ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع.. الإمارات تحتفي بالسياسة الدولية
قصر الإمارات ينبض في أبوظبي على وقع الملتقى الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات على مدار 3 أيام
صناع سياسات وسياسيون وأكاديميون من نحو 20 دولة، حطّوا الرحال في دولة الإمارات العربية المتحدة، ضيوفا على ملتقى "أبوظبي الاستراتيجي" في دورته الرابعة.
وعلى مدار 3 أيام، من السبت حتى الاثنين، ينبض قصر الإمارات في أبوظبي على وقع الملتقى الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات، وتتابعه بوابة العين الإخبارية.
الملتقى.. يفكّك الواقع ويستشرف المستقبل
تركز الدورة الرابعة للملتقى السنوي -استنادا إلى مخرجات النسخ الثلاث السابقة- على البعد الاستشرافي للقضايا الراهنة، وأحدث منهجيات التنبؤ بالأزمات والمخاطر السياسية.
وبناء على ما تقدم تسلط جلسات الملتقى هذا العام على تفكيك شيفرة النماذج المتصارعة في المنطقة، بما يمنح الأدوات اللازمة لاستشراف مستقبلات المنطقة.
بعد استشرافي يرتكز بدوره على خارطة الفاعلين بالمنطقة وتحولات موازين القوى فيها.
غير أن جدول أعمال الملتقى لم يقتصر على تناول القضايا الإقليمية، وإنما تضمن أيضا مناقشة التحولات التي يشهدها النظام الدولي، ومحاولات القوى الرئيسية فيه إعادة بناء قوتها، دون إغفال تداعيات كل ذلك وتداخله مع أزمات المنطقة.
محاور متنوعة تدور جميعها في فلك السياسة الدولية وخطوطها الاستراتيجية العريضة، من المنتظر أن تلهب نقاشات دورة يشارك فيها أكثر من 100 شخصية.
كما يحضرها أكثر من 500 مشارك من دولة الإمارات ودول الخليج والمنطقة العربية ومختلف أنحاء العالم.
الاستراتيجية.. مفتاح السياسة الدولية
ترتكز السياسة الدولية على تحليل معطيات الواقع والانطلاق منها لاستشراف التوقعات الجيواستراتيجية، والأخيرة تمنح الدول القدرة على تحليل المخاطر السياسية، ومن ثم تحديد الخطوط العريضة لطرق التعامل مع الحاضر والمستقبل.
وفي هذا الإطار تقريبا تندرج أهداف الملتقى الذي يتناول في جلساته الـ9 الموزعة على 3 أيام عدة مواضيع، تتناول تفكيك شفرة كل من إيران وتركيا في اللهب المستعر بالشرق الأوسط.
وللمستقبل أيضا شفرة تحتاج إلى التفكيك عبر الاستشراف الجيواستراتيجي وتحليل المخاطر السياسية، عبر دراسة السياسات الحالية على جميع الأصعدة.. سواء المحلي أو الإقليمي أو الدولي.
ولأن القوة الناعمة أو ما يعرف بـ «سوفت باور» أضحت في الألفية الجديدة خيارا للعديد من بلدان العالم في سياستها الدولية، فإن تناول هذا الموضوع والغوص فيه بشكل معمق يفرض وجود تجارب تبرز الإمارات، في إطارها، نموذجا يحتذى به.
وعموما، يهدف الملتقى إلى تكريس أبوظبي عاصمة للملتقيات الإقليمية والدولية ذات الطبيعة الاستراتيجية.
كما يدعم منهج مركز الإمارات للسياسات في طرح الموضوعات الاستراتيجية ذات الأهمية بالنسبة للبلاد ولمجلس التعاون؛ ما يفتح المجال لبناء رؤية خاصة للنظامين الدولي والإقليمي.
وفي سياق يتسم بتغيرات سريعة يرمي الملتقى إلى الاستمرار في محاولة استشراف خارطة تحولات القوة وتوزيعها في النظام الدولي، وتقييم أو استشراف انعكاسها على دولة الإمارات.
أهمية الملتقى
الملتقى استضاف حتى الآن خبراء وصناع سياسات ورؤساء دول سابقين ومستشاري أمن قومي من أكثر من 40 دولة.
أما هذا العام فيستضيف خبراء وصناع سياسات ومدراء مراكز تفكير من حوالي 20 دولة.
وبحسب برنامج الملتقى الذي اطلعت عليه بوابة العين الإخبارية فإن من بين الشخصيات البارزة التي ستشارك كمتحدث في الملتقى هذا العام: الشيخ محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق في دولة الكويت، وجيمس جونز المستشار الأسبق لشؤون الأمن القومي الأمريكي، ومايكل شيرتوف وزير الأمن الداخلي الأمريكي السابق.
ثقلٌ يعزز أهمية الملتقى من خلال مساهمته في تقديم أبوظبي عاصمة للملتقيات الاستراتيجية التي تستشرف المستقبل، وليس فقط عاصمة للمؤتمرات ذات الطبيعة الاستثمارية فقط.
أهمية تجعل أيضا الملتقى مرشحا لأن يصبح علامة مسجلة لأبوظبي، لا سيما في ضوء الشهرة التي يحظى بها، وهذا ما تفسره مشاركة كبار الخبراء وصناع السياسات فيه.
جانب آخر لا يقل أهمية عن سابقيه، وهو أن مخرجات الملتقى يمكن أن تشكل أداة عمل بالنسبة للإمارات، واستنتاجات بوسعها أن تساعد صناع القرار في البلاد على تبني رؤية واضحة، وتقدير المواقف بما يقود في النهاية نحو تحديد السياسات، خصوصا منها السياسة الدولية.
aXA6IDMuMTI4LjE5OC45MCA= جزيرة ام اند امز