ماكرون-لوبان.. مناظرة وجهي فرنسا المرتقبة الأربعاء
مرشحا الرئاسة الفرنسية مانويل ماكرون وماري لوبان سيحاولان إقناع الناخبين بوجهات نظرهما المتناقضة حول العولمة والهجرة وأوروبا
يلتقي مرشحا الجولة الثانية من انتخابات رئاسة فرنسا، مانويل ماكرون وماري لوبان في مناظرة تلفزيونية فاصلة وأخيرة للتسابق على إقناع الناخب الفرنسي بالتصويت لهما.
ومن المقرر أن يطل المرشحان الأربعاء المقبل على شاشتي قناة "فرانس2" وقناة "تي أف 1"، ولمدة 3 ساعات مدة المناظرة المتوقع أن يشاهدها نحو 15 مليون فرنسي.
وتنظم القناتان اللقاء التاريخي الذي سيكون له بالغ الأثر في ترجيح كفة مرشح على حساب آخر قبل 4 أيام من ذهاب الناخبين للتصويت في الجولة الثانية من الانتخابات.
ومن المنتظر أن يناقش المرشحان، ماكرون المقرب من الرئيس فرانسوا هولاند والمتصدر لنتائج الجولة الانتخابية الأولى، وماري لوبان، زعيمة اليمين المتشدد، صاحبة المركز الثاني، البطالة والإرهاب وأمن فرنسا الداخلي والخارجي.
ويستعرضا برنامجيهما من خلال أسئلة يطرحها مديرا المناظرة، مستثيرين حماسة المرشحيّن لإخراج ما في جعبتيهما من قدرات ونوايا وتصريحات يسمعها الفرنسيون وتتناقلها الصحف.
وتتقد المنافسة بين القطبين الرئاسيين اللذين يمثلان طفرة في المناخ السياسي الفرنسي؛ لشدة تنافرهما في بعض القضايا المصيرية، خاصة ما يتعلق بالموقف من العولمة وسياسة فتح الحدود، واستقبال المهاجرين، ووسائل ردع الإرهاب، ومستقبل فرنسا في الاتحاد الأوروبي.
ويمثل ماكرون صورة فرنسا التي تستقبل الهجرات وتدعم العولمة والتكتل الدولي، فيما تمثل لوبان فرنسا صاحبة المشروع الوطني الخاص بها والتي تسعي لحماية هويتها وحدودها.
وتشير استطلاعات الرأي التي أجراها أكثر من 7 مراكز بحثية معتمدة إلى اكتساح ماكرون بنسبة تتراوح بين 59 %- 64 %، فيما تراوحت نسبة التصويت للوبان ما بين 36 %- 41 %.
ورغم ذلك فإن الرئيس فرانسوا هولاند وحكومته والعديد من المنظمات المدنية يتخوفون من حدوث مفاجئة وصعود لوبان.
ولم يتحرج هولاند من الإعلان صراحة في مناسبات عدة عن دعمه لماكرون، بل ودعا حكومته لبذل كل ما في وسعها لمنع لوبان من الصعود والفوز في الجولة الثانية.
وتزيد من مخاوف الجبهة المناصرة لماكرون المفاجئة التي دوت في العالم حين توقعت معظم وسائل الإعلام واستطلاعات الرأي فوز وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي، ولكن جاءت النتيجة المدهشة بفوز رجل الأعمال دونالد ترامب الذي يشبه لوبان في معاداته للعولمة وسياسة فتح الحدود أمام المهاجرين.
ويتبع الإعلام الفرنسي تنظيم المناظرات بين المرشحين للرئاسة منذ 1974 حينما تناظر المرشحان آنذاك فاليري جيسكار ديستان وفرانسوا ميتران، وانتهت بهزيمة الأخير، وانتصاره على ذات المنافس في الدورة التي تلتها عام 1981.
وفي إبريل/نسيان عام 1988 تناظر ميتران بعد ولايتين رئاسيتين مع الرئيس الأسبق جاك شيراك، ليهزمه الأخير ثم يعاود الكرة بعدها بخمس سنوات مع المرشح ليونيل جوسبان، ثم زعيم ومؤسس الجبهة الوطنية جان ماري لوبان (والد ماري لوبان)، لينتهي أمره أمام نيكولا ساركوزي عام 2007.
وكانت آخر المناظرات الرئاسية الحاسمة عام 2012 بين الرئيس الحالي فرانسوا أولاند أمام ساركوزي؛ حيث نجح الأول في إقناع أكثر 17.8 مليون مشاهد فرنسي بالتصويت لصالحه.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTkg جزيرة ام اند امز