رحب به اليمين وانتقده اليسار.. تحالف ماكرون ضد حماس يقسم معارضة فرنسا
رحب به اليمين التقليدي لكن انتقده اليسار واليمين المتطرف، لتتشكل بذلك خارطة تفاعلات منقسمة لمعارضة فرنسا حيال مقترح للرئيس ماكرون.
والأربعاء، بدت أحزاب المعارضة الفرنسية منقسمة بشدة بشأن اقتراح الرئيس إيمانويل ماكرون تشكيل تحالف دولي ضد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وكان ماكرون طرح هذه الفكرة الثلاثاء خلال زيارة إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وقد لقيت قبولا من اليمين التقليدي مع اعترافه بصعوبة تحقيق ذلك، وانتقدها اليسار واليمين المتطرف.
انقسام
وقال رئيس "الجمهوريين" (يمين) إريك سيوتي، لإذاعة فرانس إنتر، إنه يوافق على "فكرة أوسع تحالف ممكن لتدمير حماس" التي وصفها بأنها "منظمة إرهابية مقيتة وضعت سيناريو عمليات قتل متعمدة" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في إسرائيل.
لكن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ سيدريك بيرين، قال لوكالة فرانس برس، إن تحالفا على غرار ما هو موجود ضد تنظيم داعش سيكون "مبادرة جيدة"، لكنه اعترف بأنه "من الصعب تنفيذ ذلك".
في المقابل، رأى النائب الاشتراكي جيروم جيدي أن اقتراح الرئيس الفرنسي هو "ضربة دبلوماسية (...) سقطت بسرعة" و"تضر بكلمة فرنسا" على المستوى الدولي.
وعبر لراديو "فرانس إنفو" عن أسفه "لهذا النوع من المفاجآت من الرئيس الفرنسي بنقل النظام إلى وضع لا ينطبق على ما كان عليه الأمر عندما تطورت داعش في سوريا والعراق".
من جهتها، اعتبرت نائبة رئيس الجمعية الوطنية، الاشتراكية فاليري رابو أن "النهج الدبلوماسي" الذي يتبعه الرئيس ماكرون "كارثي".
وقالت نائبة الرئيس المسؤولة عن العلاقات الدولية أمام الجمعية العامة "عندما تتقدم باقتراح لتحالف دولي، فإن أول شيء يجب فعله هو مناقشته مع الشركاء.. وهو لم يفعل ذلك".
وأضافت أنه "في النهج الدبلوماسي أجد ذلك كارثيا. ومن حيث الشكل، لا يمكننا تقديم مقترحات بشأن تحالف دولي وعدم التحدث عنه مع شركائنا، فهذه ليست دبلوماسية جيدة".
موضوع متفجر
أما رئيس حزب التجمع الوطني (أقصى اليمين) جوردان بارديلا فقد صرح لقناة فرانس انفو بالقول إن ماكرون "أخرج إعلانا من قبعته"، مدينا "غموض" الاقتراح.
وتساءل بارديلا "هل يعني ذلك نشر قوات برية وقوات من الجيش الفرنسي على أراضي قطاع غزة؟".
ورأى بارديلا أن هجوم حماس "أضعف (...) الموقف التاريخي" لحزبه المؤيد لإقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام مع إسرائيل.
وأكد أن "الاعتراف اليوم (...) بدولة فلسطينية يعني الاعتراف بدولة يستخدم جزء منها كحاضنة للإرهاب، وخصوصا قطاع غزة".
ويشكل النزاع بين إسرائيل وحماس موضوعاً قابلاً للانفجار في فرنسا الدولة ذات التاريخ الاستعماري وتضم أكبر جاليتين يهودية وعربية إسلامية في أوروبا.
وقُتل أكثر من 1400 شخص على الجانب الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، معظمهم من المدنيين، حسب السلطات الإسرائيلية، التي حددت هويات حوالي 220 رهينة اختطفتهم حركة حماس في هجومها غير المسبوق.
وردت إسرائيل بغارات متواصلة على غزة حتى اليوم، أسفرت عن مقتل أكثر من 6500 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم 2704 أطفال.