قاسم سليماني: الجيش العراقي أصبح جيش "حزب الله"
إيران تستغل معركة الموصل في تمكين نفوذ الحشد الشعبي الموالي لإيران في مؤسسات الدولة العراقية؛ تمهيدا لإحلاله محلها
قال قائد فيلق القدس في مليشيا الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إن انضمام الحشد الشعبي إلى الجيش العراقي حوَّل هذا الجيش إلى جيش "حزب الله".
وأضاف سليماني، في كلمة له أمام طلاب جامعة الإمام الحسين العسكرية،. أن ما وصفه بـ"الانتصار" الأخير في مدينة الموصل، شمال العراق، قائلا إن تدخل العلماء وتشكيل الحشد الشعبي "منح الشعب العراقي قوة إيمانية وعقائدية وجعله يقف من خلال هذه القوة بوجه تنظيم داعش الإرهابي".
كما برر تدخل إيران في سوريا بأن سوريا بـ"نظامها الشرعي" شكلت وما تزال جسر عبور "للمقاومة" في لبنان وفلسطين، وأن "محور المقاومة حقق النصر في هذه الحرب ضد المستكبرين".
وألفاظ مثل "المقاومة" و"محور المقاومة" عادة ما تستخدمها إيران في الإشارة إلى حلفائها من دول وتنظيمات موالية لثورة الخميني.
كما أن كلمة "المستكبرين" عادة ما تستخدمها إيران ليس فقط للإشارة إلى الولايات المتحدة ولكن للإشارة إلى جميع خصومها، وحتى حكومات الدول في المنطقة التي تقف في وجه نشر إيران لفكرها الخميني التدميري.
وفيلق القدس الذي يرأسه سليماني منذ 20 عاما هو المسؤول عن زرع وصناعة مليشيات في الدول المستهدفة، بعد تشييع جزء من سكانها، ثم تدريبهم وتسليحهم ليكونوا قوة مسلحة موازية لجيوش تلك البلاد، وتقوم بتهديدها ورفع السلاح في وجهها أو خلعها من الحكم عند اللزوم.
ومن أشهر تلك المليشيات حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، وحركة الصابرين في غزة، ومليشيات الحشد الشعبي في العراق، والحركة الإسلامية في نجيريا، وغيرهم.
ومليشيات الحشد الشعبي ظهرت بهذا الاسم في يونيو/حزيران 2014 فور الاجتياح السهل والسريع المثير للتساؤلات من جانب تنظيم داعش لشمال العراق.
وتكونت تلك المليشيات من ميليشيات قديمة موالية لإيران ظهرت بالتتابع في حروب الخليج الأولى والثانية والثالثة، وانضمت لها مليشيات أخرى في 2014 تحت اسم الحشد الشعبي بذريعة محاربة داعش.
وبسرعة كبيرة تحولت تلك المليشيات التي ارتكبت الكثير من الجرائم بحق السكان إلى "قوة معترف بها" وتابعة للجيش العراقي عبر قيام نواب في البرلمان العراقي بتمرير قانون في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 يعتبر أن مليشيات الحشد جزء من القوات المسلحة العراقية، وذلك رغم إعلانها بشكل الصريح الولاء لإيران وثورة الخميني، وبالرغم من استعانتها بقاسم سليماني وقوات إيرانية في تدريبها وتوجيهها.
ومن ناحيته، وجه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس الشكر لإيران وحزب الله في لبنان على مساندتهم للمليشيا فيما وصفها بعملية "تحرير" الموصل.
وقال في احتفالية خاصة بـ"تحرير" الموصل في بغداد إن إيران وحزب الله كانا "على رأس الذين قدموا الاستشارة والدعم والتدريب" لمليشيات الحشد.
وأبو مهدي المهندس كان من "العراقيين" الذين قاتلوا في صفوف الجيش الإيراني ضد جيش بلده العراق في حرب الخليج الأولى في الثمانينيات، ودعا لدفنه في إيران وليس العراق.
وحول حجم سيطرته على الأرض في محافظة نينوى أعلن المهندس أن الحشد "حرر" 400 قرية و14 مجمعا سكنيا و3 نواحي وقضائين، إضافة إلى جزء مهم من الحدود العراقية السورية.
وعادة ما تدخل مليشيا الحشد منطقة ما بحجة "تحريرها" من داعش، ثم تسيطر عليها بشكل كامل، وتعتبر منذ ذلك الوقت مناطق خاضعة للنفوذ الإيراني.
ومازالت طموحات مليشيات الحشد تتسع في السيطرة على مساحات أوسع في شمال العراق، خاصة وأنه يتأهب للسيطرة على منطقة تلعفر الاستراتيجية قرب الحدود مع سوريا تحت لافتة "تحريرها" من داعش.
كما تحدث عن الإبقاء على تلك المليشيات في المستقبل قائلا إنه يجب "ترسيخ مفهوم أن الحشد الشعبي هو منظومة رديفة للقوات الأمنية".
وفي إشارة إلى الدور المحوري الذي ستلعبه مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في مستقبل العراق، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء، عن زيادة موازنة الحشد الشعبي، واعدا بإبقاء الحشد لسنوات.
وقال العبادي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي إن "دعمنا للحشد الشعبي مستمر وقمنا بزيادة موازنته"، لافتا إلى "إنني استغربت تقليل رواتب الحشد بعد زيادة مخصصاته وأمرت بإجراء تحقيق بالموضوع لكن البعض رفض ذلك".
وتؤخذ ميزانية الحشد الشعبي من استقطاعات من رواتب الموظفين العراقيين.
وأضاف العبادي: أن "الحشد سيبقى لسنوات رغم محاولات البعض مصادرة جهوده".