحه ربما يعتمد على سرعة التنفيذ"، مشيرا إلى أن "رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كلف شخصية عربية لتولي منصب المحافظ بالوكالة يدعى راكان الجبوري".
وأضاف المصدر لـ"بوابة العين"، "لقد قام حزب الاتحاد الوطني الكردستاني المتعاون مع إيران والحكومة العراقية باعتقال قائد عسكري بارز من أعضاء الحزب بهدف تمرير المخطط العراقي – الإيراني، نعم المعلومات المؤكدة أنهم اعتقلوا جعفر مصطفى قائد الوحدة 70 التي تضم آلاف العناصر من البشمركة لمنعه من مقاومة مخطط الحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني في كركوك".
في المقابل، تعتبر الحكومة العراقية تحركها العسكري نحو كركوك والمناطق الشمالية، تحركا مشروعا بهدف بسط سيطرة الدولة على مناطق كان تنظيم داعش قد سيطر عليها في عام 2014، ثم حررتها قوات البشمركة واحتفظت بها بالقوة.
ونقل قادة أكراد تطورات الوضع لممثلين عن قوات التحالف الدولي المناهض لداعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، على أمل تدخل لإبعاد القوات العراقية عن كركوك، على ما يبدو.
يقول وزير البشمركة كريم سنجاري في رسالة نقلها إلى الأمريكان اليوم الاثنين: "لن نقف مكتوفي الأيدي، ولن نتوانى عن الدفاع عن أرض وشعب كردستان، ومسؤولية البدء بهذه المعركة تقع على عاتق الحكومة والقادة العسكريين العراقيين ومن يقفون خلفهم.. على الحكومة العراقية حل المشكلات السياسية مع الإقليم عن طريق الحوار، وإلا فإن الوضع الذي افتعلته في جنوب كركوك لن يبقى على حاله".
وتؤمن الحقول النفطية في كركوك نحو 150 ألف برميل من النفط لإقليم كردستان يذهب عائد نسبة منها إلى إدارة محافظة كركوك نفسها والبقية تدخل ميزانية الإقليم، لذلك يعد النفط في تلك المناطق إضافة إلى بعض المواقع التي تحوي الغاز مهمة لدعم استقلال الكرد وتأسيس دولة ذات موارد قادرة على الاستمرار.
aXA6IDMuMTQ3LjUzLjkwIA== جزيرة ام اند امز