«ميسترال AI» تعلن عن جولة تمويل قياسية

أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي الفرنسية Mistral AI عن جولة تمويل قياسية بقيمة 1,7 مليار يورو قادتها شركة معدات صناعة الرقائق الهولندية ASML، التي ضخت1.3 مليار يورو لتصبح أكبر مساهم بحصة تقارب 11%.
وترفع هذه الجولة التمويلية السوقية Mistral إلى 11.7 مليار يورو وتصحح موقع الشركة لتصبح من أثقل الشركات الناشئة الأوروبية في مجال الذكاء الاصطناعي، بحسب موقع "بورصة راما" الاقتصادي الفرنسي.
وشارك في هذه الجولة أيضًا مستثمرون بارزون سبق أن دعموا "Mistral AI"، من بينهم: DST Global، Andreessen Horowitz، Bpifrance، General Catalyst، Index Ventures، Lightspeed وNVIDIA، وفق بيان رسمي للشركة.
وبفضل هذه الصفقة، ارتفعت قيمة "Mistral AI" السوقية إلى 11,7 مليار يورو.
إلى جانب الاستثمار، أعلنت ASML عن إبرام شراكة استراتيجية مع الشركة الفرنسية، تهدف إلى دمج نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ "Mistral AI" عبر محفظة منتجاتها، كما حصلت المجموعة الهولندية على مقعد داخل اللجنة الاستراتيجية للشركة الناشئة.
دوافع استثمار ASML في Mistral AI
لم يكن دخول ASML في جولة تمويل Mistral مجرد خطوة مالية، بل يأتي كجزء من رؤية استراتيجية متكاملة. يتلخص مبرر الاستثمار في ثلاث نقاط رئيسية.
أولًا، تسريع رقمنة عمليات تصنيع الرقائق. تطبيقات الذكاء الاصطناعي قادرة على تحسين دقة عمليات الليثوغرافي، تطوير الصيانة التنبؤية للمعدات، رفع جودة التصنيع، وتحليل كميات ضخمة من بيانات الإنتاج، وهذا ما تسعى ASML إلى دمجه عبر محفظة منتجاتها.
ثانيًا، توطين قدرات الذكاء الاصطناعي داخل أوروبا. في ظل التوترات التكنولوجية العالمية، تبحث الشركات الأوروبية عن حلول محلية بدل الاعتماد المفرط على منصات أمريكية أو سحابية خارجية. ومن هنا، تساعد شراكة ASML – Mistral على خلق عمود فقري تقني أوروبي مستقل.
ثالثًا، الوصول إلى نماذج متخصصة. إذ تطور Mistral نماذج قابلة للتكييف مع مهام صناعية متقدمة، ما يسهل دمج الذكاء الاصطناعي في خطوط إنتاج حساسة ودقيقة.
ما الذي تفعله Mistral بالفعل؟
تأسست Mistral في أبريل/نيسان 2023 على يد باحثين سابقين من كبرى مختبرات الذكاء الاصطناعي. وقد اشتهرت بتطوير نماذج لغوية أساسية عالية الأداء، بعضها مفتوح المصدر وأخرى موجهة تجاريًا للشركات.
من بين أبرز منتجاتها "Le Chat Enterprise" ومنصة خدمات مؤسساتية تتيح للعملاء دمج نماذجها في أنظمتهم. وتعتمد الشركة على مزيج من النماذج مفتوحة الأوزان والخدمات الخاصة، مع توفير فرق تكامل تقني لمرافقة المؤسسات في التطبيق العملي.
على الصعيد التجاري، وقّعت Mistral شراكات مع شركات أوروبية كبرى مثل CMA CGM في قطاع الشحن وStellantis في صناعة السيارات، ما يعكس حضورها الفعلي في السوق.
الأبعاد الاقتصادية والسياسية
تحمل هذه الصفقة أبعادًا تتجاوز الجانب المالي. فهي من جهة تعزز السيادة التكنولوجية الأوروبية عبر الجمع بين عملاق صناعي مثل ASML ومنصة برمجيات محلية مثل Mistral، في مواجهة الهيمنة الأمريكية والصينية.
من جهة أخرى، يمكن للشراكة أن تُفضي إلى فوائد صناعية أوسع، إذ يمنح دمج نماذج Mistral في منتجات ASML قيمة مضافة لعملائها من شركات تصنيع الرقائق.
لكن في المقابل، تبرز مخاطر تضارب المصالح، نظرًا لأن استحواذ ASML على حصة وازنة قد يثير أسئلة حول استقلالية Mistral في التعامل مع عملاء آخرين، مما يتطلب آليات حوكمة شفافة لتفادي الاحتكار.
التأثير على المنافسة العالمية
التمويل الضخم يمنح Mistral قدرة أكبر على منافسة عمالقة وادي السيليكون مثل OpenAI وAnthropic وGoogle DeepMind. ومع ذلك، يبقى الفارق كبيرًا بسبب موارد هؤلاء العمالقة وبنيتهم التحتية السحابية.
من ناحية أخرى، مشاركة NVIDIA في الجولة الاستثمارية تعزز احتمالية التعاون على صعيد العتاد والتسريع الحسابي، وهو عنصر أساسي في أي توسع تجاري للذكاء الاصطناعي.
أثر الصفقة على سلسلة التوريد
سيؤدي هذا التمويل إلى زيادة الضغط على الطلب على وحدات معالجة الرسوم (GPUs)، حيث ستتمكن Mistral من شراء موارد حسابية أكبر أو توقيع شراكات مع مزوّدي سحابة مثل AWS وAzure، إضافة إلى شراكات مباشرة مع NVIDIA.
كما أن دمج الذكاء الاصطناعي في صناعة الرقائق قد يفتح الباب أمام نماذج أعمال جديدة لشركة ASML، مثل حلول برمجية إضافية، خدمات اشتراك، أو منتجات قيمة مضافة.
الحوكمة والهيكلة الجديدة
حصول ASML على مقعد في اللجنة الاستراتيجية لـMistral يعكس حضورًا مؤثرًا للشريك الصناعي في رسم المسارات التقنية الكبرى. هذه خطوة قد تضيف خبرة مهمة، لكنها في الوقت نفسه تتطلب قواعد واضحة لتفادي تضارب المصالح والحفاظ على استقلالية الشركة الناشئة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA==
جزيرة ام اند امز