غروب شمس فرنسا في بوركينا فاسو.. إيقاف اتفاق الـ62 عاما
بعد أسابيع من طلبها سحب القوات الفرنسية، أعلنت بوركينا فاسو وقف العمل بـ"اتفاق المساعدة العسكرية" الموقع عام 1961 مع فرنسا.
وفي رسالة وجهتها وزارة الخارجية في بوركينا فاسو إلى باريس بتاريخ الثلاثاء، أعلنت واغادوغو "وقف العمل باتفاق المساعدة العسكرية المبرم في باريس في 24 أبريل/نيسان 1961 بين جمهورية فولتا العليا (الاسم السابق لبوركينا فاسو) والجمهورية الفرنسية".
وتمنح بوركينا "فترة شهر واحد" بعد استلام هذه الرسالة من أجل "مغادرة جميع الجنود الفرنسيين العاملين في الإدارات العسكرية في بوركينا فاسو بشكل نهائي".
وفي 18 يناير/كانون الثاني، طالبت السلطات في واغادوغو القوات الفرنسية بمغادرة أراضيها في غضون شهر.
احتجاجات غاضبة
وتواجه فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، احتجاجات على وجودها في بوركينا فاسو منذ أشهر عدة، فيما أعربت سلطات بوركينا فاسو أخيرا عن رغبتها في تنويع شراكاتها، خصوصا في محاربة الإرهاب الذي يمزّق البلاد منذ العام 2015.
ومن الجهات التي تبحث واغادوغو في إقامة شراكة معها، تطرح بانتظام مسألة تقارب محتمل مع روسيا.
وتعاني بوركينا فاسو، خصوصاً النصف الشمالي منها، بشكل متكرّر ومتزايد من هجمات "إرهابية" مرتبطة بتنظيمي "القاعدة" و"داعش"، اسفرت عن مقتل الآلاف وأجبرت حوالى مليوني شخص على الفرار من منازلهم.
تحسين الأمن
وفي سياق منفصل، تجمّع آلاف من المتظاهرين الأربعاء في دياباغا عاصمة إقليم تابوا الشرقي، للمطالبة بتحسين الأمن.
وجاءت التظاهرة بسبب هجوم على قرية مجاورة الأحد، فيما قال سكّان محليون ومصدر أمني إنّه أودى بحياة ثلاثة أشخاص.
واتهم المتظاهرون الحكومة بعدم التصرّف، مشيرين إلى أنّ القوات الأمنية تخلّت عن المنطقة قبل الهجوم.
وقال المتظاهر عيسى لانكواندي "لا يمكن تركنا تحت رحمة جحافل الإرهابيين".
رسالة فرنسية
وكانت فرنسا طلبت من مواطنيها في بوركينا فاسو توخي الحذر خصوصا في أيام الجمعة حينما تشهد البلاد بشكل متكرر تجمعات منتقدة للسياسات الفرنسية.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية في بيان صدر الأسبوع الماضي: "لا تسافروا إلا في حالة الضرورة القصوى وابتعدوا عن المسيرات (المناهضة لفرنسا) في واجادوجو وأجزاء أخرى من البلاد" وكررت تحذيرا من السفر إلى هناك.
وفي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت الوزارة إن خطر التعرض للاختطاف مرتفع في بوركينا فاسو.
وتدهورت العلاقات مع فرنسا بوتيرة سريعة بعد انقلاب عسكري في بوركينا فاسو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وفي يناير/كانون الثاني، أمهلت بوركينا فاسو فرنسا شهرا لسحب قواتها إذ ألغت اتفاقا عسكريا يسمح للقوات الفرنسية بقتال مسلحين على أراضيها
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4yMjUg
جزيرة ام اند امز