مفاجأة.. قراصنة "روس" استهدفوا حملة المرشح الفرنسي ماكرون
باحثون في مجال الأمن السيبراني كشفوا أن قراصنة استهدفوا حملة المرشح الرئاسي الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الأسابيع الاخيرة
كشف باحثون في مجال الأمن السيبراني (الفضاء الحاسوبي)، أن قراصنة استهدفوا حملة المرشح الرئاسي الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الأسابيع الاخيرة باستخدام وسائل مماثلة لاختراقات الانتخابات الأمريكية، التي استهدفت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي العام الماضي.
وقالت الباحثون في شركة "تريند ميكرو"، ومقرها طوكيو، إنهم اكتشفوا 4 أسماء نطاقات ويب (هوية تميز الموقع الإلكتروني على الإنترنت) زائفة، مشابهة للغاية لأسماء نطاقات حملة ماكرون؛ على ما يبدو لمحاولة خداع العاملين الغافلين في الحملة من أجل اختراق حسابات بريدهم الإلكتروني، حسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية
- 7 مسئولين أمريكيين: وثائق روسية تكشف خطة بوتين لدعم ترامب
- هل يتكرر سيناريو الانتخابات الأمريكية في فرنسا؟
وأشار الباحثون إلى أنه، على سبيل المثال، تم إنشاء اسم نطاق وهمي باسم mail-en-marche.fr) يوم 12 أبريل/نيسان الجاري لحزب ماكرون "En Marche!"، "حركة إلى الأمام"، غير أنهم لم يتمكنوا من تحديد ما إذا كان أي من موظفي الحملة قد سقط فعلًا في الفخ، أو ما إذا كانت مواد الحملة قد تعرضت للاختراق.
ومن جانبه، قال المساعد في حملة ماكرون بنيامين حداد، إن الحملة كانت على علم بالتقرير، لكنه لم يذكر ما إذا كانت الحملة قد كشفت بالفعل أي قرصنة، فيما قال مسؤول فرنسي لشبكة "سي إن إن"، إن أجهزة الاستخبارات الفرنسية تحذّر الحملات من أجل اتخاذ خطوات لمنع القراصنة من استهدافها.
وكان ماكرون، المرشح الوسطى، فاز بالجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، الأحد، بعد أن حصل على 24.01٪ من الأصوات، وسيواجه في 7 مايو/ آيار المقبل منافسته مارين لوبان المرشحة المناهضة للهجرة والاتحاد الاوروبي التي احتلت المركز الثاني بنسبة 21.3٪، متجاوزة بذلك مرشحي المؤسسات من أكبر حزبين سياسيين في فرنسا.
من جانبه، قال فيك هاكيبورد من "تريند مايكرو" إنه لا يستطيع أن يقول ما إذا كان القراصنة روس، إلا إنه قال إن أسلوب العمل المتبع مماثل لقراصنة اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، الذين يقول مسؤولو الاستخبارات الأمريكية إنهم مرتبطون بالمخابرات الروسية.
وبينما يصعب تعقب مجرمي القرصنة، وتحديد هويتهم بشكل مؤكد، يقول خبراء الأمن السيبراني إن المؤسسات الفرنسية قد استهدفت في السابق من قبل قراصنة لهم علاقات بروسيا.
وفي 14 يونيو/ حزيران الماضي، اخترق قراصنة إلكترونيون على صلة بالحكومة الروسية قاعدة بيانات اللجنة الوطنية الديمقراطية الأمريكية، وسرقوا المعلومات التي جمعها الحزب عن المرشح الجمهوري المثير للجدل، دونالد ترامب، وفقا لما قاله خبراء أمن إلكتروني.
وعلى سبيل المثال، عندما تم اختراق قناة "تي في 5 موند" في عام 2015، قال الباحثون في شركة "فيريي" للأمن السيبراني، إن الهجوم نفذه قراصنة مدعومين من روسيا من مجموعة قراصنة "إيه بي تي28" (APT28).
وفي تصريحات للشبكة، قال جيسون هيلي، خبير الأمن الإلكتروني في جامعة كولومبيا، إنه "من المؤكد أن المخابرات الروسية اخترقت فرنسا، وستواصل القيام بذلك".
وأضاف: "الهجمات التي استخدمتها روسيا ضد الولايات المتحدة للحصول على معلومات حساسة ونشرها، أود أن أقول إن الفرنسيين معرضون على نحو كبير لمثل هذه الأمور".
وبينما نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي مصلحة للتدخل في الانتخابات الفرنسية، غير أن المحللين يقولون إن بوتين لديه سبب وجيه لتأييد المرشحة القومية المحافظة مارين لوبان على المرشح الوسطي ماكرون في انتخابات جولة الإعادة.
وبدوره قال، ويل بوميرانز من "مركز وودرو ويلسون" للأبحاث في واشنطن: "لقد كانت لو بان منفتحة للغاية حول رغبتها في إقامة علاقات أفضل مع روسيا، وهي معارضة صريحة للعقوبات (ضد روسيا)، وهي مهتمة بخروج فرنسا من الناتو"، مضيفا: "(لوبان) لديها رسالة يمينية شعبوية تتفق مع رؤية بوتين، إنها تقوض المؤسسات الغربية".
وكانت لوبان زارت قد موسكو قبل شهر للقاء بوتين، في الوقت الذي لا يريد فيه مرشحون غربيون آخرون رؤيتهم وهم يصافحونه.
من جهته، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق ديفيد جيه كرامر، وهو الآن يعمل في معهد "ماكين" للأبحاث بواشنطن، إن الاثنين (بوتين ولوبان) أيضا لديهما عدد من القواسم المشتركة: التركيز على السيادة الوطنية، وعدم الثقة في المؤسسات الدولية، والتركيز الشديد على مكافحة الإرهاب، واحتضان القيم التقليدية والأسلوب القوي".
وأضاف الدبواماسي السابق أنهما "يتشاطران هذه الرغبة في القيادة القوية، التي لا ترتبط بالضوابط والتوازنات، ويريدان إنجاز الأمور، وملاحقة الأعداء المشتركين".