"المساعدات".. فرنسا تسقط "ورقة النفوذ الأخيرة" ببوركينا فاسو

يبدو أن خريف النفوذ الفرنسي قد لاح في بوركينا فاسو، إذ أجبرت رياح الرفض، باريس، على إسقاط "ورقة النفوذ الأخيرة".

وأعلنت فرنسا تعليق "مساعداتها التنموية" وتلك المتعلقة بدعم الميزانية المخصصة لبوركينا فاسو، بحسب بيان لوزارة الخارجية، الأحد.

•  دمينو الانقلابات.. رياح عكسية تزيح أعلام فرنسا وأمريكا في أفريقيا
•  يوميات فرنسا والنيجر.. رعب "مثلث الموت" و"شبح الإرهاب"

وكانت بوركينا فاسو قد أنهت في يناير/كانون الثاني، اتفاقها العسكري مع فرنسا، والتي سرعان ما سحبت 400 جندي، بينهم 200 من القوات الخاصة.

وجاء تعليق المساعدات الفرنسية، بعد أيام من إعلان بوركينا فاسو ومالي أنهما ستعتبران "أي تدخل عسكري ضد الحكام العسكريين الجدد في النيجر بمثابة إعلان حرب".

وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، قد أمهلت المجلس العسكري في النيجر مدة أسبوع، انتهى الأحد، لإعادة تسليم السلطة للرئيس المنتخب محمد بازوم أو مواجهة تدخل عسكري محتمل.

وأكدت الخارجية الفرنسية، السبت، أنها تدعم بـ"ثبات وحزم" جهود "إيكواس" لإعادة بازوم إلى السلطة، لكنها لم تفصح ما إذا كانت ستشارك في أي حملة عسكرية للمجموعة.

مستقبل الوجود الفرنسي

وكان الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو والنيجر، ألقى بظلاله على مستقبل الوجود الفرنسي، في غرب ووسط أفريقيا.

وكان مشهد احتشاد المتظاهرين داخل سفارة فرنسا وإشعال النيران فيها وتحطيم نوافذها، في بوركينا فاسو وسبقتها مالي، وجميعها مستعمرات سابقة لفرنسا، بمثابة مؤشر على خفوت النفوذ الفرنسي في تلك الدول وبروز رفض شعبي لهذا الوجود.

وحركت الانقلابات الغضب الشعبي ضد فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، التي كانت نصف دول أفريقيا في الماضي مستعمرات أو محميات تابعة لها، والتي يعتبر منتقدوها أنها لم تتخلَّ عن ممتلكاتها السابقة.

وحافظت باريس لعقود من الزمان على علاقات وثيقة، وإن كانت معقدة، مع العديد من المستعمرات السابقة، بما في ذلك الوجود العسكري والتأثير الاقتصادي والاتصال المباشر برؤساء الدول.

وإدراكًا منه للاستياء المتزايد تجاه بلاده، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عند انتخابه عام 2017 بإعادة ضبط العلاقة مع أفريقيا، وزيادة مساعدات التنمية للبلدان للقارة، كما وعد بتقليص الوجود العسكري الفرنسي، لكن منتقديه قالوا إن شيئا لم يتغير على مدار السنوات الماضية.