الرياض- باريس- القاهرة.. رسائل محطات الحريري الخارجية
3 رسائل حملتها زيارات رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري لفرنسا ثم مصر، من بينها صياغة رؤية مشتركة مع الحلفاء
بعد زيارة إلى فرنسا تابعها اللبنانيون بشغف، توجه رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري إلي القاهرة، الثلاثاء، قبل أن يعود إلى لبنان للمشاركة في احتفالات عيد استقلال بلاده، فما هي الرسائل التي يرغب الحريري في إيصالها من خلال تلك الزيارات؟
وأثارت الاستقالة المفاجئة للحريري، والتي أعلنها يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، لرفض التدخل الإيراني في المنطقة وخاصة بلاده، حالة من الدهشة والاستغراب بين اللبنانيين.
عقب إعلان الاستقالة من الرياض، توالت التقارير الإعلامية تباعا للوقوف على كواليسها، لتزعم تقارير مغرضة مكذوبة أن رئيس الوزراء المستقيل "محتجز" في السعودية، خاصة مع تبني الرئيس ميشال عون ومليشيا "حزب الله" وجهة النظر تلك.
الحريري بدوره، رد على تلك الادعاءات المثيرة للسخرية في أكثر من مناسبة إنه "حر طليق"، مؤكدا خلال المقابلة التي أجرتها معه الإعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان أنه عائد قريبا إلى بلاده.
3 رسائل
زيارة الحريري لفرنسا ثم الانطلاق منها إلى مصر كان تأكيدا لحريته، في أحد أهم الرسائل التي أراد إرسالها، فضلا عن صياغة رؤية مشتركة مع الحلفاء حول الحفاظ على شكل نظام الحكم اللبناني بما يمنع زعزعة للاستقرار والأمن الداخلي، بالإضافة إلى تحجيم نفوذ إيران وحزب الله، بحسب محللون تواصلت معهم "بوابة العين" الإخبارية.
وفي هذا السياق، يقول مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، إن هناك توافق بين عدد من الدول الإقليمية والدولية على تجحيم نفوذ إيران ومليشيا حزب الله بعد تدخلهم في سوريا واليمن بما يؤدي للفوضى في تلك البلدان.
وكان من بين تلك الدول، كما أشار غباشي، فرنسا وأمريكا ومصر والسعودية، مضيفا أن استقالة أتت تعبيرا عن طفح الكيل من ممارسات حزب الله في الداخل والخارج.
نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية أوضح أن اختيار الحريري القاهرة كمحطة ثانية في جولته الخارجية لم يأت اعتباطا، وإنما من منطلق إيجاد رؤية مشتركة بين الحلفاء لحلحة الوضع اللبناني بما يحفظ شكل نظام الحكم والمؤسسات اللبنانية.
وحول كيفية حلحلة الأزمة اللبنانية مع تحجيم "حزب الله"، توقع غباشي أن يتم إجراء اتصالات وإطلاق حوارات وتفاهمات حول الخطوات التي ينبغي اتخاذها ضد ميلشيا "حزب الله".
ولفت غباشي إلى أن زيارات الحريري كان أحد مغزاها الرئيسية نفي أي تصريحات بكونه "محتجزا"، مضيفا أن وجود رئيس الوزراء المستقيل في السعودية ليس غريبا خاصة وأنه يحمل الجنسية السعودية.
من جانبه، أوضح سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن زيارة الحريري إلى مصر تعكس رسالة هامة تبعثها القاهرة للبنانيين بأنها مهتمة بدواعي تلك الاستقالة، وأن بيروت لا تقف وحدها في هذا المأزق.
وتابع اللاوندي أنه رغم تصريح الرئيس المصري أن بلاده لن تكون طرفا في حرب ضد إيران أو "حزب الله"، إلا أن مصر تستطيع أن تؤدي دورا دبلوماسيا مهما.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال منذ أسبوعين، على هامش منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، إن بلاده ترفض التدخل العسكري ضد إيران وحزب الله، مشددا على ضرورة حل الأزمات الإقليمية عبر الحوار.
وعن الخطوات المتوقع اتخاذها ضد إيران ومليشيا حزب الله، توقع اللاوندي أن يتم اتخاذ خطوات من قبل الدول الإقليمية على رأسها السعودية ومصر لكن بعد أن يعود الحريري للبنان.