متحف سرسق من ضحايا انفجار مرفأ بيروت.. فرنسا تمول الترميم
تعهدت فرنسا تمويل ترميم متحف سرسق المتخصص في الفن التشكيلي اللبناني الحديث والمعاصر بعد تعرّضه لأضرار بالغة جرّاء انفجار مرفأ بيروت.
وجاء ذلك التعهد الفرنسي بموجب اتفاق أعلن عنه المتحف العريق والمعهد الفرنسي في بيروت في بيان، الجمعة.
وأفاد البيان بأن وزارة الثقافة الفرنسية وقعت اتفاقاً مع متحف سرسق لتمويل ترميم "النوافذ والواجهات الزجاجية الملونة وإعادة تأهيل الطبقة الأولى التاريخية للمتحف"، خصوصاً الصالون العربي الشهير الذي يُعتبر "الشاهد الحقيقي للحرفية العائدة للعصر العثماني".
كما يلحظ الاتفاق ترميم اللوحات المتضررة جرّاء الانفجار الذي دمر أحياء كاملة من بيروت وأدى إلى مقتل أكثر من مئتي شخص في 4 آب/أغسطس 2020.
وتعرّض المتحف الذي يقع على بعد أقل من 800 متر من المرفأ لأضرار جسيمة، إذ "تحطمت نوافذه وواجهاته الزجاجية الملونة وشعاراته، وتضررت أساسات المبنى بشدة، بالإضافة إلى صالاته التاريخية و57 من لوحاته" الـ180، بحسب البيان.
وأضاف البيان "تُرافق هذا الدعم أيضاً مساهمات من جهات ثقافية فرنسية، كمعهد التراث الوطني (...) ومركز بومبيدو" في باريس لترميم لوحات المتحف، وبينها لوحة لمالك القصر الذي حوّل متحفاً نقولا سرسق تعود إلى ثلاثينات القرن العشرين ورسمها الفنان الهولندي الفرنسي كيس فان دونغن.
وأشار البيان إلى أن فرنسا تعيد من خلال هذا الاتفاق "التأكيد على تمسكها بثقافة بيروت وتراثها وتأمل من خلال دعمها أن تساهم في الحفاظ على الحيوية الثقافية للمجتمع المدني وتمسكه بالحريات التي يتميز بها المجتمع اللبناني".
وقالت السفيرة الفرنسية لدى بيروت آن غريو في كلمة وزعت الجهتان نصها إن فرنسا، إلى جانب مساهمتها في ترميم مستشفيات ومدارس ومبانٍ تراثية تاريخية، "تعيد بناء متاحف وتساعد الفنانين اللبنانيين والعاملين في مجال الثقافة على إعادة بناء أنفسهم".
واعتبرت أن "متحف سرسق أكثر من متحف"، واصفة إياه بأنه "صرح أيقوني في بيروت".
وأعلنت عزمها على "العمل لإقامة معرض كبير في الوقت المناسب لتكريس نهضة هذا المتحف العزيز على البيروتيين واللبنانيين" على غرار معرض لأعمال الفنان الإسباني بابلو بيكاسو بعنوان "بيكاسو والأسرة" أقيم عام 2019 بالتعاون مع متحف بيكاسو الوطني في باريس.
ومن المتوقع أن تمتد أعمال إعادة تأهيل المتحف نحو سنة، وفق البيان الذي أشار إلى أن من المقرر إعادة فتحه في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وكانت مديرة المتحف زينة عريضة قالت في وقت سابق إن كلفة ترميم المتحف ومجموعاته الفنية تبلغ ثلاثة ملايين دولار، وفق تقديرات أولية.
وكان المتحف في الأساس قصراً لعائلة سرسق بنته في العام 1912. وفي العام 1961، فتح متحف سرسق أبوابه للمرة الأولى نزولاً عند رغبة مالك المبنى نقولا سرسق، الذي أوصى بتحويل بيته إلى متحف بعد وفاته. وشهد المتحف معارض كثيرة وبقيت أبوابه مفتوحة خلال غالبية سنوات الحرب الأهلية (1975-1990).
ثمّ أغلق المتحف أبوابه ثماني سنوات من أجل ترميمه، ليعود ويفتح أبوابه مجددا في تشرين الأول/أكتوبر 2015.
aXA6IDMuMTQzLjIwMy4xMjkg جزيرة ام اند امز