ماكرون وبريجيت.. الوعد الذي كسر الزمن
كان تلميذا وكانت مدرّسته، وليس ذلك فقط بل كانت متزوجة وتكبره بـ24 عاما ومع ذلك لم تفلح السنوات ولا ضغوط عائلته في إخماد حبه لها.
إيمانويل ماكرون، رئيس فرنسا الذي أحب مدرسته وهو فتى مراهق، وتحدى الزمن وانتظر انسيابه لتصبح حرة ويفي بوعد قطعه لها حين قاومته في البداية.
كسر وعده أكثر من عقدين يشكلان فارق السن بينه وبينها، وهزم مقاومتها، وانتصر على رفض عائلته بالزواج من معلمته التي تكبره بسنوات كثيرة.
"لن تتخلصي مني"
"لن تستطيعي التخلص مني، سأعود وأتزوجك"، كانت تلك العبارة التي قالها ماكرون لبريجيب ترونيو منذ سنوات طويلة جدا، فيما اعتقدت هي أنه حب عابر لمراهق في سن أبنائها لن يلبث أن يتلاشى مع الوقت.
لكن ماكرون فند توقعاتها، وعاد بالفعل وتزوجها، ولم تصبح فقط سيدة قلبه كما يقول وإنما باتت سيدة الإليزيه أيضا بعد وصوله لرئاسة فرنسا منذ 2017.
في مقابلة صحفية، قالت بريجيت تتحدث عن قصة حب ماكرون لها، إنها انتبهت منذ اليوم الأول إلى ما يتمتع به من "ذكاء"، لكنه لم يلفت انتباهها هي فقط، فقد كان مثار إعجاب مدرسيه الذين كانوا يتحدثون عنه باستمرار.
وأضافت أن ماكرون أكد لها أنه سيعود إليها يوما ما، إذ قال نصا "لن تستطيعي التخلص مني، سأعود وأتزوجك"، وحينها كان يبلغ من العمر 17 عاما.
قصة غريبة بين تلميذ ومدرسته، حيث كان ماكرون فتى في الـخامسة عشرة من العمر حين التحق عام 1993 بدروس المسرح في مدرسته بأميان، المدينة الهادئة شمالي فرنسا.
كان مراهقا ولم يكن يعتقد أنه سيقع في غرام معلمة المسرح بريجيت، والتي كانت متزوجة وأم لثلاثة أولاد، وتكبره بـ24 عاما.
في العام التالي، كان في الصف الثاني الثانوي، حين تحدى المحرمات وأعلن لها عن حبه، وتروي بريجيت ذلك بالقول: "في السابعة عشرة من عمره، قال لي إيمانويل مهما فعلت، سأتزوجك".
وتشرح أيضا في وثائقي صور مؤخرا عن زوجها "لم يكن كسائر الشباب، لم يكن فتى (...) كنت مفتونة تماما بذكاء ذلك الشاب" وتضيف "شيئا فشيئا، هزم مقاومتي".
العشق الممنوع
صعقت عائلة ماكرون بقصة حبه لمعلمته، وأدركت أن ما يحمله لها من مشاعر أعمق من أن تجهضه النصائح، فكان أن ارتأت إرساله إلى باريس سعيا منها لإخماد نار تلك العلاقة.
وفي العاصمة، بدأ ماكرون دراسة جامعية ناجحة، ومع ذلك لم يخمد حب بريجيت في قلبه، وقال في كتابه "ريفولوسيون" (ثورة): "كان يتملكني هاجس، فكرة ثابتة: أن أحيا الحياة التي اخترت مع المرأة التي أحببت. أن أبذل كل ما بوسعي لتحقيق ذلك".
ولم يكن ذلك بالأمر السهل، فعائلته لا تزال ترفض حبه لمعلمته، وتصر على نسيان القصة برمتها، لكنه كان مسكونا بهاجس حبها، عاجزا عن نسيانها أو إبعادها عن مخيلته.
كان شابا وسيما، وكانت نظرات فتيات الجامعة تلاحقه في كل مكان، لكنه ظل وفيا لمشاعره التي لم تهدأ رغم المسافات، وعقد العزم على تحقيق حلم حياته.
وبالفعل، تمكن من تحقيق هدفه في أكتوبر/ تشرين الأول 2007، حين تزوج حبيبته، وكتب مشيدا بشجاعتها: "كان ذلك التكريس الرسمي لحب بدأ سرا، وغالبا ما كان خفيا، غير مفهوم من الكثيرين، قبل أن يفرض نفسه على الجميع".
في ذلك العام، كان عمر ماكرون 30 عاما فقط، بينما كانت بريجيت قد تجاوزت الـ54 من عمرها، ولديها أحفاد، في قصة تؤكد للبعض مقولة أن الحب لا يعترف بالسن، فيما لا تزال تثير لدى البعض الآخر الكثير من الأسئلة والاستغراب.