روسيا تشن على واشنطن هجومًا مضادًا في جبهة الإعلام
موسكو تتهم الولايات المتحدة بالتدخل في الانتخابات البرلمانية عبر سلاح الإعلام، في رد على اتهامات غربية مماثلة لروسيا
أعلنت مصادر إعلامية وبرلمانية روسية أنه يوجد أدلة "دامغة" على التدخل الأمريكي في الانتخابات الروسية التشريعية الماضية، وخاصة عبر سلاح الإعلام.
وهذه من المرات القليلة التي تتحدث فيها روسيا عن تدخل غربي في الانتخابات الروسية، فيما تتكثف الاتهامات الأوروبية والأمريكية لروسيا بالتدخل المباشر وغير المباشر في سير الانتخابات في أوروبا والولايات المتحدة.
ووفق ما نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية فإن خبراء في الإعلام الروسي كشفوا "أدلة دامغة" عن التورط الأمريكي غير المباشر في الانتخابات البرلمانية الروسية التي جرت عام 2016.
ومن أبرز مظاهر هذا التدخل وسائل الإعلام الغربية الناطقة باللغة الروسية، والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها لبث ونشر أخبار "مناهضة
للسلطة الروسية ورئيسها فلاديمير بوتين.
ومن بين هذه الوسائل الإعلامية "صوت أمريكا" وإذاعة "راديو الحرية" التي غطت الانتخابات البرلمانية الروسية بشكل جزئي، من خلال نقل أخبار وتقارير تمثل طرفا واحد في الحملة الانتخابية، أي المعارضة الليبرالية الروسية، دون إعطاء الرأي الآخر حقا بالرد، بحسب "سبوتنيك".
وقالت رئيسة قسم الرصد في شركة "M 13" ألكسندرا دارونينا، الثلاثاء، خلال جلسة موسعة للجنة الإعلام في الدوما (الغرفة السفلى للبرلمان الروسي): إن كمية المقالات والأخبار عن الانتخابات البرلمانية الروسية على وسائل الإعلام المذكورة لم تكن كثيرة لكنها تمثل جهة واحدة فقط لا غير، أي المعارضة الليبرالية الروسية.
وأضافت دارونينا: "بعد دراسة شاملة لوسائل الإعلام المذكورة، لاحظنا أنها اتخذت منحا راديكاليا من خلال تغطية أخبار أحزاب تابعة للمعارضة الليبرالية الروسية مثل "برناس" و" يابلوكو"، حيث قامت هذه الوسائل الإعلامية بتبييض وتلميع صورة هذه الأحزاب من جهة والإساءة إلى حزب روسيا الموحدة".
" الدراسة كشفت أن هذه الوسائل الإعلامية لم تخلق فرصة للأحزاب التي تعرضت للانتقاد بأن ترد على الاتهامات الموجهة اليها.
بدوره أشار مدير عام مركز المعلومات السياسية، أليكسي موخين، خلال اللقاء، إلى أن جهات أمريكية كانت تقيم حفلات واجتماعات لتوسيع شبكة المراسلين في كل روسيا لنشر أخبار مغرضة وكاذبة وملفقة".
وتتماشى بعض هذه التصريحات مع قيام واشطن فبراير/ شباط الماضي بإطلاق شبكة "إذاعة أوروبا الحرة" قناة تلفزيونية ناطقة بالروسية، لاستكمال دورها في مواجهة روسيا، بعد نجاحها قبل 30 عاما في إسقاط الشيوعية في أوروبا الشرقية.
والشبكة التي تمولها واشنطن، تأمل أن تكون القناة الجديدة والمسماة "ناستوياشتشي فرميا" بالروسية، موازية لوسائل الإعلام التي تمولها موسكو وتستهدف أوروبا وأمريكا.
وقال مسئولون صراحة، آنذاك، إن القناة تستهدف نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان مجلس الدوما وافق على مشروع قانون يعطي السلطات الروسية حق تفتيش ومراقبة الوسائل الإعلامية المدعومة من الغرب وأبرزها “صوت أمريكا" وإذاعة "راديو الحرية" ومكتب "سي إن إن" في موسكو.
ومن ناحية أخرى، تدير روسيا شبكة إعلامية مكونة من قنوات ومواقع إلكترونية بعدة لغات، موجهة لشعوب العالم، من بينها أوروبا وأمريكا، ومن أشهرها شبكة "آر تي" و"سبوتنيك".
ودأبت الولايات المتحدة على توجيه اتهامات لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، وخاصة الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ويواجه الكثير من أعضاء الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتهامات بأنهم أجروا لقاءات واتصالات مع مسئولين روس ساهمت في بث معلومات أثرت على اتجاهات الناخبين الأمريكيين، وهذا ما ينفيه ترامب.
كما تتهم أوروبا، وخاصة فرنسا، روسيا بأنها تتدخل في سير الحملات الانتخابية المؤهلة للتنافس على منصب رئيس فرنسا في الانتخابات المقررة أبريل/نيسان الجاري، وذلك عبر دعم مرشحين بعينهم، أو عبر القرصنة الإلكترونية.
ومطلع الشهر الجاري، أصدرت لجنة الاستطلاع الفرنسية تحذيرا من تقرير إخباري روسي يلمح إلى أن المرشح المحافظ فرانسوا فيون يقود السباق الرئاسي وهو ما يناقض نتائج مؤسسات الاستطلاع الكبرى في البلاد.
وجاء التحذير من المؤسسة المشرفة على الاستطلاعات التي تسبق الانتخابات بعد مزاعم في فبراير /شباط من مساعدين للمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون بأنه هدف "لأخبار مزيفة" تنشرها وسائل إعلام روسية بينها وكالة أنباء سبوتنيك.
aXA6IDEzLjU5LjIzNC4xODIg
جزيرة ام اند امز