«الفجوة التكنولوجية».. كيف تواجه الاقتصادات الناشئة تحديات العصر الرقمي؟

قال مشاركون إن الدول الصغيرة والمتوسطة تكنولوجيا تواجه تحديات كبيرة في مواكبة الدول الفائقة تكنولوجيا، فيما تتطلب التحولات الرقمية العالمية تبني استراتيجيات دقيقة للتعاون، وضمان دور فاعل في صياغة السياسات التكنولوجية الدولية.
جاء ذلك في جلسة حوارية ضمن فعاليات النسخة الثانية من منتدى "هيلي" الدولي بعنوان "الفجوة العميقة: الدول الصغيرة والمتوسطة تكنولوجيا في عصر الدول الفائقة تكنولوجيا"، شارك فيها نخبة من الخبراء والأكاديميين.
وقالت الدكتورة تانيا فايلر، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "ستيت أب" بالمملكة المتحدة، إن الدول الصغيرة ذات القدرات والموارد الدبلوماسية المحدودة بحاجة إلى توخي الحذر عند سعيها لتنويع خياراتها، تفاديا لتهميشها أو تجاهلها على الساحة الدولية.
وأضافت أن تحقيق التعاون الرقمي يتطلب تقدير الزمن اللازم، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة استغرقت سنوات لمعالجة أطر حوكمة الذكاء الاصطناعي، ما يعكس الحاجة إلى مقاربات متعددة قادرة على مواكبة سرعة التطور التكنولوجي ومتطلبات الحوكمة المتغيرة.
بدوره، أكد الدكتور يهولاشيت ميجيرسا أيانو، مدير بحوث الرؤية الحاسوبية بالمعهد الإثيوبي للذكاء الاصطناعي، أن ثروة أفريقيا من الموارد تمنحها قوة تفاوضية لعقد صفقات أفضل مع الدول المتقدمة تكنولوجيا.
كما تمكنها- بحسب أيانو- من تعزيز الاعتماد المتبادل وضمان دور أقوى في صياغة العلاقات التكنولوجية العالمية عبر الاستخدام الاستراتيجي للموارد الخام.
وشدد على أهمية أن تركز الأطر التقنية المتقدمة على تقليل المخاطر وتعظيم الفوائد، مؤكدا أنه لا ينبغي إنشاء مؤسسات جديدة مثل "بريتون وودز 2.2"، بل الاستفادة من المنظمات متعددة الأطراف القائمة مثل الأمم المتحدة للقيام بدور قيادي في هذا المجال.
وأشار الدكتور سمير باتيل، مدير مركز الأمن والاستراتيجية والتكنولوجيا بمؤسسة أبزرفر للأبحاث في الهند، إلى أن دور منصات التواصل الاجتماعي وشركات التكنولوجيا أصبح أكبر كثيرا مما كان عليه قبل عقد من الزمن، خاصة فيما يتعلق بطريقة عمل هذه الشركات داخل المجتمعات المحلية.
وأكد أن على هذه الشركات الالتزام بالتوجيهات الوطنية، واحترام القوانين المحلية، وضمان عدم إساءة استخدام منصاتها، حتى لو تطلب ذلك الموازنة بين حرية التعبير ومتطلبات الأمن القومي والمساءلة العامة.
من جهته، رأى الدكتور جيدليا أفترمان، رئيس برنامج السياسة الآسيوية بمعهد أبا إيبان للدبلوماسية والعلاقات الخارجية بإسرائيل، أن هناك مجموعة متنامية من القوى الوسطى في مجال التكنولوجيا بعيدا عن الصين والولايات المتحدة وروسيا.
وأوضح أن هذه الدول تقع في موقع وسيط وتملك قدرات تكنولوجية وتكثف التعاون فيما بينها، مشيرا إلى أن الكتل الإقليمية يمكن أن تتعاون عن طريق التكنولوجيا، التي قد تكون الأساس الذي يجمعها ويوحدها.
وتحت شعار "إعادة ضبط النظام العالمي: التجارة، التكنولوجيا، الحوكمة"، انطلقت أمس الإثنين، النسخة الثانية من منتدى هيلي، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بمشاركة دولية واسعة، وبتنظيم من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.
ويهدف المنتدى، الذي يختتم أعماله اليوم، إلى إثراء النقاشات الاستراتيجية في دولة الإمارات، وتقديم إضافات علمية وبحثية، والإسهام في تحديد ملامح البيئة العالمية في ظل التحولات السريعة والعميقة التي تعيد تشكيل المشهد العالمي خلال المرحلة الحالية.