بوتين يتحدى هولاند ويتخطى البروتوكول باستقبال لوبان
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل مرشحة اليمين للانتخابات الرئاسة الفرنسية، مارين لوبان، بموسكو في ظروف استثنائية
في إشارة تصعيد لحروب الانتخابات بين روسيا وفرنسا، استقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الجمعة، مرشحة اليمين للانتخابات الرئاسة الفرنسية، مارين لوبان، في ظروف استثنائية، ومخالفة للبروتوكول الروسي.
وخلال اللقاء، أكد بوتين أن بلاده لا تتدخل "بأي شكل من الأشكال" في الانتخابات الفرنسية، لكن تترك لنفسها "حق الحديث مع ممثلي القوى السياسية كما يفعل شركاؤنا الأوروبيون أو في الولايات المتحدة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
ويشير بوتين بذلك إلى قيام مسؤولين في أوروبا والولايات المتحدة بالتواصل مع قادة المعارضة في روسيا وغيرها من دول العالم.
وأضاف متوجهًا بحديثه إلى لوبان: "من المهم تبادل وجهات النظر معك حول طريقة تطوير علاقاتنا الثنائية والوضع في أوروبا. أعلم أنكم تمثلون طيفا سياسيا أوروبيا يتطور سريعا" في إشارة إلى تيار اليمين الذي يصعد نجمه في فرنسا وألمانيا وهولندا وبلدان أوروبية أخرى.
وشدد الرئيس الروسي على حرصه على تطوير العلاقات مع فرنسا قائلا: "نحن نولي أهمية كبيرة للعلاقات مع فرنسا".
ويعد هذا اللقاء استثنائيا ونادرا؛ فمن غير المعتاد أن يستقبل بوتين مرشحا لانتخابات رئاسية، خاصة قبل هذه الفترة القصيرة قبل الانتخابات المقررة في فرنسا بعد أيام في أبريل/نسيان المقبل.
فالبروتوكول والأعراف تنص على استقباله رؤساء دول أو رؤساء حكومات دول لها نظام برلماني، بحسب ما أشارت له وكالة الأنباء الفرنسية.
وتزور لوبان روسيا بناءً على دعوة موجهة لها من مجلس الدوما "البرلمان".
وفي وقت سابق من اليوم، التقت رئيس الدوما، فياتشيسلاف فولودين.
وركز كل من بوتين ولوبان بشكل خاصة على مكافحة الإرهاب.
فمن جانبها، قالت مرشحة الرئاسة الفرنسية، إنه من المفيد لكلا البلدين، روسيا وفرنسا، تبادل المعلومات الاستخباراتية في مجال مكافحة الإرهاب.
وتابعت: "للأسف، ليس فقط هجمات واسعة النطاق، ولكنها هجمات متفرقة. كذلك تعلمون، كان هناك قبل أيام قليلة حدث في المملكة المتحدة، وأعتقد أنه سيكون من المفيد تبادل كذاك معلومات الاستخبارات بين البلدين".
كما أعلنت لوبان أنها تنوي التوصل إلى إلغاء "القوائم السوداء" للعقوبات الأوروبية، التي تمنع عدداً من المواطنين الروس، بما في ذلك البرلمانيين، من دخول الاتحاد الأوروبي.
وقالت لوبان، خلال لقائها مع رئيس مجلس الدوما، الجمعة: "أنا دوما أؤيد إلغاء العقوبات التي اعتبرها غير بناءة"، مشيرة إلى أن منع البرلمانيين من الحديث مع بعضهم البعض انتهاكا للحقوق الديمقراطية.
ورفضت ما وصفتها بالمعاملة المعادية تجاه روسيا من بعض الأطراف الأوروبية، قائلة إنه "لا مبرر لها".
ومن المتوقع أن يثير هذا اللقاء موجة انتقادات واسعة في فرنسا، خاصة من جانب الحكومة والأطراف التابعة لتيارها الاشتراكي في الانتخابات.
فقد سبق وأن وجه مسؤولون ومرشحون اتهامات لروسيا بالتدخل المباشر في محاولة توجيه الانتخابات الفرنسية إلى الوجهة التي تصل بمن تؤيدهم روسيا إلى سدة الحكم.
وفي فبراير/شباط الماضي، هاجم وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك ايرو، روسيا بشدة، متهما إياها بالتدخل في سير حملات الانتخابات، قائلًا إن هذا الأمر "شكل من أشكال التدخل المرفوض".
وقال إيرو، في مقابلة مع صحيفة "جورنال دو ديمانش": "يكفي أن ننظر إلى المرشحين الذين تبدي روسيا أفضلية حيالهم، بين مارين لوبان أو فرانسوا فيون في الحملة الانتخابية الفرنسية، بينما يتعرض إيمانويل ماكرون، الذي يطور خطابا أوروبيا للغاية، لهجمات إلكترونية. هذا الشكل من أشكال التدخل في الحياة الديموقراطية الفرنسية غير مقبول وأنا أندد به".
وكل من لوبان وفيون ينتميان إلى تيار اليمين، في حين أن ماكرون محسوب على التيار الاشتراكي الحاكم.
وليست فرنسا فقط التي توجه اتهامات لروسيا بالضلوع في محاولة التأثير على سير الانتخابات من خلال حملات إعلامية "مضللة" وهجمات إلكترونية، ولكن في أوروبا والولايات المتحدة أيضا.
والهجمات الإلكترونية والقرصنة مجال اتهام متبادل واسع بين أوروبا والولايات المتحدة من ناحية، وروسيا من ناحية أخرى؛ حيث يتهم الطرفان كل منهما الآخر بمهاجمته إلكترونيًا لإحداث اختراق أمني وتجنيد مسؤولين.
وأعلن المرشح في الانتخابات الفرنسية، إيمانويل ماكرون، عن تعرض موقع حملته لـ"هجمات متكررة" من قراصنة يأتي "الكثير منها" من أوكرانيا، مندداً كذلك بهجمات تشنها عليه وسيلتا إعلام روسيتان هما سبوتنيك وآر تي (روسيا اليوم).
ونددت الوسيلتان باتهامات حركة ماكرون.
وقالت "روسيا اليوم"، إنها "ترفض قطعاً جميع المزاعم التي تفيد بأن قناتنا تسهم في نشر معلومات كاذبة عموماً حول إيمانويل ماكرون أو الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا".
aXA6IDE4LjExNi44NS4yMDQg جزيرة ام اند امز