استراتيجية جديدة في ليبيا.. فرنسا تتحرك لسد فراغ أفريقيا
![محمد المنفي في لقاء سابق مع السفير الفرنسي](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/07/109-165640-france-libya-new-strategy-africa_700x400.jpg)
بإعادة رسم سياستها في ليبيا، تتحرك فرنسا في محاولة لسد فراغ أفريقيا، القارة التي أعلنت -في جزء كبير منها- فك ارتباطها بمستعمرها السابق.
وخلال الفترة الأخيرة، رفعت باريس وتيرة جهودها الدبلوماسية و«قوتها الناعمة» ضمن استراتيجية جدية لتعزيز وجودها في البلد الذي يعاني من انقسامات داخلية، وصراعات دولية محتدمة على المصالح والنفوذ.
وسلطت تقارير دولية الضوء على الدور الفرنسي الجديد في ليبيا، باعتباره تغييرا في استراتيجيتها ضمن مشروع أوسع تجاه القارة الأفريقية.
وفي تقرير حديث، أوضحت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن فرنسا غيّرت استراتيجيتها في ليبيا من خلال دعمها المنظمات غير الحكومية للحفاظ على نفوذها في أفريقيا انطلاقا من ليبيا، خاصة بعد انسحابها العسكري من دول غرب القارة السمراء.
وشهد العام الماضي انسحابا للقوات الفرنسية من عدة دول في غرب أفريقيا، في خطوات فرضتها تغيرات جيوسياسية بارزة، ووسط تنافس دولي محموم على القارة.
وبانسحابها عسكريا، تتوجه باريس نحو الاعتماد على «القوى الناعمة» للحفاظ على نفوذها ووجودها وسد الفراغ في أفريقيا عبر ليبيا.
وتتزامن التقارير مع عقد باريس اجتماعات مكثفة داخل ليبيا خلال الأيام الماضية، من جانب رئيس مؤسسة خبراء فرنسا، والسفير الفرنسي، لمناقشة آليات ضمان استدامة المشاريع التنموية.
العين على ليبيا
في قراءته للموضوع، يرى المحلل السياسي والكاتب الصحفي الليبي سالم سويري، أن باريس تحاول تغيير أسلوبها في ليبيا للحفاظ على وجودها السياسي بديلا عن العسكري.
ويقول سويري، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن فرنسا «تركز على مكاسبها الاستراتيجية والاقتصادية خاصة في الجنوب الليبي، بالنظر إلى أن إقليم فزان كان لسنوات طويلة تحت نفوذها».
وأكد «أهمية ليبيا بالنسبة لباريس حيث إن البلد الأفريقي الذي يعاني من الانفلات وعدم الاستقرار، يملك أكبر ساحل يطل على جنوب أوروبا».
كما أن شركة «توتال» الفرنسية، يتابع: «تملك استثمارات كبرى في النفط الليبي ومشروعات الطاقة».
وفي تصريح سابق، قال المدير العام لـ«توتال»، باسكال برينت، إن الشركة تحت رئاسته تشارك، عبر مشاريع مشتركة مع ليبيا، في إنتاج 600 ألف برميل يوميا، أي ما تمثل نحو نصف إنتاج البلاد النفطي
وبحسب الخبير الليبي، فإن «عين باريس لطالما كانت على ليبيا»، مشيرا إلى أنها «تستضيف من وقت لآخر وفودًا من ليبيا -فزان خاصة- للمشاركة في مؤتمرات داعمة لعملية المصالحة والتوافق السياسي في البلاد».
وفي هذا الإطار، «تأتي الجهود الفرنسية الأخيرة، والمبادرات التي تسعى لتطبيقها في ليبيا، لتعزيز وجودها بشكل آخر، وعدم ترك الساحة مفتوحة أمام أي منافس لها ينازعها النفوذ في ليبيا»، وفق سويري.
أولوية
من جانبه، يؤكد الباحث المصري المختص في الشأن الأفريقي محمد عبداللطيف، أن القارة السمراء بالكامل تشهد حالة من صراع النفوذ المحتدم بالأخص بين قوتين هما روسيا وفرنسا.
ويوضح الباحث، لـ«العين الإخبارية»، أن «ليبيا ذات خصوصية عالية لدى فرنسا، وتحظى باهتمام خاص لديها، نظرا لمصالح باريس الاقتصادية والأمنية بهذا البلد».
aXA6IDMuMTQ5LjI2Ljk2IA== جزيرة ام اند امز