قيادات الحشد الشعبي المحاربة مع إيران ضد العراق في الثمانينيات
قيادات من مليشيا الحشد الشعبي شاركت إلى جانب إيران في الحرب ضد بلدهم العراق في الثمانينيات، ويجددون الحرب الآن تحت اسم محاربة داعش.
أعلنت مليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق، أن تأسيسها هدفه "تحرير" العراق من تنظيم داعش، ولكن هل "يحرر" العراق من باعه قبل ذلك لإيران؟
فمليشيا الحشد الشعبي تضم قيادات شاركت بشكل صريح إلى جانب إيران في الحرب التي خاضتها لمدة 8 سنوات ضد بلدهم العراق، ويتفاخرون بذلك في عرض سيرهم الذاتية وما يصفونه بمشوارهم "الجهادي".
وبالإضافة لتباهيهم بدعم إيران في حربها ضد العراق خلال الثمانينيات ثم في دعمها للإطاحة بحكم صدام حسين في التسعينيات وحتى 2003، فإنهم يتباهون كذلك بأن الحشد الشعبي هدفه أن يكون مثل مليشيا الحرس الثوري الإيراني، ويقولون إنه لولا إيران لسقطت العراق في يد داعش.
وفيما يلي أبرز القيادات التي أسست مليشيا الحشد الشعبي والتي شاركت في الحرب الإيرانية ضد بلدهم العراق وفي إسقاط حكم صدام حسين والعراق في يد الولايات المتحدة وإيران، وفي تعذيب وقتل عشرات الآلاف من العراقيين وتصفية كوادر العراق.
نور المالكي
رئيس الوزراء الأسبق، والذي تأسس في عهده مليشيا الحشد.
بدأ حياته السياسية في السبعينيات بصفته "معارض عراقي شيعي" في عهد الرئيس الراحل صدام حسين.
ذهب إلى إيران في خضم حربها مع العراق، ونسق مع طهران عمليات ضد الدولة العراقية خلال حرب الخليج الأولى، ثم خلال مراحل الإطاحة بحكم صدام حسين عقب حرب الخليج الثانية، والتي انتهت بإدخال الاحتلال الأمريكي والمليشيات الإيرانية إلى العراق 2003.
كان قيادياً في حزب الدعوة الإسلامية الذي سارع بإعلان تأييده للخميني عقب ثورته في إيران 1979، وأصبح موالياً لطهران منذ ذلك الوقت.
أبو مهدي المهندس
مؤسس كتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران، وحالياً هو نائب رئيس مليشيا الحشد الشعبي.
قال في مقابلة مع تلفزيون أفق الإيراني في أبريل/نيسان الماضي إنه يفخر بأنه جندي لدى قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بمليشيات الحرس الثوري الإيراني والمسؤولة عن تدريب مليشيا الحشد.
ودعا لدفنه في إيران وليس العراق .
كما قال إن الجهاد بالنسبة له ترفيها وإن "جهاده" امتد من العمل ضد النظام العراقي (في عهد صدام حسين) والقتال مع إيران ضد العراق (في حرب الخليج الأولى) إلى التفجيرات في الكويت وحتى العمليات مع إيران ضد منظمة مجاهدي خلق المعارضة.
وهو يتقن اللغة الفارسية التي كان يتحدث بها للقناة الإيرانية. ويقول إنه اتقنها لأنها لغة "الثورة "، في إشارة إلى ثورة الخميني 1979 والتي تهدف إلى بسط النفوذ الإيراني على المنطقة.
الهادي العامري
قائد منظمة بدر (فيلق بدر سابقا) وأحد أبرز قيادات مليشيا الحشد الشعبي بعد أبو مهدي المهندس.
عاش في إيران سنوات طويلة حتى 2003 ودرس في كلية القيادة والأركان بجامعة الإمام الحسين لمليشيا لقوات الحرس الإيرانية، وتدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة تعادل رتبة عميد في الحرس "فيلق القدس".
وذكرت تقارير أنه يحمل الجنسية الإيرانية وزوجته إيرانية.
شارك في مهمات "فيلق بدر" الذي أسسته إيران في الثمانينيات من المعارضين الشيعة للرئيس صدام حسين، واستغلتهم في الحرب في صفوفها ضد بلدهم العراق.
اشتهر "فيلق بدر" بعمل معسكرات تعذيب وقتل للأسرى العراقيين، لإجبارهم على الانضمام للقتال في الفيلق ضد العراق، وللحصول منهم على أسرار عسكرية.
بعد عودته إلى العراق إثر سقوط حكم صدام حسين تعاون مع القوات الأمريكية في مطاردة أركان الدولة العراقية وكوادرها تحت زعم أنهم فلول البعثيين، وشكل "فرق الموت" التي قتلت الكثير من كوادر العراق كالأطباء والعلماء والعسكريين وخبراء في أمور كثيرة، لتصفية العقل العراقي.
جبار المعموري
من قيادات منظمة بدر والذي شارك في حروبها الإيرانية ضد العراق.
أبو جعفر الدراجي
أحد أبرز قيادات ومؤسسي منظمة بدر في الثمانينيات وخاض معها الحرب الإيرانية ضد العراق، وحالياً يرأس المركز الثقافي الإسلامي التابع للمنظمة.
عدنان الشهماني
شارك في الكثير من عمليات منظمة بدر المدعومة من إيران ضد الجيش العراقي في "همور- الزورا- معركو أبور الروس وفي قصف القصر الرئاسي العراقي وفي محاولة اغتيال الرئيس العراقي صدام حسين.
قاسم الأعرجي
وزير الداخلية الحالي.
ويتفاخر الأعرجي بتاريخه في دعم الاعتداءات الإيرانية على بلده العراق.
وهو حاصل على بكالوريوس محاسبة من جامعة آية الله مطهري الإيرانية، وبكالوريوس علوم إسلامية من كلية الإمام الكاظم للدراسات المسائية الإيرانية.
وفي 1984 انخرط في صفوف "فيلق بدر" واشترك في عملياتها ضد الجيش العراقي، وشارك في تفجير أعمال عنف داخل العمق العراقي لإسقاط الدولة، ومنها ما يوصف بالانتفاضة الشعبانية.
دخل إلى بغداد عقب سقوطها في إبريل/نسيان 2003 برفقة قيادات من "فيلق بدر" ليشارك في تصفية الكوادر العراقية بالتعاون مع الاحتلال الأمريكي، وتعزيز الوجود الإيراني، وتفكيك المعامل والمصانع المدنية والعسكرية العراقية لإرسال معداتها إلى إيران.
في حديثه لقناة "السومرية الفضائية"، دعا العام الماضي إلى نصب تمثال لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في العراق.
وفي تصريحات أخرى، قال إنه "لولا إيران" لسقطت بغداد بيد داعش، وذلك خلال دفاعه عن دور مليشيا الحشد الشعبي المدعومة الموالية لإيران.
تولى وزارة الداخلية في حكومة حيدر العبادي في مطلع 2017.
الجهاد الكفائي
من اللافت للنظر أن مليشيا الحشد الشعبي في 2014 تأسست على فتوى مماثلة لفتوى تأسيس المليشيات الشيعية في الثمانينيات، لرفع السلاح ضد الدولة العراقية.
فقد أصدر المرجع الشيعي، علي السيستاني، فتوى سميت بـ"الجهاد الكفائي" وتقضي بدعوة كل قادر على حمل السلاح للانضمام للعمليات المسلحة تحت زعم محاربة تنظيم داعش 2014.
واتضح على الأرض فيما بعد أن هدفها كان إضفاء شرعية على المليشيات الموالية لإيران لدخول المدن العراقية وبسط السيطرة عليها وحكمها بحجة تحريرها من داعش.
وهذه الفتوى هي امتداد لنفس فكرة فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجع الشيعي حينذاك محمد باقر الصدر مطلع الثمانينات بوجوب الكفاح المسلح ضد حكم صدام حسين، وذلك بالرغم من أن العراق حينها كان في خضم الحرب مع إيران ويحتاج لتكاتف أبنائه مع مؤسساته خلال الحرب.
وعلى إثر تلك الفتوى تشكلت سرية قتالية شيعية ضد مؤسسات العراق باسم "حركة المجاهدين العراقيين"، ثم ما لبثت أن تضخمت وأفرزت العشرات من المليشيات في سنوات لاحقة، وكان لها أبلغ الأثر في استنزاف العراق وتعزيز الطائفية والانقسامات فيه.