"جنود فرنسا".. "الإسلاموية" تحرك تدخلا عسكريا نادرا في السياسة
نشر عسكريون فرنسيون في الخدمة مقالا شديد اللهجة يطالب بمكافحة "النزعة الإسلامية" المتطرفة، فيما يعتبر تمردا نادرا.
بعد نشر مقال أول أثار جدلا كبيرا في فرنسا ويواجه بعض موقعيه عقوبات، نشرت مجلّة "فالور أكتويل" المحافظة المتشددة مساء الأحد، مقالا جديدا بعنوان: "من أجل بقاء بلادنا"، كتبه هذه المرة عسكريون في الخدمة لم يفصحوا عن أسمائهم وفتحوه لجمع التوقيعات.
وتخطى عدد الموقعين على المقال 36 ألف شخص بعيد الساعة 1,00 صباح الإثنين بتوقيت غرينتش، بحسب وكالة فرانس برس.
وذكر واضعو المقال أنهم "انتسبوا مؤخرا إلى السلك العسكري ولا يمكنهم "طبقا للقوانين" إبداء رأيهم "مكشوفي الوجه".
وعلق وزير الداخلية جيرالد دارمانان، الإثنين على المقال، وندد بـ"مناورة فظّة"، منتقدا افتقار واضعي النص إلى "الشجاعة".
وقال ساخرا "إنهم أشخاص مجهولو الهوية. هل هذه شجاعة؟ ألاّ يفصحوا عن هوياتهم؟".
وأضاف: "كم هو غريب ذاك المجتمع الشجاع الذي يعطي الكلام لأشخاص لا يكشفون هوياتهم. وكأننا على شبكات التواصل".
وفي تعريفهم عن أنفسهم كتب واضعو المقال "نحن من أطلقت عليهم الصحف اسم جيل النار. رجال ونساء، عسكريون قيد الخدمة، من جميع القوات وجميع الرتب العسكرية، من جميع التوجهات، نحن نحب بلادنا. هذا هو إنجازنا الوحيد".
واستطردوا "إن كان لا يمكننا طبقا للتنظيمات التعبير عن رأينا مكشوفي الوجه، فلا يسعنا كذلك لزوم الصمت".
وتابعوا "سواء في أفغانستان أو مالي أو أفريقيا الوسطى أو مواقع أخرى، واجه عدد منّا نيران العدو. وبعضنا خسر رفاقا ضحّوا بحياتهم للقضاء على النزعة الإسلامية التي تقدمون لها تنازلات على أرضنا".
وأردفوا: "شاهدنا خلال عملية سانتينيل (عملية داخلية لمكافحة الإرهاب) بعيوننا الضواحي المهملة، وتعرضنا لمحاولات استغلال من عدة مجموعات دينية لا تعني لها فرنسا شيئا عدا كونها موضع سخرية وازدراء، بل حتى كراهية".
وكانت المجلة نشرت في 21 أبريل/نيسان مقالا مماثلا أثار صدمة، ناشد فيه "نحو عشرين جنرالاً ومئة ضابط رفيع المستوى وأكثر من ألف عسكري آخرين"، ماكرون الدفاع عن الحس الوطني، مبدين "استعدادهم لدعم السياسات التي تأخذ في الاعتبار الحفاظ على الأمة".
وأثار المقال جدلا حادا داخل الطبقة السياسية، إذ ندد البعض بنص أشبه بدعوة إلى التمرد، فيما حيّا آخرون انتفاضة ستنقذ البلاد، فيما ينتظر توقيع عقوبات على بعض الموقعين عليه، وفق فرانس برس.
وتعاني فرنسا من نفوذ ونشاط متزايد لتنظيمات إرهابية مثل الإخوان فضلا عن ذئاب منفردة لتنظيم "داعش"، وسط تحركات حكومية لمواجهة هذا الخطر.