عزوف وعقوبات وانقسامات.. 3 عقبات أمام روحاني بالانتخابات
صحيفة فرنسية استعرضت عقبات تقف في وجه حصول ائتلاف روحاني على الأغلبية في انتخابات فبراير
"أيتها الأمة الإيرانية العزيزة، أرجوكِ لا تكوني سلبية، لا تديري ظهرك للصناديق.. الانتخابات والصناديق هما خلاصنا".. يبدو أن رياح الانتخابات الإيرانية ستأتي بما لا تشتهي سفن الرئيس الإيراني حسن روحاني.
نتيجةٌ ترجمها تقرير لصحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية، عنونته بـ"حسن روحاني يواجه صعوبات بالانتخابات التشريعية".
الصحيفة الفرنسية استعرضت 3 عقبات تقف في طريق ائتلاف روحاني؛ أبرزها الضغوط الأمريكية والعزوف عن التصويت.
ويشكل عزوف الناخبين الهاجس الأكبر للنظام الإيراني في وقت تعيش فيه البلاد على وقع عقوبات اقتصادية خانقة.
وفي 21 فبراير/شباط الجاري، سيكون الإيرانيون على موعد مع انتخابات تشريعية لاختيار 290 نائبا من أصل 714 مرشحا، في معركة ستكون محتدمة بين المحافظين والإصلاحيين.
وقالت الصحيفة الفرنسية إنه على الصعيد الداخلي فإن "غالبية المرشحين الإصلاحيين لن يتمكنوا من الترشح، ما يهدد حكومة روحاني والمتحالفين معها".
- وعود الخميني للإيرانيين قبل 41 عاما.. ذهبت مع الريح
- الحرس الثوري يهدد بـ"رد عنيف" ضد احتجاجات محتملة بإيران
عقبات من شأنها أن تصعّب الأمر على روحاني، خاصة أنها لن تمكنه من الحصول على الأغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة.
ويبذل ائتلاف الإصلاحيين الذي أوصل روحاني إلى السلطة عام 2013، جهودا حثيثة لتجنب خسارة غالبيته في الانتخابات المرتقبة.
تخوفٌ لدى النظام يأتي في وقت عرفت فيه إيران انتكاسات متعددة، بدءا من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وفرض عقوبات اقتصادية على طهران، مرورا بمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في غارة جوية أمريكية بالعراق، وصولا إلى إسقاط طائرة أوكرانية بصاروخ إيراني ومقتل جميع ركابها.
الانقسامات الداخلية
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن روحاني يعلق فشله وانحرافات نظامه الفاسد على سياسة الضغط الأمريكية.
وأشارت إلى أن هناك عوامل أخرى تحول دون حصول روحاني على الأغلبية، وهي رفض الشعب الإيراني نفسه لسياسته نتيجة لعدة أسباب؛ بينها الأوضاع الاقتصادية، ودعوات بالعزوف عن التصويت، وفقدان الشعب الثقة بالنظام.
ونقلت "لوجورنال دو ديمانش" عن أفكين ألافي، المتحدثة باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، قولها إن "ما يبحث عنه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي هو تجانس سلطته من أجل مواجهة تحديات عام 2020 - الاتفاق النووي، ومواجهة الأمريكيين وجهاً لوجه".
واستدركت: "لكن الانقسامات داخل النظام وحتى مليشيات الحرس الثوري تكشف عن الضعف الحقيقي للنظام الإيراني، وتهدد بقاءه".
دعوات للعزوف عن التصويت
وأظهر استطلاع شبه رسمي، خلال الأيام الأخيرة، ارتفاعا محتملا للامتناع عن التصويت بلغ 83%، قبل حذفه على الفور من وسائل التواصل الاجتماعي.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن المشاركة في الانتخابات التشريعية ستكون العنصر الرئيسي لقياس شعبية النظام الحالي.
انعدام الثقة
صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" تطرقت إلى سبب آخر يتمثل في فقدان ثقة الإيرانيين بالنظام، خاصة بعد حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية الشهر الماضي، الذي أنكرته طهران في البداية قبل الاعتراف بالمسؤولية، ناهيك عن ضعف الرد الإيراني على مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني.
ويعيش الإيرانيون حالة من اليأس والغضب، حيث انتفض الشارع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسبب رفع أسعار المحروقات.
وردت أجهزة أمن النظام بقمع الحراك الشعبي، ما أسفر عن سقوط قتلى في صفوف المحتجين.