"إضرابات 5 ديسمبر" تتوعد الاقتصاد الفرنسي بالشلل
تشهد فرنسا حاليا حالة تعبئة واسعة تحسبا للإضراب الذي وصف بأنه الأضخم في تاريخ البلاد ويشمل عدة قطاعات حيوية في البلاد
قالت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، اليوم إن قطاعات حيوية في فرنسا ستتوقف عن العمل الخميس المقبل، على خلفية دعوات الإضراب التي أطلقتها النقابات العمالية الرافضة لقانون إصلاح نظام المعاشات التقاعدية.
وتشهد فرنسا حاليا حالة تعبئة واسعة تحسبا للإضراب الذي وصف بأنه الأضخم في تاريخ البلاد ويشمل قطاعات مهمة احتجاجاً على سياسات الإصلاح التي تتخذها الحكومة.
فقد أعلنت عدة قطاعات تعليق أنشطتها في مقدمتها السكك الحديدية، ومترو الأنفاق، والمعلمون، والمحامون، والمستشفيات، والطاقة، والقضاء، والشرطة، وعمال النظافة، ومن كل الاتجاهات الأيديولوجية، على رأسهم نشطاء حركة "السترات الصفراء"، وبدعم من حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف).
وذكرت صحيفة "لوباريزيان" أنه من بين القطاعات الأكثر تأثيراً شركة مترو الأنفاق الفرنسية، التي تلقت دعوات لوقف العمل من قبل النقابات، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يتوقف الملايين من الموظفين في فرنسا عن العمل خلال الإضراب المقرر لرفض إصلاح المعاشات التقاعدية.
- عدد قياسي للسياح بفنادق فرنسا رغم احتجاجات "السترات الصفراء"
- فرنسا تعترف: 5.7 مليار دولار خسائر الاقتصاد بسبب احتجاجات "الصفراء"
وأطلق مبادرة الإضراب "الاتحاد العام للعمال في فرنسا، والقوة العاملة الفرنسية، والاتحاد النقابي الوحدوي، المعني بالمهن التعليمية"، وانضم إليها العاملون في عدة قطاعات حيوية فرنسية، منها المترو، والقطارات، والحافلات، والمدارس، وجمع القمامة، والمحامون والعاملون في القضاء".
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب إجراء اجتماع طارئ لبحث الاستعدادات الخاصة بمواجهة الإضراب ومحاولة إقناع النقابات المترددة بعدم مشاركتها، بحسب محطة "إل.سي.إي" الفرنسية.
مشروع القانون المثير للجدل
وفيما يتعلق بمشروع القانون المثير للجدل الذي يطلق عليه قانون "ديلوفوا"، فهو مشروع قانون تقدم به وزير فرنسي سابق جون بول ديلوفوا، ويتضمن إصلاح قانون المعاشات التقاعدية، وينص على إنشاء نظام اشتراكي اجتماعي بالنقاط للحلول محل الاشتراكات السنوية، فضلاً عن رفع سن التقاعد الكامل من 62 إلى 64، مع الإبقاء على السن القانونية 62 لكن يحصل المتقاعد على معاش أقل، ويتم تخييره ما بين الانتظار للسن القانوني أو الحصول على معاش غير مكتمل.
شبكة النقل
ووعدت نقابات هيئة النقل المستقلة في باريس، بتعبئة أكثر قوة من إضرابات 13 سبتمبر/أيلول الماضي، التي كانت قد توقفت تقريباً جميع وسائل النقل عن باريس فيها، لكن هذه المرة، يطالبون بإضراب "غير محدود"، بحسب صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية.
وقال نائب الأمين العام لهيئة النقل المستقلة في باريس لوران جيبالي، إنه مستعد لإبقاء الإضراب حتى رأس السنة الجديدة، إذا لزم الأمر.
من جانبها، أشارت محطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية إلى أنه وفقاً لنقابة قطاع مترو الأنفاق، فقد قامت النقابة بتدريب المديرين على إجراء العمليات الإدارية الخاصة ومحاولة الحد من آثار الإضراب بتدريب 50 مديرا تنفيذيا لتسيير حركة العمل خلال الإضرابات.
النقابات التمثيلية
إلى ذلك، أطلقت النقابات التمثيلية الثلاث للعاملين بهيئة السكك الحديدية الفرنسية، دعوات لحركة إضراب غير محدودة كما تم تعليق بيع التذاكر خلال هذا اليوم، مهددة الحكومة الفرنسية بإضراب عام ومستمر لحين الوفاء بالتزاماتها والتراجع عن قانون المعاشات الجديد وإجراء إصلاحات في القطاع.
من جانبها، دعا الاتحاد العام للعمال في فرنسا، والقوة العاملة الفرنسية، إلى إضراب لأجل غير مسمى ابتداء من 5 ديسمبر/كانون الأول في النقل البري، على الطرق للمسافرين والبضائع، والمسعفين، وسيارات الأجرة.
في مجال النقل الجوي، أعلنت اتحادات الخطوط الجوية الفرنسية الثلاثة بشكل خاص تضامنها مع الموظفين، لكن لم تدعُ إلى الإضراب، في حين فضلت جميع شركات وسائل النقل الخاصة البديلة، مثل منصات الدراجات والدراجات البخارية الصغيرة، والسيارات الأجرة المشاركة.
التعليم
وفيما يتعلق بقطاع التعليم، تشارك معظم نقابات المعلمين لمرحلة التعليم الأساسي البالغ عددهم في فرنسا نحو 900 ألف معلم، في الإضراب، كما انضمت إليها نقابات المدارس الثانوية للاحتجاج على هشاشة نظام التعليم الثانوي على الطلاب.
ووفق الأمين العام للاتحاد الوحدوي الوطني للمعلمين في فرنسا، فرانسيت بوبينو، فإن ما بين 10 و20٪ من المدارس المعلنة ستبقى مغلقة في الخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وسيكون 60٪ من المعلمين مضربين، موضحة أنه "أمام المدرسين ما يصل إلى 48 ساعة قبل يوم الإضراب لاتخاذ قرار.
وأعلنت نقابة المعلمين في فرنسا استعدادها للمشاركة في حركة الإضرابات الواسعة المقررة، عادّة أنها الخاسر الأكبر من نظام التقاعد الجديد، كما أنهم لا يثقون في الضمانات التي أعلنتها الحكومة الفرنسية، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وأضافت الصحيفة أنه "خلال الاحتجاجات المقررة الخميس المقبل، أعلنت عدة مدارس إغلاقها خلال الإضراب"، موضحة أن النقابات الداعية للإضراب توقعت مشاركة 60% من المعلمين في الإضراب في أنحاء فرنسا.
الطاقة
وفي قطاع الطاقة، أعلنت 3 من النقابات التمثيلية الأربع للعاملين بقطاع الطاقة مشاركتها في الإضراب، بينهم 140 ألف عامل كهرباء وغاز.
الوقود
وفيما يتعلق بقطاع المحروقات، وجهت النقابات العمالية دعوات لإضراب المصافي الفرنسية السبع، ولكنها لم تعلن حتى الآن مشاركتها في الإضراب، ومع ذلك لا يتم استبعاد مشاركتها وتوقف الإنتاج خلال الإضراب.
النفايات
أعلن اتحاد جامعي النفايات وعمال النظافة في فرنسا الحشد في مرسيليا ومونبيلييه، والمشاركة في الإضراب العام.
مصانع السيارات
وفيما يعد قطاع صناعة السيارات القطاع الحيوي في الاقتصاد الفرنسي، دعا اتحاد نقابات العمال، العاملين في شركتي "رينو" و"بيجو" للسيارات إلى المشاركة في الإضراب والتعبئة ضد مشروع قانون المعاشات ومشروع "الاتفاق الثالث" للتنافسية للشركات المصنعة.
المستشفيات
في ظل حركة الإضرابات التي يشهدها القطاع الصحي في فرنسا منذ نحو 8 أشهر، لموظفي أقسام الطوارئ في المستشفيات الفرنسية، أعلنت نقابات أصحاب المستشفيات في فرنسا الانضمام إلى الإضراب العام، ولكن تم تغيير اليوم إلى 10 ديسمبر/كانون الأول.
القضاء
صوت مجلس نقابة المحامين الوطني بتحديد 5 ديسمبر/كانون الأول يوم "موت العدالة"، حيث يريد المحامون الدفاع عن "نظامهم المستقل" الذي يعمل "بشكل مثالي" ولا يكلف الدولة يورو واحدا.
فيما دعت نقابة العاملين بالقضاء ونقابة المحامين في فرنسا، إلى المشاركة في الإضراب خلال اليوم نفسه، للاحتجاج على نظام المعاشات التقاعدية وضد مشروعات الإصلاح التي لن تؤدي إلا إلى إضعاف الخدمة العامة للقضاء.
الشرطة
أطلق تحالف نقابات العاملين بالشرطة ووزارة الداخلية الفرنسية، دعوة للمشاركة في فعاليات 5 ديسمبر/كانون الأول من الساعة 10 صباحا للثالثة ظهراً لجميع دوائر الشرطة.
بدوره، أعلن الأمين العام للتحالف فابيان فانهيمليك إغلاقا رمزيا لمراكز الشرطة، ورفض فتح المحاضر، وتعزيز الضوابط في المطارات والمناطق الحساسة في البلاد، تحسباً لأعمال شغب للمضربين أو اندلاع مظاهرات.
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4xMDcg جزيرة ام اند امز