انتخابات رابعة في غضون عامين.. نتنياهو يواجه تحديات جديدة
تتجه إسرائيل إلى انتخابات تشريعية مبكرة ستكون الرابعة في أقل من عامين، عقب حل الكنيست نفسه، بعد فشل الحكومة في التوصل لاتفاق بشأن الميزانية.
الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في مارس/ آذار المقبل، جاءت بعد رفض النواب إقرار مشروع حل وسط بشأن الموازنة العامة، ويواجه فيها رئيس الوزراء الأطول بقاء في السلطة تحديات جديدة.
وأصدر الكنيست الإسرائيلي بيانا جاء فيه: "لم يتم تقديم ميزانية الدولة، وتم حل الكنيست، وفقًا للقانون، ستُجرى انتخابات الكنيست الـ24 بعد 90 يومًا، أي يوم الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021".
وقال رئيس الكنيست ياريف ليفين في الجلسة العامة للكنيست: "نحن بصدد حملة انتخابية صعبة، أدعو إلى تجنب تصعيد التوتر، والقيام بكل ما هو ممكن حتى تجرى الحملة الانتخابية، وتنتهي بطريقة منظمة ودون مظاهر عنف".
وفشل التوصل لاتفاق بشأن ميزانية الدولة، لم يكن ناجما عن خلاف بين الحكومة والمعارضة، بل بين الشركاء في حكومة "الوحدة والطوارئ" التي شكلها في مايو/آيار الماضي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومنافسه السابق في الانتخابات الوسطي بيني جانتس، ومنذ أسابيع تسير هذه الحكومة الائتلافية المترنحة على طريق الانهيار.
وأصر جانتس على وجوب إقرار ميزانية الدولة لعامين، وليس لعام واحد فقط، بدعوى أن إسرائيل تحتاج إلى الاستقرار بعدما شهدت أسوأ أزمة سياسية في تاريخها والدمار الذي لحق باقتصادها بسبب وباء كوفيد-19.
لكن نتنياهو رفض المصادقة على ميزانية 2021، في خطوة اعتبرها معارضوه أنها تكتيك سياسي مكشوف يرمي لإبقاء التحالف غير مستقر، ما يسهل عليه إسقاط الحكومة قبل أن يضطر لتسليم السلطة إلى جانتس.
وفشلت فجر الثلاثاء في الكنيست محاولة للتوصل إلى حل وسط طرحه تحالف أزرق أبيض بهدف كسب المزيد من الوقت، ونصت المبادرة على تأجيل الموعد النهائي للموافقة على الميزانية إلى الخامس من يناير/ كانون الثاني المقبل.
لكنّ النواب صوتوا بأغلبية 49 صوتاً مقابل 47 ضد هذه المبادرة.
نتنياهو يتعهد بالفوز
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان مساء الثلاثاء: "لم يكن الليكود يريد انتخابات وصوتنا مرارا وتكرارا ضدها"، بينما وعد بالفعل بأن حزبه سيفوز في تلك الانتخابات.
واتهم وزير الدفاع بيني جانتس، رئيس الوزراء باتخاذ قرارات سياسية بهدف محاولة تفادي الإدانة، حيث يواجه نتنياهو اتهامات بالاحتيال وتلقي رشى وخيانة الأمانة.
وكتب حزب أزرق أبيض الذي يتزعمه جانتس عبر تويتر: "إذا لم تكن هناك محاكمة لكانت هناك ميزانية ولم تكن هناك انتخابات".
ويوجد في إسرائيل نظام تمثيل نسبي، مما يعني أن الناخبين يختارون من بين عشرات الأحزاب، وأي حزب يتجاوز عتبة 3.25% من الأصوات يدخل الكنيست.
وعادة ما يكلف الرئيس رئيس الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات بتشكيل ائتلاف، ويجب أن يحصل الشخص المكلف بتشكيل الحكومة على أغلبية 61 من إجمالي 120 مقعدا.
وفشل كل من جانتس ونتنياهو في تحقيق ذلك إلى أن أدت أزمة فيروس كورونا بعد الانتخابات الثالثة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية على مضض في النهاية، لكن الوحدة كانت بعيدة كل البعد عن واقع التحالف المضطرب الذي صمد بالكاد سبعة أشهر.
وتبدأ حملة الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية الرابعة خلال عامين، في حين يواجه نتنياهو غضبا شعبيا بسبب النهج الذي اتبعه في التصدي لأزمة كورونا، واتهامات جنائية بالفساد موجهة له بساحات القضاء.
وسيواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاء في السلطة منافسا جديدا من تيار اليمين وهو جدعون ساعر، المنشق عن حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو.
وكان استطلاع للرأي العام نشرته الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، أشار إلى تقدم حزب "الليكود" في الانتخابات المقبلة، ولكنه سيجد صعوبة نظرا لقوة خصومه من اليمين الإسرائيلي.
الاستطلاع توقع حصول "الليكود" على 28 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، فيما توقع حصول حزب "أمل جديد" اليميني برئاسة جدعون ساعر، منافس نتنياهو، على 20 مقعدا، وتحالف "يمينا" اليميني برئاسة وزير الدفاع السابق نفتالي بينيت على 15 مقعدا.
ويحل حزب "هناك مستقبل" المعارض رابعا بحصوله على 13 مقعدا فيما تحصل القائمة العربية المشتركة على 11 مقعدا، أما حزب "أزرق أبيض" برئاسة جانتس فينخفض إلى 6 مقاعد، بحسب الاستطلاع.