"الصناعة 4.0".. حلول الثورة الصناعية الرابعة واقع إماراتي
أشاد مسؤولون وكيانات صناعية ببرنامج "الصناعة 4.0" المصمم لتحفيز تبني حلول الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات.
برنامج "الصناعة 4.0" يستهدف إنشاء اقتصاد قائم على المعرفة قادر على مواكبة النمو والتقدم والازدهار .
واعتبروا أن البرنامج مبادرة طموحة ستساعد على رسم مسارات جديدة للتعاون بين قطاع الصناعة وصنّاع القرار، وتوقعوا أن يشهد قطاع الصناعة دفعة كبيرة للأمام خاصة مع تمكين المزيد من مشاريع الثورة الصناعية الرابعة، وتسريع التحول الرقمي على مستوى الإمارات.
ولفتوا بصفة خاصة إلى القطاع الصناعي الذي سيتمكن من تحقيق فوائد هائلة وطويلة الأمد بفضل تبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.
وكانت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وقعت مذكرات تفاهم مع 13 كياناً صناعياً ستشكل "شبكة رواد الصناعة 4.0" إلى جانب دوائر التنمية الاقتصادية في أبوظبي ودبي وعجمان وذلك للبدء في الخطوات التنفيذية لبرنامج تبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة الذي تم الإعلان عنه ضمن "مشاريع الخمسين" تحت اسم "الصناعة 4.0".
وتم توقيع مذكرة التفاهم بحضور الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وسارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة.
وأكد عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد أن الإمارات دولة سبّاقة في اعتماد التشريعات التي تتناول القطاعات المستقبلية، وكذلك في خلق بيئة عمل تشجّع تطوير الأفكار المبتكرة.
وقال: "اليوم أصبحت تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة عنصرا بالغ الأهمية للتنمية المستدامة لاقتصاد الإمارات، خاصة ونحن نقف على عتبة تحوّل شامل لا عودة عنه نحو اقتصاد قائم على المعرفة يعتمد الأدوات التكنولوجية الحديثة من البلوكتشين إلى الذكاء الاصطناعي والتصنيع بالإضافة وصولا إلى استخدام التكنولوجيا في الزراعة، وهذا التحول يسير بسرعة غير مسبوقة.. لدى دولة الإمارات الفرصة لتكون رائدة أيضا في عملية التحوّل الاقتصادي هذه من خلال تبني برامج متقدمة مثل الصناعة 4.0".
- الإمارات تناقش مستقبل النظام المالي في إكسبو دبي
- الدرهم الإماراتي عملة دولية.. "المركزي" يكشف طموحات "الخمسين"
من جانبها، قالت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة: إن دولة الإمارات تحتفل بخمسين عاماً حافلة بالإنجازات العظيمة، وأحدثها برنامج "الصناعة 4.0" الخاص بنشر تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في القطاع الصناعي وإذا ما نظرنا إلى العقود الخمسة الماضية، نرى إنجازاً وطنياً آخر يتمثل في القفزات الكبيرة التي حققناها على صعيد الأمن الغذائي.
وأضافت: "تشكّل التكنولوجيا المتقدمة جوهر المبادرات المستدامة لدولة الإمارات، والتي تشمل البيوت الزجاجية التي يتم التحكم بمناخها ومنشآت تربية الأحياء المائية والمزارع العمودية، وكلها تحافظ على أثمن مواردنا – وهي المياه. ومع تزايد الاعتماد على استراتيجيات البرنامج الوطني لتبني التكنولوجيا المتقدمة في الصناعة، يمكننا أن نتطلع إلى 50 عاماً أخرى تتسم بالمزيد من الإنتاجية في مبادرات الزراعة المبتكرة والزراعة الذكية والأمن الغذائي القائم على التكنولوجيا".
ومن جانبها، قالت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب: "ستشكل قدرات الجيل القادم القوة الدافعة لدولتنا على مدى الخمسين سنة المقبلة. إن تزويد شبابنا بمهارات الثورة الصناعية الرابعة، وبناء عقلية تركز على النمو لتعظيم إمكاناتهم، عنصران ضروريان للتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في الإمارات، ويأتي برنامج الثورة الصناعية الرابعة ليوفر خارطة طريق واضحة لمساعدتنا على تحقيق ذلك".
وأكد عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد "أن اعتماد واستخدام التكنولوجيا المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة مفتاح استعداد دولتنا للتكيف مع عالمنا سريع التطور، ودليل على قدرتنا على القيام بدور ريادي في رسم ملامح الصناعات والمشاريع التي ستصوغ المستقبل. في هذا الإطار، يقدم برنامج الثورة الصناعية الرابعة قوة دفع جديدة لمساعي دولة الإمارات الرامية إلى دعم الصناعات والأفكار الرائدة".
وقال أحمد علي الصايغ، وزير الدولة ورئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي: إن التحول الرقمي ليس هدفاً استراتيجياً لدولة الإمارات فحسب، بقدر ما يشكل ضرورة اقتصادية واجتماعية ويعكس برنامج الثورة الصناعية الرابعة تلك الضرورة عبر إعداد خطة شاملة لتبني وتعميم وتطوير التكنولوجيا المتقدمة ضمن مجموعة من المجالات ذات الأولوية لمستقبل اقتصاد الإمارات. ويجب علينا جميعاً العمل لضمان نجاح البرنامج.
وتابع عمر غباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية، قائلا: "أصبحت التكنولوجيا جزءا حيوياً من حياتنا اليومية، وباتت متاحة ومتوفرة بشكل أكبر للجميع، مع دمجها بشكل أكثر سلاسة من أي وقت مضى وبفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد والحوسبة السحابية والتقنيات اللاسلكية المتقدمة باتت العوالم الرقمية والبيولوجية والمادية مترابطة بطرق جديدة ومثيرة".
وأضاف أن "إطلاق برنامج الثورة الصناعية الرابعة التزام دولة الإمارات تجاه تلك الثورة، وكذلك تجاه عصر الابتكار والفرص الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة الذي نتج عنها".
وترى شركة "الإمارات العالمية للألمنيوم" أن التحوّل في عملياتها وأنشطتها التجارية من خلال برنامج الثورة الصناعية الرابعة /الصناعة 4.0/ جزء محوري من جهود الحفاظ على تنافسيتها العالمية وتعزيزها بصفتها أكبر منتج للألمنيوم عالي الجودة في العالم.
وأكدت أن الدعم الذي تقدمه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لصالح برنامج الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقه على المستوى الوطني سيساهم في تعزيز جميع شركات التصنيع بالإمارات وترسيخ التقدم الذي يتم إحرازه في هذه المسيرة الوطنية.
من جهتها، قالت "سيمنز": تتمحور أولوياتنا الاستراتيجية حول أربعة محاور هي أولاً الأثر على العملاء، إذ نتوقع احتياجات عملائنا قبل حتى معرفتهم هم بها. ثانياً التمكين، وهذا يعني دفع وتيرة التقدم من خلال تمكين عملائنا وشركائنا وموظفينا، وثالثاً التكنولوجيا الهادفة.
وهذا يعني أن التكنولوجيا المبتكرة كانت وستبقى في صميم عمل سيمنز كما هو الحال على مدار أكثر من 170 عاماً، شكلت خلالها التكنولوجيا المتقدمة أهم عناصر المستقبل الذي نبنيه، ورابعاً عقلية النمو، أي أننا ملتزمون ببناء المستقبل من خلال التعلم والانفتاح على التغيير.
وترى "هانيويل" أن هذه المبادرة الجديدة الطموحة ستساعد في رسم مسارات جديدة للتعاون بين قطاع الصناعة وصنّاع القرار، وستمكّن القطاعين العام والخاص من تحقيق الاستفادة الكاملة من حلول الثورة الصناعية الرابعة عبر تبنيها في كافة مفاصل القطاع الصناعي.
تعاون وثيق بين القطاعين العام والخاص
وقالت "أدنوك" إن الحصول على فوائد الثورة الصناعية الرابعة يتطلب تعاوناً وثيقا بين القطاعين العام والخاص والعمل الجدي على تطوير أفضل المواهب في القطاعين والاستفادة منها.
وتتيح "شبكة رواد الصناعة" نشر أفضل تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة بما يصب في صالح اقتصاد الإمارات، كما نتطلع إلى وضع مشاركتنا فيها في إطار خدمة أجندتنا الطموحة للاستدامة، وتحقيق نتائج إيجابية بالسرعة التي يحتاجها العالم وينتظرها.
بدورها قالت "ساب" إن حلول التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء تقدم فوائد كبيرة للاقتصاد الوطني والصناعة المحلية، ولكن الاستفادة المثلى من تلك الحلول تتطلب توفر ثلاثة شروط هي المعرفة التقنية العميقة، والبنية التحتية المتينة والحديثة، وبيئة الأعمال والابتكار التي يمكنها أن تكون مختبرا علمياً يعمل في ظل التعاون بين جميع الأطراف ضمن المنظومة.
وأكدت أنه من خلال "شبكة رواد الصناعة" وخطط الشراكة التي رسمتها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة عبر برنامج الثورة الصناعية الرابعة، سنشهد دفعاً كبيراً لعجلة نمو قطاع الصناعة، مع تمكين المزيد من مشاريع الثورة الصناعية الرابعة، وتسريع التحول الرقمي على مستوى الإمارات.
من جهتها قالت "يونيليفر": "انطلاقا من تجربتنا كشركة تعتمد معايير الاستدامة وتؤمن بأهمية التحول التكنولوجي لدفع عجلة النمو، فإننا على ثقة تامة بأن اقتصاد دولة الإمارات وقطاعها الصناعي تحديداً سيتمكنان من تحقيق فوائد هائلة وطويلة الأمد بفضل تبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة. تجمعنا مع دولة الإمارات نظرة مشتركة تطمح لمستقبل مستدام مبني على استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز البيئة وتحسين سلامة كل من يقيم ويعمل في هذا المجتمع الشاب والنابض بالحياة".
واعتبرت "مايكروسوفت" إطلاق العنان للإمكانيات الاجتماعية والاقتصادية لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة لن يتحقق دون تعميق التعاون بين القطاعين العام والخاص منوهة بأن برنامج الثورة الصناعية الرابعة في الإمارات يركز على ذلك.
وقالت "يمكننا - عبر الاستفادة من إمكانات الثورة الصناعية الرابعة - العمل معاً لمعالجة مجموعة القضايا الأكثر أهمية في العالم، مثل غياب المساواة والتغيّر المناخي، لضمان مستقبل أفضل لأهم مورد في العالم، أي الشباب".
وقالت "شنايدر إليكتريك" إنها تلتزم بتسريع الابتكار الرقمي والمبادرة إلى العمل من أجل الاستجابة للأولويات الملحّة وتحويلها إلى إنجازات على أرض الواقع ومن هذا المنطلق نتطلع إلى برنامج الثورة الصناعية الرابعة الذي تقوده وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والذي يهدف إلى تسريع إزالة الكربون من الصناعة وتحفيز نمو التصنيع المتقدم.
الحلول التكنولوجية
وقالت "سيسكو": "تهدف الثورة الصناعية الرابعة إلى تزويد البشر بالحلول التكنولوجية الكفيلة بتغيير أسلوب عيشهم وعملهم، إلى جانب أن الابتكار الرقمي اليوم بات عاملاً مهماً لضمان المساواة الاجتماعية والاقتصادية.
وتابعت من هذا المنطلق، نرحب ببرنامج الثورة الصناعية الرابعة لوزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الذي سيبني على رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لإنشاء اقتصاد قائم على المعرفة وقادر على مواكبة النمو والتقدم والازدهار على مدى الخمسين عاماً المقبلة".
واعتبرت "أفيفا" أن التسريع الرقمي سيكون عاملا ممكّناً للمصنّعين عبر توفير أساليب أكثر ذكاءً لممارسة الأعمال وتقديم قيمة مضافة وتأثير هائلين.. وقالت إن برنامج الثورة الصناعية الرابعة سيشكل خريطة طريق شاملة وكاملة نحو الابتكار الصناعي، ومن خلال "شبكة رواد الصناعة" سيتم الجمع بين أعظم العقول في قطاعات الحكومة والأعمال والأوساط الأكاديمية".. نرحب بإعلان اليوم ونتطلع إلى المساهمة في هذا المسعى المهم لدفع عجلة النمو في كل أنحاء المنطقة".
وتؤكد" إريكسون" على الدور المهم الذي ستؤديه التكنولوجيا وشبكات الاتصالات من الجيل الخامس في دفع الثورة الصناعية الرابعة والتوصل إلى عالم رقمي ومتصل بالكامل.
واعتبرت هذه الشراكة من خلال "شبكة رواد الصناعة" شهادة على التزامها ببرنامج الثورة الصناعية الرابعة الذي أطلقته الوزارة مؤخراً.. وقالت "نثق بأن هذا البرنامج سيحقق فوائد كبيرة ضمن قطاع الاتصالات وسيساعد على رقمنة القطاعات الأخرى، ونحن من جانبنا نتطلع إلى المشاركة في هذه الرحلة المثيرة".
من جهتها، قالت "إيدج" إن قطاع الدفاع كان من أوائل القطاعات التي تبنت تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة ويسعدنا تنفيذ تلك الحلول الآن على نطاق أوسع. سيدعم برنامج الثورة الصناعية الرابعة تطوير وتصنيع منصات دفاعية متقدمة تساعد على ضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط على المدى البعيد، وتعزز القطاعات الفرعية المرتبطة بالدفاع وتخلق وظائف عالية القيمة تتطلب عمالة ماهرة.
نقلة جديدة
وأشادت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي من جهتها برؤية القيادة الرشيدة أن الاقتصاد الرائد يحتاج للعمل المستمر والتطوير المتواصل للمحافظة على ريادته.
وقالت: "إننا من هذا المنطلق نعتبر أن خطوة إنشاء "شبكة رواد الصناعة" تمثل نقلة جديدة نحو تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية للدولة من خلال منصة منسّقة وشاملة تهدف لدعم إمكانيات الثورة الصناعية الرابعة، والتي من شأنها تحسين الصناعات القائمة وإنشاء صناعات جديدة تماماً، خصوصاً في قطاعات مثل الأمن الغذائي والمائي، وتنمية المدن الذكية والتنقل".
من ناحيتها قالت دائرة التنمية الاقتصادية في دبي: "نسعى عبر هذه الشراكة للمساهمة في تشكيل ملامح مستقبل التصنيع والإنتاج المتقدم في الإمارات ونلتزم بتنمية قطاع الصناعة في دبي عن طريق تسريع اعتماد تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة عبر سلسلة القيمة الصناعية محلياً، ورفع قدرتها التنافسية وزيادة صادراتها حول العالم".
وأكدت دائرة التنمية الاقتصادية في عجمان أن الثورة الصناعية الرابعة تساهم في تطوير العمليات الإنتاجية والأنظمة المادية إلى مستويات لم يكن بالإمكان تصورها سابقاً، وذلك من خلال دمج البيانات على مستوى العمليات والمشاريع، وتحسين ودورة حياة المنتجات.
واعتبرت أن برنامج "شبكة رواد الصناعة" يشكل مسارا واضحا يوفر الاستثمار والتدريب وتبادل المعرفة، ويمكنه المساعدة على إطلاق موجة جديدة من الابتكارات والفرص الصناعية. لقد حان وقت ترجمة مفاهيم وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة إلى قيمة مضافة جديدة لدولتنا وللأسواق المحيطة بنا.