قاسم سليماني.. "مشعل حرائق" كركوك بين بغداد وأربيل
أكراد والسفير الأمريكي الأسبق زلماي خليل زاده تحدثوا عن وجود سليماني في كردستان لصناعة معارك بين القوات العراقية والكردية
يبدو أن مدينة كركوك ستكون محور إعادة ترتيبات جديدة تخلق "عراقا مختلفا" عما كان عليه قبل استفتاء انفصال كردستان، وفق ما كشفه أكراد وسفير أمريكي سابق عن حضور إيراني بها يقوده قائد مليشيا فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني.
فاليوم الأحد نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر كردي أن سليماني موجود بكردستان العراق لبحث تصاعد الأزمة بين الأكراد وبغداد.
ويأتي هذا فيما يتحفزر منذ أيام كل من القوات العراقية مدعومة بمليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران، والقوات الكردية "البيشمركة" لبعضهما البعض في كركوك، وكل منهما يطالب الآخر بالخروج من المحافظة، وسط تحذيرات بالتصعيد والمواجهة.
فالأكراد يرون أن كركوك الغنية بالنفط تتبع إقليم كردستان، وسيطرت عليها بحجة حمايتها من داعش، وهو ما ترفضه بغداد ومليشيا الحشد الشعبي وتطالب "البيشمركة" بالعودة لحدود ما قبل ظهور "داعش" عام 2014.
ووسط هذا الموقف الملتهب جاءت تحذيرات السفير الأمريكي السابق في العراق زلماي خليل زاده من أن قاسم سليماني يوجد في العراق لإشعال حرب بين بغداد وإقليم كردستان حول كركوك.
وفي حسابه على "تويتر" نهاية الأسبوع الماضي قال: إن احتمال وقوع اشتباكات بين القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية يتصاعد.
وفي تغريدة تالية لها قال: إن قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني موجود في العراق، ويدفع "الحشد"؛ أي مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران، إلى مهاجمة كركوك.
وعلى هذا دعا خليل زاده الولايات المتحدة إلى التدخل لمنع الصدام.
ودخلت مليشيا الحشد الشعبي إلى كركوك بداية بحجة طرد "داعش" من الحويجة جنوب كركوك، وبعد إعلان "تحرير" الحويجة تحولت مهمة الحشد إلى جانب القوات العراقية لإخراج قوات البيشمركة من كركوك التي تقف الآن على حافة مواجهة جديدة.
ومليشيا الحشد الشعبي يشرف على تدريبها بشكل معلن قاسم سليماني، ويتفاخر معظم قادتها مثل أبومهدي المهندس بالانتماء لإيران أكثر من العراق.
وتعد تحذيرات خليل زاده من قيام إيران بالدفع لمواجهات مسلحة بين القوات العراقية والبيشمركة الكردية ومطالبته واشنطن بالتدخل ملفتة للنظر، بعد أن كشف العام الماضي وفي كتبه عن بعض أسرار علاقة التحالف بين إيران وأمريكا للإطاحة بنظام صدام حسين، ثم تهيئة العراق لعهد جديد، يسمح فيه لإيران بحرية الحركة داخل البلد الجريح.
وعمل خليل زاده سفيرا لأمريكا في العراق في الفترة من 2005-2007.
ومما جاء في مذكرات خليل زاده عن فترة عمله في العراق أن الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش سمحت لقاسم سليماني بالدخول للعراق عام 2006، والمشاركة في ترتيبات ملف رئاسة الحكومة لتعيين شخصيات موالية لإيران، عبر تعيين نوري المالكي بدلا من إبراهيم الجعفري.
ويقول خليل زاده إنه شخصيا كان قلقا من تزايد النفوذ الإيراني، خاصة مع مشاركة الإيرانيين في التفجيرات التي تسببت في إشعال الفتن الطائفية في العراق؛ في محاولة من طهران لتقديم نفسها للعراقيين الشيعة على أنها الحامي الوحيد لهم، وأن المليشيات الشيعية (التي يصنعها الحرس الثوري الإيراني) هي المدافع عنهم.
وتصديقا لكلام خليل زاده، انتقد البيت الأبيض في بيان له الجمعة الماضية الإدارات الأمريكية السابقة، خاصة في عهدي جورج دبليو بوش وباراك أوباما؛ لأنها تجاهلت تصاعد الخطر الإيراني في الشرق الأوسط، خاصة مد طهران أذرعها على شكل المليشيات التي يصنعها الحرس الثوري، وتسببت في اندلاع حروب أهلية وطائفية عديدة.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة ذاته، أن بلاده ستفرض مزيدا من العقوبات على الحرس الثوري الإيراني، فيما قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن وزارة الخزانة ستعلنه منظمة إرهابية.