7 مسئولين أمريكيين: وثائق روسية تكشف خطة بوتين لدعم ترامب
بحسب المسؤولين فإن معهدا يخضع للحكومة الروسية أعد وثيقتين ترسمان دور الإعلام في نشر أخبار "زائفة" وتشويه سمعة الخصوم خلال الانتخابات
قال مسؤولون أمريكيون إن مؤسسة بحثية تابعة للحكومة الروسية وتخضع لسيطرة الرئيس فلاديمير بوتين وضعت خطة للتأثير على الانتخابات الأمريكية عام 2016 لصالح دونالد ترامب .
وقال المسؤولون، 3 منهم حاليون و4 سابقون، إن المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية بموسكو أصدر وثيقتين سريتين تضعان إطار عمل لخطة روسية مكثفة بحسب تقارير وكالات المخابرات الأمريكية للتدخل في الانتخابات التي أجريت نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وحصل مسؤولون بالمخابرات الأمريكية على الوثيقتين، اللتين أعدهما المعهد الروسي في أعقاب الانتخابات.
ويدير المعهد مسؤولون كبار متقاعدون من المخابرات الروسية عينهم مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
والوثيقة الأولى ورقة استراتيجية كتبت في يونيو/حزيران الماضي، وجرى تداولها على أعلى المستويات داخل الحكومة الروسية.
وقال المسؤولون السبعة إن تلك الوثيقة أوصت الكرملين بتدشين حملة دعاية على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية العالمية المدعومة من الدولة الروسية لتشجيع الناخبين الأمريكيين على انتخاب رئيس يتخذ موقفا أقل حدة تجاه روسيا من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وذكر 4 من المسؤولين أن النهج الذي تحدد في الوثيقة كان يركز على تعليمات لوسائل إعلام تدعمها الدولة، بينها موقع (روسيا اليوم) وموقع (وكالة سبوتنيك للأنباء)، بالبدء في نشر تقارير إيجابية عن حملة ترامب لنيل الرئاسة.
وأضافوا أن الوثيقة الثانية، التي وضعت في أكتوبر/تشرين الأول، ووزعت بالطريقة ذاتها، حذرت من أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ستفوز على الأرجح بالانتخابات.
وعلى هذا رأت الوثيقة أنه من الأفضل لروسيا أن تضع حدا للدعاية المؤيدة لترامب، والتركيز بدلا من ذلك على تكثيف الرسائل بشأن تزوير الانتخابات لتقويض شرعية النظام الانتخابي الأمريكي والإضرار بسمعة كلينتون في مسعى لتقويض رئاستها.
وتحدث المسؤولون السبعة بشرط عدم نشر أسمائهم، حسب رويترز، نظرا لسرية الوثيقتين، ورفضوا الخوض في كيفية حصول الولايات المتحدة عليهما، كما رفضت أجهزة المخابرات الأمريكية التعقيب.
ونفى بوتين التدخل في الانتخابات الأمريكية، ولم يرد المتحدث باسمه أو مركز الأبحاث الروسي على طلبات بالتعليق.
ومن جانبها لم ترد (روسيا اليوم) على طلبات بالتعقيب، ونفى متحدث باسم (سبوتنيك) تأكيدات المسؤولين الأمريكيين بأن الوكالة شاركت في حملة الكرملين، ووصفها بأنها "مجموعة أكاذيب".
وقال المتحدث في رسالة بالبريد الإلكتروني: "وبالمناسبة، هذه ليست مجموعة الأكاذيب الأولى التي نسمعها من مصادر في الدوائر الرسمية الأمريكية".
وبحسب المسؤولين الأمريكيين فإن الوثيقتين كانتا تركزان على شن حملة "أخبار زائفة" وهجمات إلكترونية على مجموعات تابعة للحزب الديمقراطي وحملة كلينتون.
وقال أحد المصادر وهو مسؤول كبير سابق في المخابرات الأمريكية: "وضع بوتين هذا الهدف نصب عينيه طوال الوقت وطلب من المركز أن يرسم له خريطة طريق".
ولم تتمخض تحقيقات من الكونجرس ومكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) بشأن التدخل الروسي عن أدلة معلنة بأن مساعدي ترامب تواطأوا مع المساعي الروسية لتغيير نتيجة الانتخابات.
غير أنه في تقرير أعدته وكالات المخابرات الأمريكية بشأن التدخل الروسي في الانتخابات وكشف عنه النقاب في يناير/كانون الثاني أن موقعي (روسيا اليوم) و(سبوتنيك) نشرا مقالات مناهضة لكلينتون، في حين أعد مدونون مؤيدون للكرملين حملة على تويتر تشكك في نزاهة فوز كلينتون المتوقع آنذاك.
ووفقا للتقرير ذاته، فقد حقق أشهر مقطع فيديو لـ(روسيا اليوم) عن كلينتون بعنوان "كيف آلت 100 في المئة من تبرعات آل كلينتون الخيرية إلى الأسرة نفسها" 9 ملايين مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال التقرير إن (روسيا اليوم) و(سبوتنيك) "صورا دوما الرئيس المنتخب ترامب على أنه هدف لتغطية جائرة من وسائل الإعلام التقليدية".
أما عن علاقة روسيا بالاختراق الذي تعرضت له حسابات تابعة للحزب الديمقراطي الأمريكي فقال المسؤولون إن الوثيقتين لم تتطرقا إلى نشر رسائل بريد إلكتروني مخترقة من الحزب الديمقراطي بهدف التدخل في مسار الانتخابات الأمريكية.
وقالوا إن الاختراق كان عملية استخباراتية سرية سارت بشكل منفصل.
غير أن الدعاية العلنية وحملة الاختراق السرية دعمت بعضها بعضا.
وروجت (روسيا اليوم) و(سبوتنيك) بشدة لنشر رسائل الحزب الديمقراطي المخترقة والتي كثيرا ما كانت تتضمن تفاصيل محرجة.
ووصف 5 من مسؤولي معهد الأبحاث الروسي بأنه مؤسسة الكرملين البحثية المعنية بالشأن السياسي الخارجي.
ويعد رجال المخابرات الروسية السابقين أعمدة العمل في هذا المعهد.
ويشير موقع المعهد على الإنترنت إلى أن ليونيد ريشتينكوف، مديره وقت صياغة الوثيقتين، حمل رتبة لفتنانت جنرال خلال مسيرة مهنية استمرت 33 عاما في أجهزة المخابرات الخارجية الروسية.
وبعد تقاعد ريشتينكوف من المعهد في يناير/كانون الثاني وقع اختيار بوتين على ميخائيل فرادكوف، مدير المخابرات الخارجية الروسية من 2007-2016 خلفا له.
وفي موقعه على الإنترنت يصف المعهد الروسي نفسه بأنه يقدم "تقييمات" و"توصيات" و"مواد تحليلية" لمكتب الرئيس والحكومة ومجلس الأمن القومي والوزارات والبرلمان.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز