تأمين الأعياد في فرنسا.. تهديدات إرهابية وقلق من نفوذ الإخوان
مع استعداد فرنسا للاحتفال بعيد الميلاد وعيد "حانوكا" اليهودي، تصاعدت مخاوف أمنية من تهديدات إرهابية وصفها وزير الداخلية لوران نونيز بأنها "مرتفعة جدًا".
وتتخذ الحكومة الفرنسية إجراءات مشددة لتأمين دور العبادة وأماكن التجمع، وسط تحذيرات من نشاط تنظيمات متشددة، بينها شبكات مرتبطة فكريًا بجماعة الإخوان، التي تتهمها السلطات بمحاولة استغلال الأعياد لإحداث فوضى أو أعمال عنف.
منسوب الخطر مرتفع
وطالب وزير الداخلية الفرنسي، لوران نونيز، المحافظين بتعزيز الإجراءات الأمنية حول دور العبادة والتجمعات الدينية، مع اقتراب الأعياد المسيحية لنهاية العام وعيد "حانوكا" الممتد من 14 إلى 22 ديسمبر/كانون الأول.
ودعا الوزير إلى "الحفاظ على أعلى درجات اليقظة" و"تعزيز تدابير تأمين الشعائر الدينية"، تحسبًا لأي هجمات محتملة، بحسب موقع "ميديا بارت" الفرنسي.
وفي برقية رسمية مؤرخة الجمعة، شدد نونيز على "المستوى المرتفع جدًا للتهديد الإرهابي"، مشيرًا إلى "الأحداث الأخيرة في عدد من دور العبادة، بما في ذلك الحرائق والأضرار وأعمال التخريب".
وأضاف أن هذا الوضع "يفرض الحفاظ على قدر بالغ من الانتباه تجاه الفعاليات والأماكن ذات الطابع الديني".
استنفار
وفي غضون ذلك، دعا الوزير المحافظين إلى توخي الحذر حول أسواق عيد الميلاد، حيث تمثل هذه الأماكن أهدافًا محتملة للهجمات الإرهابية. كما شدد على ضرورة تعزيز قدرات أجهزة الاستخبارات، مع تعبئة الموارد لرصد التهديدات "والوقاية منها، وعند الاقتضاء، إحباطها".
وأكد أيضًا أهمية وجود قوات الأمن بشكل ردعي، واستخدام المراقبة بالفيديو كوسيلة لمتابعة أي نشاط مشبوه، وفقًا لصحيفة "لوموند" الفرنسية.
تهديد إخواني
ويرى خبراء فرنسيون أن جماعات مرتبطة فكريًا بالإخوان تشكل جزءًا من التحديات التي تواجه الدولة الفرنسية، لا سيما في أوقات الأعياد التي تشهد تجمعات دينية كبيرة.
وهذه التنظيمات، بحسب تقارير أمنية فرنسية، تحاول استغلال الفضاء الجمعياتي والديني لفرض أجندات سياسية خفية، ما يزيد من تعقيد المهام الأمنية.
بدوره، قال الخبير الأمني الفرنسي هوجو ميشيرون، المتخصص في شؤون الإرهاب والمحاضر في جامعة باريس–آساس، لـ"العين الإخبارية"، إن "فرنسا تواجه تهديدات متعددة الأبعاد خلال الأعياد، تشمل الهجمات التقليدية إلى جانب محاولات التغلغل الفكري والتنظيمي لجماعات الإخوان".
وأضاف: "الحفاظ على أمن دور العبادة والمواقع العامة يتطلب استراتيجية متكاملة تجمع بين المراقبة الأمنية، والاستخبارات الدقيقة، والتوعية المجتمعية لمواجهة أي أعمال إرهابية محتملة".
وشدد على أن "الرهان الحقيقي يتمثل في منع تحويل الرمزية الدينية للأعياد إلى أداة للترهيب أو زعزعة الشعور بالأمن داخل المجتمع الفرنسي".
من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية الفرنسي فريدريك بيشون لـ"العين الإخبارية" إن التهديد الإرهابي المرتبط بتنظيمات الإخوان في فرنسا يعكس تحديًا مزدوجًا: أمنيًا وفكريًا.
وأضاف بيشون أن هذه الجماعات لا تكتفي بالتحريض المباشر، بل تسعى إلى بناء شبكات اجتماعية ودينية يمكن أن تُستغل في أي وقت لأهداف عنف أو تخريب.
وتابع: "الاستراتيجية الفرنسية يجب أن توازن بين الردع الأمني وحماية الحريات الدينية، مع التركيز على العمل الوقائي والتنسيق مع المجتمعات المحلية لتجنب تأجيج التوترات".
استراتيجية شاملة
وأشار بيشون إلى أن تهديدات الأعياد تتطلب استنفارًا مستمرًا لا يقتصر على الإجراءات الأمنية التقليدية، موضحًا أن هذه الاستراتيجيات تشمل تعزيز وجود قوات الأمن حول الكنائس والمعابد اليهودية، واستخدام كاميرات المراقبة، وتحليل البيانات الاستخباراتية، وبرامج توعية وتحسيس للمجتمعات الدينية لتجنب استغلال الجماعات المتطرفة.
وتابع: "كما تتطلب تنسيقًا دائمًا بين الشرطة والجيش وأجهزة الاستخبارات المحلية والدولية لمواجهة أي تهديدات إرهابية محتملة"، مشيرًا إلى أنه "في ظل استمرار هذه التهديدات، تؤكد فرنسا على التوازن الدقيق بين حماية الأمن العام والحفاظ على الحريات الدينية، خاصة خلال الأعياد التي تشهد تجمعات كثيفة، ما يجعل التحدي الأمني متجددًا ومستمرًا في مواجهة النفوذ الإخواني والإرهاب".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز